الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تطالب باكستان بالتحرك فوراً ضد المتمردين

واشنطن تطالب باكستان بالتحرك فوراً ضد المتمردين
22 أكتوبر 2011 00:53
دعت الولايات المتحدة باكستان أمس إلى التحرك في غضون “أيام أو أسابيع” للقضاء على ملاذات المتشددين الأفغان على أراضيها وتشجيع حركة طالبان على الدخول في محادثات سلام لإنهاء الحرب المستمرة عشرة أعوام. والأهم أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بدا أنها انتزعت اعترافا من باكستان بإمكان قيام إسلام آباد بالمزيد للحملة على المتمردين الأفغان الذين يستخدمون الأراضي الباكستانية لمهاجمة أميركيين دون أن تقدم إسلام آباد تفاصيل عن كيفية القيام بذلك. وأمضت كلينتون الشطر الأكبر من يوم أمس في محادثات مع الزعماء الباكستانيين في أعقاب جلسة عقدتها لأربع ساعات في وقت متأخر أمس في أفغانستان بهدف التعجيل بنهاية أحد أطول الحروب أمدا التي خاضتها الولايات المتحدة. وعلى غير العادة رافق مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه) ديفيد بترايوس ورئيس الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي كلينتون في زيارتها لإسلام آباد، حيث قالت كلينتون أن باكستان تلعب “دورا حساسا في دعم المصالحة في افغانستان وإنهاء الصراع”. وقالت كلينتون بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار “ننتظر من باكستان اتخاذ خطوات قوية لحرمان المتمردين الأفغان من الملاذات الآمنة وتشجيع طالبان على الدخول في مفاوضات بنية صادقة”. وأكدت كلينتون أن بلادها تنتظر من باكستان القيام بعمليات “في غضون ليس شهورا أو سنينا بل في غضون أيام وأسابيع لأن أمامنا الكثير من العمل لانجازه لتحقيق أهدافنا المشتركة”. وإبان الهجوم الدامي على السفارة الأميركية في كابول، وصف الأدميرال مايك مولن الذي كان يتولى رئاسة الأركان الأميركية آنذاك المتشددين من شبكة حقاني بأنهم “ذراع فعلية” للاستخبارات العسكرية الباكستانية متهما عناصر من الاستخبارات الباكستانية بالتورط في حصار السفارة. وردا على ذلك، التفَّ القادة الباكستانيون حول دعوات “لإعطاء السلام فرصة”. غير أن كلينتون قالت أنه “ثمة عمل لابد من إنجازه حتى يتسنى ذلك. ومع مواصلة القوات الأميركية والأفغانية هجوما جديدا على شبكة حقاني في شرقي أفغانستان بمحاذاة باكستان دعت كلينتون إسلام آباد لزيادة الضغط على الملاذات الآمنة للمسلحين على جانبها من الحدود. وقالت كلينتون “طلبنا تحديدا تعاون الجانب الباكستاني بشكل أكبر لطرد شبكة حقاني وغيرهم من الإرهابيين.. فالسعي للقضاء على الإرهابيين وملاذاتهم الآمنة على جانب واحد من الحدود لن يجدي”. وكانت باكستان رفضت حتى الآن بدء هجوم جديد على شبكة حقاني في قاعدة قيادة الشبكة بمنطقة شمال وزيرستان، حيث قالت إن قواتها لا قبل لها بذلك مع ما تضطلع به من مهام بالفعل، وأن البلاد ضحت بما يكفي من الأرواح. وبدا أن وزيرة الخارجية الباكستانية تعد ببذل المزيد، بعد حضورها محادثات دامت أربع ساعات أمس الأول شارك فيها قادة عسكريون واستخباريون ومدنيون من الجانبين. وقالت خار “هل هناك ملاذات آمنة؟ نعم ، إنها موجودة على الجانبين. هل نحتاج للتعاون؟ نعم. يمكننا التعاون أكثر وتحقيق نتائج أفضل”. ونفت خار الاتهامات الأميركية بأن الاستخبارات الباكستانية تدعم المتمردين الأفغان. وقالت “لا يوجد أي دعم من جانب أي مؤسسة باكستانية لملاذات آمنة. دعني أوضح ذلك بشكل لا لبس فيه”. وكشفت كلينتون أمس أن موفدين أميركيين التقوا الصيف الماضي مع مسؤولين في شبكة حقاني، العدو اللدود لأميركا في أفغانستان، بمساعدة من السلطات الباكستانية. وأجريت هذه الاتصالات التمهيدية قبل سلسلة هجمات استهدفت المصالح الأميركية في أفغانستان. وتشتبه واشنطن في أن شبكة حقاني وراءها. ومنذ ذلك الحين، شددت الولايات المتحدة لهجتها وعملياتها ضد هذه المجموعة الطالبانية. وقالت كلينتون خلال طاولة مستديرة مع وسائل الإعلام الباكستانية إن “الحكومة الباكستانية ساعدت في تنظيم لقاء” بين الأميركيين وشبكة حقاني. وأوضحت كلينتون أنها لا ترى “أي تناقض” في الاستراتيجية الأميركية حيال المتمردين الأفغان الذين تواصل واشنطن التصدي لهم وتدعوهم في الوقت نفسه إلى طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع. وباكستان تلقت مليارات الدولارات من الولايات المتحدة منذ انحيازها إلى جانب واشنطن في الحرب على الإرهاب عام 2001، غير أنها شهدت أيضا تصاعدا ضخما في الهجمات وانعدام الأمن، حيث فقدت ثلاثة آلاف جندي في المعركة ضد طالبان وآلاف المدنيين في التفجيرات التي عمت البلاد. وقد أثارت مشاعر عداء اكبر للأميركيين، فضلا عن نظريات المؤامرة التي تبثها المساجد ووسائل الإعلام والشخصيات العامة مع انتهاج الولايات المتحدة، بموافقة حكومية، حربا سرية باستخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف مطلوبين في الحزام القبلي الباكستاني.
المصدر: إسلام آباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©