الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسين موهوب يعيد تشكيل الواقع بتنويعات لونية

حسين موهوب يعيد تشكيل الواقع بتنويعات لونية
22 أكتوبر 2011 01:45
يعرض الفنان المغربي المعروف حسين موهوب حاليا أحدث لوحاته الفنية في قاعة «باب الرواح الأثري» في العاصمة المغربية الرباط. وفي تجربته اللونية الجديدة يبدو الفنان متحررا من صرامة الخطوط وعنف الكتل والبناءات الهندسية، وفي عمقها تبرز تكوينات خطية غليظة ومنثالة وأخرى رقيقة ووادعة، متشابكة وضاربة نحو كل الاتجاهات وكأنها تواقيع وإمضاءات أيقونية سريعة التنفيذ تمتد للمخيلة والجسد في أهم تداعياته و»شطحاته المتغايرة». كما يقول الناقد الجمالي المغربي إبراهيم الحيسن في كلمته الافتتاحية للمعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة المغربية ويستمر حتى الثاني من الشهر المقبل، مضيفا «من يقرأ لوحات الفنان حسين موهوب الأخيرة سيُلامس تخلصه من تشخيصية رياضية-من الرياضيات- لازمت إبداعه طويلا وطبعت انخراطه في تجريدية حركية صَدَّاحَة موسومة بحس غرافيكي تقوى تعبيريته على رمزيته.. ورمزيته على تعبيريته، وتشكله ألوان متضادة خاضعة في أغلب البناءات والتوليفات لسلطة السواد وخطوط الإحاطة الغليظة الهاربة والمنفلتة. وبقدر ما هي لوحات، هي أيضا مساحات تلوينية حرة شاسعة ترسم هوية أثر اللون.. ولون الأثر في اندغام طيفي نادر يجسد التحوُّل في التجربة ورغبة الفنان في امتلاك التقنية والتحكم في ناصية الصيغة والأسلوب». مؤكدا في كلمته أن «من يقرأ لوحات الفنان موهوب المقترحة لهذا المعرض سَتَشُدُّ بصره تلك الأجساد البشرية المختفية داخل غابة من الخطوط المتشابكة والأشكال المتراكبة والمتحرِّكة على إيقاع حركات الفنان وهو يفرغ شحنات فكره وينقلها إلى مستوى الرؤية عبر الخط المنفلت واللون الاصطلاحي والشكل المسطح. فأجساد موهوب هي برأي الناقد إبراهيم الحيسن «مثل تنقلاته كائنات لا مرئية يصعب إبصارها خلال أول وهلة، لكنها موجودة وتمارس حضوراً تعبيرياً ورمزياً داخل ثنايا اللوحة ومطاويها.. أجساد تتبادل المواقع لتنفخ الحياة في المساحات والأشكال التي تكوِّنها. وبقدر ما هي أجساد هي أيضاً مرائي واقعية عاشها الفنان موهوب إنساناً ومبدعاً يجوب الحواري والأسواق الشعبية والحمامات والإدارات العمومية وغيرها. إنها مواقف ومعاينات يومية تم رصدها بعين ثالثة متأملة تسائل وتنتقد باستمرار وتطرح الأسئلة الضرورية لإعادة تشكيل الواقع المليء بالكثير من التناقض والمفارقات». ويمثل هذا المعرض في عموميته حصيلة تجربة تشكيلية عميقة ورحلة إبداعية طويلة عاشها الفنان حسين موهوب مصوِّراً ونحاتاً أيضاً، مسكوناً بالإبداع الذي يمثل متنفَّسه وقلقه اليومي.. وقبل ذلك إنساناً ودوداً يَفِيضُ بالكثير من النبل والحس الإنساني الجميل. يقول الناقد إبراهيم الحيسن أن الفنان حسين موهوب «ومنذ أواخر الستينات وبداية السبعينات، وبعد أن بدأ تجريدياً يُحَاكي المادة ويسائل تحوُّلاتها البصرية فوق السند، قضى الفنان التشكيلي حسين موهوب وقتا طويلا ينجز لوحات تشخيصية موسومة ببناءات هندسية متقايسة تؤكد ولعه واهتمامه بالفنون الشعبية الإيقاعية كموضوع جمالي وكمصدر للإيحاء والاستلهام.. بل وتكشف عن افتتانه بموضوعة الموسيقى التي لا يَتَورَّع في نقلها على سطح اللوحة بأسلوبه التشخيصي الهندسي الذي يستمد طابعه التشكيلي من التناغميات الحسية للخط والشكل واللون (مفرداته التعبيرية الرئيسية)، وذلك وفق توليف لوني دينامي تتفاعل فيه المقطعات المساحية والسطوح المنبطحة والكتل اللونية وخطوط الإحاطة المميزة لأسلوب الرسم لديه». وفضلاً عن التصوير والتشكيل الوني والستائر الفنية، يجدر بنا الحديث عن القطع الحديدية التي أنجزها الفنان موهوب خلال فترات إبداعية متنوعة (باريس، مكناس)، وهي عبارة عن معالجات حجمية تتفاعل فيها السطوح والبنيات. ضمن هذه المرحلة الإبداعية، برز كنحات حديد حيث أنجز في أوقات متباينة مجموعة من القطع الفنية التي تستمد هويتها الحجمية من رحم التعبيرية الرمزية. وقد تَوَّج الفنان موهوب هذه التجربة بعرض «جوَّانية»، أو «دوَّارة هواء» ، ضمن معرض دولي متنقل في فن النحت نظمه الناقد الفرنسي دانييل كوتورييه بمشاركة نحاتين عالميين. كما سبق له خلال عام 2002 المشاركة في معرض عالمي للنحت حول موضوع «مهب الريح»، وذلك بمدينة أنجير الفرنسية داخل قصر قروسطي يعود تاريخه إلى عصور قديمة.. في هذا المعرض قدّم الفنان قطعة نحتية اشتغل في إنجازها على مادة النحاس الأحمر جاعلا منها عملا إبداعيا يُعَبِّر عن موضوع الصراع الأنطولوجي بين المرأة والرجل والعلاقة الكونية القائمة بينهما.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©