دبي (الاتحاد) - يضم الخليج العربي في أعماقه أنواعاً كثيرة من المحار، الذي يعرف بأسماء مختلفة، وذلك بحسب الحجم والشكل لذلك الكائن، ويوجد المحار في القاع ملتصقاً في مجموعات، ويعد المحار من الأغذية التي تعيش عليها الكائنات في أعماق البحر، وهو أحد أهم العناصر التي تتيح لنا مجالا للحصول على الأسماك، لأن الأسماك إن وجدت المأوى والغذاء استوطنت وتكاثرت.
وحين كان الأجداد في مواسم الغوص يبحثون عنه، فهم يقطعونه من العمق وكأنهم يقطعون غرسة من جذورها، فالمحار يكون ملتصقا بقاع البحر كالجذور فيتم قطعه بالسكين، وربما يستطيع الغواص التقاط البعض باليد، وعادة ما يكون المحار مغطى بالطحالب والأعشاب وبعض المرجان، ولكن في كل الأحوال لا يستطيع الغواص أن يميز أي المحارات يكمن في أحشائها اللؤلؤ، ويعرف أهل البحر أن من بين كل ألف محارة ربما توجد لؤلؤة واحدة.
أنواع اللؤلؤ
وعن هذا الشأن المتعلق بكائن المحار واللآلئ، قال جمعة خليفة بن ثالث الباحث البيئي ومنسق قسم التراث بجمعية الإمارات للغوص، إن المحار كائن حي وهو أنواع عدة منه العسيرين، وهو من المحار صغير الحجم، والزنية وهو مستطيل الشكل ولونه أسود، والفصمة وهو متوسط الحجم، والخالوف وشكله مختلف تماماً عن بقية المحار، ولذلك سمي الخالوف، ومحار الصديفي ويختلف من شكل إلى آخر حسب المكان، ومن هير إلى آخر، والهير مكان الغوص وتسمى هيور أو هييرات، ويعتبر الصديفي هو النوع المشهور والسائد في دول الخليج وكذلك الهند وسيريلانكا، وهو مهم بالنسبة للبيئة البحرية بغض النظر عن كونه مهما لمحبي اللؤلؤ، ولذلك فإن الحفاظ على نظافة القيعان والأعماق، يوفر بيئة متوازنة من حيث الحرارة والملوحة، وبهذا تنمو المحارات وتتكاثر، مالم تتعرض البيئة للفساد بسبب التلوث أو العبث بها.
حمرة خفيفة
وأضاف: اللؤلؤ له أنواع مختلفة الجمال والجودة ومن أجمل اللآلئ الجيون، وهي الثمينة نظرا لتمتعها بالصفاء والنقاء ولاستدارتها المكتملة، وأيضا تتميز بلونها الأبيض المشرب بحمرة خفيفة، كما تداول أهل الخليج نوعاً من الدر عرف باسم فارسي وهو الشيرين وتعني الحلو نظراً لأن هناك من كان يتاجر به من الفرس، أما في خليجنا العربي فلنا أسماء معروفة ومنها أيضا الخشن، ولها صفات الجيون إلا أنها صغيرة الحجم، وهناك القولوه وهي غير كاملة الاستدارة، وتعتبر من الأنواع الجيدة، أما البدلة فتأتي بالمرتبة الخامسة من حيث جودتها وجمالها، وعيبها يكمن في عدم استدارتها بشكل كامل.
ولفت إلى أن من اللآلئ الجميلة والمستديرة بشكل كامل الناعم أو الناعمة، ويميزها حجمها الصغير، وكذلك هناك نوع آخر صغير الحجم غير كامل الاستدارة وهي البوكة، أما لؤلؤة الفص فعادة ما تكون ملتصقة بجدار المحارة، وتتطلب مهارة لتخليصها منها، ومن أعظم اللآلئ أيضا الحصباة، واليكة، وهناك الخشرة التي هي كالتراب في حجمها، وقد جرى العرف عند تجار اللؤلؤ، على أن المنامة في مملكة البحرين من أهم أسواق اللؤلؤ في المنطقة، وأيضا هناك سوق سيريلانكا، وسوق الكويت بالإضافة إلى سوق دبي، وفي الوقت ذاته كانت أسواق اللؤلؤ في الهند من أهم أسواق تصريف اللؤلؤ، وكذلك الأصداف والمحار، خصوصا اللآلئ الكبيرة التي يكثر عليها الطلب.
وفي الوقت الذي كان فيه التجار الهنود يتعرضون لأية عوائق تمنعهم من السفر إلى أسواق الخليج، وفقاً لما ذكره جمعة خليفة بن ثالث، فإن التجار الخليجيين كانوا لا يتوقفون عن التجارة، ويبادرون إلى السفر إلى الهند وغيرها بحثا عن مستثمرين لبيع اللؤلؤ، لكن مع الوقت ازداد الطلب على المحار من الأنواع التي تقدم كغذاء، مما كان يخشى منه انقراض أنواع كثيرة، ولهذا أصبحت هناك تجارة جديدة بعيدا عن اللؤلؤ، وهي إنشاء مزارع للمحار كغذاء ومزارع للؤلؤ.
مجتمعات جديدة
وأوضح أن تلك المزارع ربما أسهمت بشكل أو بآخر في تكوين مجتمعات جديدة من المحار الذي يعتمد عليه كغذاء، حيث تسافر الأطنان منه سنويا من دولة المنشأ إلى العالم، ليباع لمطاعم الفنادق والمطاعم الفخمة حول العالم، وأيضا أسهمت مزارع اللؤلؤ في رفد السوق لإنتاج المجوهرات المطعمة به، ولكن يبقى وجود المحار عاملا مهما للبيئة البحرية، علينا المحافظة عليه وعلى إكثاره نظرا لأهميته للبيئة التي يعيش فيها، وبالنسبة للؤلؤ، فإن الطبيعي منه يحصل على الثمن المرتفع، حسب معايير وهي الصنف والحجم والوزن، ثم أسس لمعايير أخرى مثل النوع والشكل واللون، ومعه النقاء والصفاء أو نعومة الملمس.
عدد اليوم
