الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وعد الشامسي: أستبدل الزي الشُّرَطي في بيتي بـ «رداء» الأمومة

وعد الشامسي: أستبدل الزي الشُّرَطي في بيتي بـ «رداء» الأمومة
20 أكتوبر 2013 20:59
أبوظبي (الاتحاد) - كسرت المواطنة الرقيب وعد الشامسي حاجز التردد؛ الذي قد يراود بعض النسوة عند الالتحاق بالأعمال ذات المهام الصعبة، ودخلت إلى الخدمة في المؤسسة العقابية والإصلاحية في شرطة أبوظبي، لتكون نموذجاً للمواطنة في تحقيق النجاح المستمد من محبتها لوطنها الذي بسط جناح العلم، والمعرفة لمن يؤمن بأن التفوق قمة ممهورة بالتحدي، لا يصلها سوى العاشقين لصعود الجبال. والرقيب الشامسي، موظفة الحاسب الآلي في المؤسسة العقابية والإصلاحية، التحقت بالعمل في قسم الحراسات بفرع النساء في عام 2008، لتتغلب على كل التحديات، خصوصاً أن العمل في المؤسسة الشرطية يتطلب مواصفات خاصة منها قوة الشخصية، والقدرة على صناعة القرار، وتحمل المسؤولية، إلى جانب قوة العزيمة والإرادة، معتبرة الحس الأمني ميزة إضافية تلعب دوراً مهماً ورئيساً، في إنجاز العديد من المهام بدقة وموضوعية. وعن مدى تأثر شخصيتها بالعمل الشرطي، وانعكاس ذلك في تعاملها مع أبنائها، تقول «أستبدل الرداء الشرطي بمجرد دخولي البيت؛ برداء الأمومة حتى أعوّض أبنائي ما افتقدوه من حنان خلال غيابي عن البيت». وتضيف «لكن في الوقت نفسه أكون حريصة وحذرة بألا يتحول الحب والحنان إلى دلال يحول بيني وفرض ثقافة احترام القانون داخل البيت وخارجه». وفيما يتعلق بما أوكل إليها من مهام خلال فترة عملها بفرع النساء؛ تتحدث الشامسي عن مسؤوليتها المباشرة، في ذلك الوقت عن تأمين النزيلات لدى خروجهن من المؤسسة العقابية حتى وصولهن إلى النيابة أو المستشفى، ومن ثم إعادتهن مرة أخرى إلى المؤسسة، مؤكدة أن هذه التجربة كانت من التجارب الناجحة والمفيدة التي أسهمت بشكل مباشر في تطوير مهاراتها، وتعزيز خبراتها. وتضيف «تعلمت كيفية التعامل مع نزيلات ينحدرن من ثقافات وعادات مختلفة إضافة إلى ذلك؛ فالحالة النفسية التي تعتري بعض النزيلات الرافضات لفكرة وجودهن في المؤسسة العقابية تتطلب إدراكاً ووعياً بالظروف التي تمر بها امرأة لديها مشكلة تقع تحت طائلة القانون». وتوضح الشامسي «عملي في فرع النزيلات أسهم في تطوير ذاتي، ومنحني قدراً كبيراً من الشجاعة، والقدرة على المواجهة، وصناعة القرار، وتعلمت كيفية حسن التصرف وقت الشدائد والأزمات». ومن خلال تجربتها في المؤسسة العقابية والإصلاحية، تشير الشامسي إلى دور المؤسسة في تأهيل النزيلات نفسياً واجتماعياً وصحياً، فضلاً عن توفير فرص الدراسة الأكاديمية، ودورات التدريب الخاص بالمهارات اليدوية التي تساعد النزيلة في الحصول على مصدر رزق يضمن لها حياة كريمة بعد خروجها من المؤسسة. وترى أن فرع التأهيل نجح في خلق جو مفعم بالنشاط والحيوية، وروح العمل الجماعي، وتوفير الرعاية للنزيلات على نحو أثبتت للعالم أجمع أن حقوق الإنسان في الإمارات قضية غير قابلة للنقاش، وأن كرامة النزيل خط أحمر لا يمكن تجازوه، لا سيما أن إدارة المؤسسة تؤمن بأن لكل جواد كبوة، وأنها ليست نهاية المطاف. وتطمح الشامسي إلى رفد مهاراتها بخبرات جديدة، وهو ما دفعها إلى الانتقال من فرع النساء إلى الشؤون الإدارية والعلاقات العامة، حيث عملت في تنظيم المناسبات والمؤتمرات، والاحتفالات الرسمية وغير الرسمية، واستقبال الزوار، وإعداد بطاقات التهنئة، لافتة إلى أنها قد لا تحظى بفرصة لتتعلم هذه المهارات إذا عملت في مكان آخر، حيث إن شرطة أبوظبي لا تتوانى في تعزيز خبرات موظفيها من خلال إلحاقهم بدورات منتظمة وممنهجة، ما جعلهم الأكثر كفاءة وتميزاً عن غيرهم في العديد من المجالات، وفق تعبيرها. وعن طبيعة عملها الحالي، تفيد بأنها تعمل في مجال تزويد الحاسب الآلي بالبيانات المطلوبة، والتي تتضمن الصادر والوارد من المراسلات، وتسهم في تنفيذ الدورات التدريبية التي ينظمها معهد التدريب بالمؤسسة العقابية بصفة دورية. والشامسي زوجة وأم لطفلين، ومحظوظة لتفهم زوجها طبيعة عملها، مؤكدة أن انتسابها للشرطة انعكس بصورة إيجابية على دورها كأم وربة بيت، فقد أصبحت أكثر انضباطاً وقدرة على التحمل، وعلى التنسيق بين البيت والعمل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©