الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناء يرتدون «جلباب الآباء» ويقلدونهم في كثرة الإنفاق

أبناء يرتدون «جلباب الآباء» ويقلدونهم في كثرة الإنفاق
10 أكتوبر 2012
أزهار البياتي (الشارقة) - غياب ثقافة الاستهلاك سلبيات شائعة بين أفراد المجتمع، فتبديد الميزانية الشهرية بات معضلة تعاني منها معظم الأسر، ولا يقتصر هذا السلوك على أولياء الأمور فقط، بل أصبح يتعداه ليطال الأطفال أيضا، حيث صار نمط الحياة الاستهلاكية من سماتهم سيراً على خطى آبائهم. وحول السلوكيات الاستهلاكية الخاطئة قال صلاح الحليان استشاري التأمين والاستثمار إن إحدى أهم المشكلات التي تواجه المجتمع حاليا هي شيوع ثقافة الاستهلاك، وغياب مبدأ الادخار والتوفير وتنظيم الميزانية الأسرية حسب الدخل الشهري للفرد، مما أفرز مشكلات جدية في قضايا القروض البنكية وتراكم الديون وخلافه، وبالرغم من أن دخل الفرد يعد نسبيا من الدخول الأعلى على المستوى العالمي، مما يوجه أصابع الاتهام وبشكل مباشر لأسلوب الحياة ونوعية الأفكار والقناعات الخاطئة في معظم ممارساتنا اليومية، حيث نعتمد على العشوائية في بند مصروفاتنا ونفتقد لأهم أبجديات التخطيط السليم في موازناتنا المالية الشهرية أوالسنوية كأفراد وأسر. نمط تربوي وأضاف، هذا الأمر مع الأسف أصبح يطغى حتى على نمط تربيتنا لأبنائنا وسلوكياتهم الاقتصادية، وكأننا وبلا مبالاة نتعمد القضاء على جيل كامل من الأطفال، ونحدد لهم مساراتهم المستقبلية بشكل خاطئ وفوضوي، فمن المعروف أن غرس أساسيات القيم والأخلاقيات وتقويم السلوك واكتساب العادات الحميدة يجب أن يبدأ منذ النشأة وفي سن مبكرة من حياة الطفل، مما يضع كامل المسؤولية على عاتق أولياء الأمور في تعليم وتوجيه وترشيد نوعية الأنماط الاستهلاكية لدى الأبناء، وتلقينهم كيفية التعامل مع المال وصرفه في مواضعه الصحيحة، وتدريبهم على سمات الثقة بالنفس والاستقلالية في القرار، وحسن الإدارة المادية لمصروفهم اليوم بشكل مبسط وسلس يتناسب مع فئاتهم العمرية ومستويات استيعابهم. توعية ويتابع، لابد هنا من وقفة مع الذات وتوعية الأمهات والآباء بضرورة الانتباه لأهمية التحلي بثقافة التخطيط السليم ووضع الميزانيات الأسرية، فالوضع الاقتصادي العالمي والأزمات المالية التي تحدث بين الحين والآخر أصبحت تفرض علينا جميعا التخلي عن الشكل العشوائي القديم في أسلوب المعيشة، فلا يوجد مبرر كاف للمبالغة في البذخ والإسراف الشديد على حساب دخل الفرد الشهري، ولنأخذ عبرة من جيل الأوليين، فقد كان المجتمع الإماراتي يعيش حياة البساطة والاطمئنان، مرتضيا الاكتفاء بالقليل، صانعا ومنتجا لاحتياجاته الضرورية، وليس هنالك فروق اجتماعية تذكر، فالجميع مستقر وراض بما لديه ومقتنع بما يمتلكه، وطبعهم العام مجبول على ثقافة الادخار والتوفير لمواجهة تحديات المستقبل، ولكن في يومنا هذا يعتمد معظمنا مع الأسف على المغالاة في المظاهر وحب التفاخر والاستعراض، وهذا ينسحب تقريبا على كل شيء بدءا من تغيير الهواتف المتحركة وانتهاء بالسيارات الفارهة، ولكي نطغى وننغمس أكثر في الخطأ فقد أصبحنا نفرض هذه الممارسات السيئة واللامنطقية حتى على الأطفال. ونصح أولياء الأمور بالرجوع لقواعد التربية الإسلامية، وتعزيز مبادئ العقيدة والأخلاق، حيث يكون الانضباط والشعور بالمسؤولية واقعا معاشا، وحين يوجه الإنفاق حسب الغاية والهدف، مؤكد على أهمية تعليم الأبناء منذ نعومة أظافرهم ماهية الاعتدال وكيفية الكسب وإدارة المال، مع تلقينهم بصيغة مفهومة ومبسطة، بعضا من الحقائق الإيمانية ذات الطابع الاقتصادي، وكيف أن المال وكل ما نملك هو من رزق لله، وإننا كبشر محاسبون على كيفية صرفه وإنفاقه في حدود الضروريات، وكل ما من شأنه أن يولد لدى الصغار نوعا من الرقابة الذاتية، والاستقامة والاعتدال وضبط الأهواء والرغبات، ونبذ المظاهر وتوافه الأمور حبا في مرضاة الله وخوفا من عقابه. ونوه عبدالله الحمادي رب أسرة ، إلى حقيقة أن معظم ما نراه ونعانيه اليوم من ممارسات خاطئة للجيل الجديد في المجالات الاقتصادية والسلوكيات بشكل عام، هو نتيجة حتمية لفقدان القدوة الحسنة في الأسرة وفوضى الإفراط في الدلال وعدم إعطاء الأبناء أي مسؤوليات أو توجيهات محددة. وتتحدث إيمان جاسم ربة أسرة، عن تجربتها ومعاناتها من نمط سلوك ابنها الاستهلاكي: «لم التفت للأمر في البداية، ولكني بدأت أشعر بالخوف وتأنيب الضمير مؤخرا، فولدي «عمر» لازال في الحادية عشرة من العمر، ولكن معدلات إنفاقه الشهري زادت لدرجة كبيرة وتصل للآلاف في بعض الأوقات، فلا يكاد يمر أسبوع من دون أن يطلب شراء لعبة، وإذا رفضت يتجه لوالده وبالنواح حينا وبالإلحاح أحيانا يحصل على ما يريد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©