طالب الرئيس الألماني هورست كولر مواطنيه بإعادة التفكير في عاداتهم الاستهلاكية وحثهم على ترشيد استهلاكهم للأطعمة والوقود· وأشار كولر في تصريحات لصحيفة ''باساور نويه بريس'' نشرتها أمس إلى أن : ''التركيز فقط على التوسع في الكميات لن يجلب للبشر سعادة دائمة· ما نحتاج إليه بحق هو زيادة نوعية وليس كمية''·
وطالب كولر المواطنين بأن يعيدوا التفكير مرة أخرى في عاداتهم الاستهلاكية، مشيرا إلى أن بهذا المعدل من الاستهلاك سيكون لدى الدول الفقيرة، بما تعانيه من معدلات متزايدة للنمو السكاني وبالتبعية استنزاف مواردها، كل الحق في ''منازعتنا على استهلاك مصادر المواد الخام''·
وذكر كولر مثالا على تبذير الألمان والإفراط في تناول الأطعمة في الوقت الحالي قائلا: ''في السابق لم يكن هناك سوى وليمة الأحد أما الآن فقد أصبح وضع كميات هائلة من اللحوم على المائدة يوميا أمرا طبيعيا·· ولهذا آثاره السلبية''·
وعلى صعيد آخر، انتقد كولر مجددا مديري البنوك والشركات الذين ساهموا في تفاقم الأزمة المالية وحالة الركود التي تشهدها ألمانيا ووصفهم بمن ترك خلفه إرثا من الزجاج المكسور دون أن يتحمل مسئولية فعلته· وأكد في الوقت نفسه ضرورة أن تتحلى السوق ''بالأخلاق إلى جانب القواعد'' وأن تشهد ألمانيا ''ثورة بيئية وصناعية جديدة''·
إلى ذلك رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشكل واضح مطالب الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري الداعية إلى تخفيض قصير الأجل للضريبة المضافة على المبيعات·
في الوقت نفسه أعلنت ميركل أمس الأول تأييدها لإجراء إصلاحات على ضريبة الشركات قبل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في خريف العام الجاري وهي الخطوة التي يعارضها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم·
من ناحية أخرى اتفقت ميركل وأربعة من رؤساء الروابط الاقتصادية الكبرى في ألمانيا في الاجتماع الذي عقد أمس الأول في ميونيخ على عدم تقديم برنامج حكومي ثالث لتحفيز الاقتصاد الألماني في مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة وأكدت ميركل على ضرورة منح البرنامجين الحكوميين مهلة حتى يظهر تأثيرهما·
المعروف أن حكومة ميركل قدمت برنامجا أول لدعم الاقتصاد لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية في العام الماضي ثم قدمت برنامجا ثانيا أوائل العام الجاري وتجاوزت قيمة البرنامجين 80 مليار يورو·
يذكر أن الروابط الاقتصادية في ألمانيا حذرت بقوة قبيل الاجتماع من تدخل السياسة في الاقتصاد ومما أسمته بزيادة نفوذ الدولة في شؤون الشركات والاقتصاد·
وذكر بيان مشترك لروابط واتحادات الاقتصاد في ألمانيا أن دعم الدولة للشركات سيخل بمبدأ المنافسة ولهذا يجب أن يكون الدعم في حالات استثنائية وفي ظل إشراف ورقابة كاملين للشركات·
وتجدر الإشارة إلى أن الروابط الاقتصادية كانت قد اتفقت مع رأي المستشارة ميركل في رفض تخفيضات فورية للضريبة المضافة على المبيعات وهو المطلب الذي دعا إليه بقوة هورست زيهوفر زعيم الحزب البافاري الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم وحظى بتعاطف وزير الاقتصاد كارل تيودور تسوجوتنبرج·
في المقابل طالبت الروابط الاقتصادية بإجراء عملية إصلاح شاملة للضرائب المضافة على المبيعات وضرائب الدخل في أعقاب الانتخابات البرلمانية مؤكدين على ضرورة تضييق الهوة بين'' الإجمالي والصافي''·
عدد اليوم
