شمسة سيف (أبوظبي)
قطعت رياضة المرأة في دولة الإمارات شوطاً كبيراً في مختلف المنافسات والمسابقات الرياضية، فأصبحت المرأة الإماراتية اليوم رياضية واعدة ونموذجاً مشرفاً في ميادين الأنشطة المختلفة، حتى اعتلت منصات التتويج في مختلف الرياضات التي تمارسها، ويأتي ذلك في ظل الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة في الدولة متمثلة في سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «أم الإمارات» الداعم الأول لرياضة المرأة، والشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضات النسائية، رئيسة نادي أبوظبي للسيدات، لجهودها الملموسة في تطوير مهارات فتيات الإمارات والارتقاء برياضة المرأة.
وبرزت في الفترة الأخيرة ونتيجة الدعم والاهتمام الكبير الذي تتلقاه رياضة المرأة الكثير من المواهب الرياضية النسائية، تأتي كابتن حورية الظاهري كإحدى هذه النماذج المشرفة، والتي استطاعت بفضل الله والجهود المبذولة من قبل الجهات الرياضية المختصة أن تتدرج من لاعبة كرة قدم إلى أول مدربة إماراتية وخليجية حاصلة على الرخصة الدولية «A» لمدربي كرة القدم من الاتحاد الآسيوي، ومرشحة لدرجة محاضرة على مستوى القارة الآسيوية.
وترى حورية الظاهري: ليس هناك سبب يمنع المرأة من ممارسة كرة القدم ما دامت تملك اللياقة والأساسيات التي تؤهلها بأن تصبح لاعبة كرة قدم، ونفت الأقاويل حول أن كرة القدم لعبة الرجال فقط، وأنها تحفل بالخشونة، مشيرة إلى أن الخشونة معدومة في حال ممارسة الفتيات اللعبة ضد الفتيات، وليس ضد الذكور، فالإمكانيات متساوية بين الإناث، فلا مانع من ممارستها واحترافها.
وأضافت: الإمارات دولة متقدمة، والمرأة الإماراتية تركت بصمة واضحة في جميع المجالات، وهو ما يشجعني في أن أترك بصمة في مجال رياضة كرة القدم، وأسعى إلى تطوير نفسي دائماً وتطوير اللاعبات اللواتي أشرف على تدريبهن، حتى نطور الرياضة وكرة القدم النسائية في دولة الإمارات.
الفضل للمحاضرة الأسترالية
قالت أول محاضرة لكرة القدم الإماراتية: «وجودي اليوم في سلك التدريب لم يكن بمحض المصادفة، في عام 2008، حيث تبنت المحاضرة الأسترالية والمدير الفني للمنتخب الإماراتي للسيدات سابقاً كوني سيلبي، فكرة مشروع تطوير كرة القدم في الإمارات، وبدأت المشروع بإنشاء أكاديمية للمراحل السنية تحت 14 سنة، واقترحت بأن يشرف على تدريب هذه الفئة لاعبات الفريق الأول، وكنت أنا إحدى هؤلاء اللاعبات، التحقت بالعديد من المحاضرات والدورات التي أعدتها كوني سيلبي، وسافرت معها لعدة دول مختلفة لتطوير مهارة التدريب والحصول على دورات مبتدئة في عالم التدريب».
وترى الظاهري بأن كونها أول مدربة إماراتية يحفزها إلى النظر إلى ما هو أبعد في مجال التدريب، وأنها تحرص وتسعى باستمرار بالاستفادة بأكبر قدر ممكن من خلال ممارستها مهنة التدريب واحتكاكها بمختلف المحاضرين الدوليين، بالإضافة إلى مدربي الأندية في الدولة.
وأضافت : «أحاول دائما أن أستفيد من الإمكانيات المتاحة لي في الدولة، حيث أقوم بعض المرات بحضور تدريبات الأندية المحترفة لكرة القدم للرجال في المنطقة، بالإضافة إلى الزيارات الدائمة للمدارس لتبادل الخبرات التدريبية والاستفادة من الخبرات الموجودة، وترى الظاهري أن المسؤوليات هي ذاتها في كلا المنصبين اللذين تشغلهما، كونها مدربة للفريق الأول لنادي الوحدة للسيدات وفي نفس الوقت مساعد مدرب المنتخب الوطني للسيدات، ولكن يختلف المهام في كل منصب.
لا وجود لصعوبات
حول العقبات التي واجهتها في مسيرتها كمدربة، قالت: «لم تواجهني أي صعوبات منذ بداية مشواري التدريبي حتى اليوم، بل على العكس تماماً، تلقيت كل الدعم من العنصر النسائي والرجالي في المجتمع الرياضي، ولم ألق أي انتقادات حول مسألة التدريب، لكن تبقى الإشكالية الوحيدة التي تقف أمام أي مدرب هل هناك العدد الكافي من الأندية لتولي تدريبها، وهل الفرصة متاحة لبقية المواطنات في خوض تجربة التدريب، كما أتيحت لي أنا في نادي الوحدة للسيدات، على ما أظن هذه هي العقبة الوحيدة أمام كل فتاة تتجه اليوم نحو التدريب، فأتمنى أن تتعاون الأندية مع المدربات الإماراتيات وتتيح الفرصة لهن وتثق في قدراتهن، لتولي زمام مسؤولية التدريب في أندية النسائية بالدولة لكرة القدم.
وقالت: «لدينا عدد لا بأس به من فتيات الإمارات حصلنا على الرخصة B وC لمدربي كرة القدم، وينتظرن فرصتهن في ممارسة المهنة بالأندية، لذلك وجب على المراكز الرياضية والأندية بالإضافة إلى الجامعات، وإعطاء الفرصة لهن في خوض هذه التجربة بل واحترافها من خلالها ممارستها كمهنة رئيسية، مما قد يسهم في تطوير قطاع رياضة المرأة النسائية».
الشكر لاتحاد الكرة
وأشادت الظاهري بالاتحاد الإماراتي لكرة القدم، للدعم الكبير والمساندة الذي يقدمه للعبة كرة القدم للسيدات في الدولة، كما قدمت الشكر والثناء للقديرة أمل بو شلاخ عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، لاهتمامها بتطوير قطاع الكرة النسائية، إضافة إلى تطوير مهارات اللاعبات وتلبية احتياجاتهن حتى تصل كرة القدم النسائية إلى مركز متقدم.
المنتخب يحتاج للمساندة
كان من الطبيعي أن نسألها عن رأيها في الأبيض الإماراتي وفرصة في التأهل لكأس العالم، وقد أشادت الظاهري بعناصر منتخب الإمارات لكرة القدم للرجال ابتداءً من اللاعبين وانتهاءً بالجهاز الفني، مؤكدة أن الخسارة أمام المنتخب السعودي، ما هي إلا اختبار، يستطيع رجال الأبيض بكامل نجومه تعويض الخسارة في المباريات القادمة، واسترجاع أمل التأهل إلى مونديال روسيا.
وأضافت: «أثق تماماً في مهندس الكرة الإماراتية مهدي علي، وأعلم بأن الخسارة الأخيرة ما هي إلا كبوة، مؤكدة أن الأبيض اليوم يحتاج كل الدعم المعنوي من قبل الجماهير لاستعادة الثقة، لجيل النجوم للتعويض، وأن يقدموا أفضل المستويات والنتائج التي تؤهلنا بإذن الله لمقارعة الكبار والتواجد في مونديال روسيا».
ترويسة
حورية الظاهري تعمل مدربة للفريق الأول للسيدات بنادي الوحدة، كما تشغل منصب مدير فني للمراحل السنية لكرة السيدات، وانضمت مؤخراً إلى الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول للسيدات كمساعد مدرب.
المجتمع الإماراتي وقف إلى جانبي
أبوظبي (الاتحاد)
نفت الظاهري تماما ما يتردد عن عدم تقبل المجتمع الإماراتي لمهنتها كمدربة قائلة: «أنا ضد أي شخص يظن بأن المجتمع الإماراتي لم يتقبل فكرة كوني مدربة، على النقيض من ذلك، فقد تلقيت جميع الدورات الخاصة بتدريب كرة القدم إلى جانب العنصر الرجالي، وكانوا متعاونين معي إلى حد كبير، ولم أواجه اي اعتراض، سواء من الأهل الذين وقفوا بجانبي منذ بداياتي في ممارسة كرة القدم، حتى أصبحت مدربة، أو من محيط العمل حولي، فالجميع أظهروا لي احترامهم الشديد كوني أول مدربة لكرة القدم، ورقي في التعامل ،بالإضافة إلى التعاون اللامحدود معي في جميع جوانب المهنة واحتياجاتها».
كرة القدم النسائية على الطريق الصحيح
أبوظبي (الاتحاد)
أكدت حورية الظاهري، أن رياضة كرة القدم للسيدات بالدولة تسير نحو الطريق الصحيح، باعتبارها في بداية عمرها مقارنة بالدول العربية الأخرى، وأشادت بالتصنيف الأخير لمنتخب السيدات بعد أن احتل المركز 73 عالمياً والأول خليجياً والثاني عربياً، و14 آسيويا وفقاً لتصنيف «الفيفا»، مؤكدة أن ذلك يأتي نتيجة دعم ورعاية القيادة الرشيدة في الدولة للنهوض برياضة المرأة، واهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، ومساهماتها في الارتقاء بكرة القدم النسائية، لتحتل مركزا متقدما بين المنتخبات الخليجية والعربية وحتى الآسيوية.
محاضرة على المستوى القاري
أبوظبي (الاتحاد)
أعربت حورية الظاهري بأنها اتجهت إلى تلقي الدورات حتى تصبح محاضرة على المستوى المحلي، وتتطلع في أن تصبح محاضرة على المستوى القاري وهو ما تعمل عليه الآن. وقالت: لقد تلقيت العديد من الدورات حتى أصبح محاضرة، فضلاً عن كوني مدربة، وحرصت أن اتواجد في هذا المنبر حتى اكتشف أكبر عدد من الفتيات الشغوفات بتدريب فرق كرة القادم، وتقديم أفضل النصائح لهم، فطموحي اليوم هو أن تصبح كرة القدم النسائية في الدولة في أفضل مراحلها، فالدعم موجود وما ينقصنا هو العمل والإتقان في العمل، حتى تصل كرة السيدات إلى أفضل المستويات.
وطالبت الظاهري جميع الجهات الرياضية المسؤولة والأندية في الدولة بأهمية النظر في تطوير مهارات وتدريب السيدات الرياضيات بالطريقة الصحيحة، في جميع الرياضات وليست كرة القدم فقط، قد تكون الهواية موجودة والرغبة موجودة في ممارسة رياضة ما، لكن ما ينقصنها هو صقل هذه الموهبة حتى تصبح أكثر احترافا، وبالتالي تسطيع أن تصل إلى أهدافها المرسومة في احتلال أفضل المراكز وتحقيق الإنجازات على الصعد الرياضية كافة التي انخرطت بها الفتاة الإماراتية.
البداية من تشجيع الأسرة
أبوظبي (الاتحاد)
تحدثت حورية الظاهري عن بدايتها بقولها، إن تشجيع الأسرة لها كان نقطة التحول وإقبالها على ممارسة كرة القدم وتقبل المجتمع لمغامرتها قائلة: مسيرتي في دخول مجال مهنة التدريب تطلبت مني بذل مجهود مضاعف حتى وصلت إلى ما عليه الآن، وقالت: بدأت ممارستي للعبة كرة القدم في عمر مبكر وهو ما أهلني لأن أصبح اليوم مدربة، حيث إنني كنت أمارس اللعبة في المنزل مع إخوتي، ومن ثم في المدرسة في ظل تشجيع أسرتي، حتى التحقت بنادي أبوظبي الرياضي عام 2004، ولعبت معهم وكذلك مع المنتخب، حيث حققنا الكثير من البطولات، وحصلت على لقب أفضل حارس مرمى ثلاث مرات في بطولات عربية».
عدد اليوم
