الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة «سلامة قلبك» رحلة علاجية لتلافي خطر الإصابة بأمراض الشرايين

حملة «سلامة قلبك» رحلة علاجية لتلافي خطر الإصابة بأمراض الشرايين
10 أكتوبر 2012
موزة خميس (دبي) - يظن كثير من المدخنين أن التحول من تدخين السيجارة إلى «الشيشة» يقلل خطر الإصابة بالأمراض القلبية، اعتماداً على قلة عدد مرات تدخينها، في حين أشارت حملة «سلامة قلبك»، إلى أنه اعتقاد خطأ، حيث تعادل مرة تدخين «الشيشة» 20 سيجارة، موضحة أن المدواخ أشر خطراً في الإصابة بالأمراض، خاصة عند خلط التبع بمواد أخرى يتراكم تأثيرها على الرئتين. ولفتت الحملة إلى تعرض الشباب ما بين 22 و25 عاماً للإصابة بالأمراض القلبية، حيث كشفت الدراسات الطبية إلى أن المتوسط العمري لمن يصابون بأمراض القلب والشرايين في دول التعاون الخليجي، يقل من 10 إلى 15 عاماً مقارنة بالدول الأوروبية. لم يقتصر العمل في هيئة الصحة في دبي خلال يوم القلب على ذلك اليوم، إنما أصبح برنامج «سلامة قلبك» الذي انطلق مؤخراً، رحلة علاجية وقائية تستمر 12 أسبوعا، بهدف إرشاد أفراد المجتمع نحو اتباع أسلوب حياة، ونظام غذائي يحافظ على صحة وسلامة قلوبهم. وقد وضعت مهام تلك الأسابيع خصيصا من أجل مساعدتهم على تحقيق أفضل النتائج الراهنة والمستقبلية، ووجهت الإدارة التثقيفية بعدم اعتبار البرنامج حلاً قصير الأجل، بل رحلة يستمر مداها إلى أبد الحياة، لتوضيح الأسباب التي تؤدي إلى أمراض القلب، وكيفية الوقاية منها وعلاجها، خاصة بعد ملاحظـة إصابة الفئات الشابة بجلطــات وأضــرار في الشرايين. وقال الدكتور فهد باصليب استشاري ورئيس قسم القلب ورئيس جمعية الامارات للقلب بمستشفى راشد في دبي، لم يعد عملنا يقتصر على تلقي حالة مصابة بجلطة أو تلف في الشرايين، وإجراء العملية المناسبة ومنح العلاج المناسب للمريض، إنما أصبحنا نبحث في الأسباب ومع المريض أو من أصيب فجأة بجلطة، حول النمط الغذائي والسلوكي، معرباً عن اسفه لإصابة حالات في عمر ما بين الثانية والعشرين إلى الخامسة والعشرين بالأمراض القلبية. التوعية وبالنسبة للوقاية لدى الكثيرين، لفت إلى خطورة إهمال التوعية بين أفراد المجتمع، خاصة مع تسارع الحياة، وكثرة متطلباتها وضغوطها اليومية، مما يزيد الإصابة بالأمراض القلبية، داعياً إلى الاستفادة من التطور العلمي، والثورة التكنولوجيا في مجال الطب، عكس ما كان قبل 20 عاماً من عدم توفر الوسائل الطبية اللازمة للتعامل مع الحالات المصابة، وإلى ضرورة البحث عن وسائل للحفاظ على صحة القلب، مشيراً إلى أن الدراسات حول الأمراض والأسباب كانت تأتي من الخارج ومبنية حسب معيشة وحياة الإنسان الغربي. ويكمل الدكتور فهد، عندما نخاطب من يأتون عن طريق الطوارئ وهم مصابون بجلطة ناتجة عن التدخين، نجد أن لديهم معلومات خاطئة ومثال على ذلك أن التحول من تدخين السجائر إلى الشيشة يقلل من خطر الإصابة، في حين أن المعلومات العلمية نتيجة التحليل والبحث والدراسة أثبتت أن تدخين الشيشة لمرة واحدة يعادل تدخين علبة سجائر في جلسة واحدة، كما أن الغليون أو ما يسمى محليا «المدواخ» هو أشد ضرراً، لأن التبغ المستخدم ربما يكون مغشوشاً، وبالتالي فمن يدخن، يسحب كمية من تلك الخلطة التي ربما تكون مسمومة إلى داخل الرئتين، تتراكم بشكل يومي وتؤدي بعد فترة إلى جلطة. النمط الغذائي ويتابع، أيضا النمط الغذائي أحد أهم الأسباب التي تصيب الإنسان في عمر مبكر، لذلك نحن نعمل عن طريق إدارة التغذية والمختصين في وضع البرامج الغذائية، لوضع جدول غذائي يساعد على علاج الضرر التي أصيب به المريض، لكن عليه أن يمارس ذلك بعد خروجه من المستشفى أو العيادة، مشيراً إلى أنه ثبت لأطباء القلب أن أسباب وفيات 1 من كل أربعة تعود إلى أمراض القلب، وهذا الأمر عالميا وليس فقط في دولة الامارات أو في دول الخليج العربي، وأن أكثر من 17 مليون في العالم سنوياً يتوفون بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. وبالحديث مع الدكتورة وفاء عايش مديرة إدارة التغذية بمستشفى راشد تناولت النظم الغذائية التي تساعد على النجاح الشخصي في مجال حماية القلب، موضحة أهمية ارتباط التغذية بالحفاظ على سلامة القلب، مشيرة إلى أن برنامج الحملة يتم على مدار الأسابيع الإثني عشر، حيث يتلقى فيها المشترك رسالتين إلكترونيتين أسبوعيا، تقوم الأولى بشرح تفاصيل مهام المشترك لذلك الأسبوع، بينما تتيح الثانية فرصة التفكير فيما يمكن أن يفعله من أجل تحسين عمله في الأسبوع التالي. وأضافت، بالنسبة لي أوصي بالاحتفاظ بمذكرة مع الكتيب الخاص بالحملة، لأنها تظهر التقدم لكي يدون كل شخص أفكاره ومخاوفه، ويبلغ بها الطبيب أثناء زيارتك التالية، ويركز الأسبوع الأول من الجدول على تعزيز فهمنا لطبيعة القلب، فكلما فهمت طبيعته فهمت الأسباب وراء كل نبضاته، وسيكون من السهل تغيير أسلوب الحياة. قاعدة ذهبية وتكمل الدكتورة وفاء، على كل إنسان بالغ أن يتذكر دوما القاعدة الذهبية، التي تحافظ على سلامة القلب، وهي «كل أمنا وعش أمنا وكن آمنا»، وإن التزم كل منا بالنظام، فإنه سيشعر بتحسن في صحته، ولذلك عندما يصبح في الأسبوع السادس، فإنه سيجد أنه يسير في رحلة الحفاظ على القلب بشكل مريح، وبعد مرور الأسابيع يصبح البرنامج أكثر فائدة، وقدرة على فهم التغييرات المهمة. ولفتت إلى أن المطلوب من كل إنسان أن لا ينتظر حتى يبلغ الأربعين أو الخمسين للبحث عن طرق للوقاية والعلاج، لكن على كل أسرة أن تتشارك في برامج غذائية صحية، إلى جانب ممارسة النشاط البدني مثل المشي، ومن المهم أن تتجنب الإفراط في تناول كميات زائدة من السكر والملح، والأهم أن تكون هذه التغييرات جزءا من حياتنا اليومية. وأكدت بشدة على أهمية اتباعها على المدى الطويل، وعدم العودة إلى تناولها من فترة إلى أخرى، لأن كل إنسان يتبع البرنامج سيحصد النتائج المرجوة بعد انتهاء المدة. ودعت إلى التعلم عبر أسابيع الحملة الرسالة الأهم وهي القدرة على تغيير الحياة للحصول على قلب سليم، وأن يفخر المنتسب للبرنامج بنفسه للقيام بهذه التغييرات التي تحتاج الكثير من المثابرة والجهد، والدافع للوصول إليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©