القاهرة (الاتحاد)- تصاعدت حدة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، أمس، في مختلف الشوارع المؤدية إلى وزارة الداخلية ومجلس الشورى بالقاهرة، على الرغم من انتشار الحوائط الخرسانية المقامة على مداخل تلك الشوارع، حيث تبادل المتظاهرون إلقاء الحجارة مع قوات الأمن، فيما أطلقت قوات الأمن وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع، واتسعت دائرة الاشتباكات في محيط مجلس الشورى، مما أسفر عن إصابة العشرات باختناق وجروح.
وتجددت الاشتباكات، أمس، بين قوات الأمن المركزي المسؤولة عن تأمين المقر المؤقت لديوان عام محافظة الإسكندرية «المجلس الشعبي المحلي». وأصيب 11 من رجال الشرطة في اشتباكات، أمس، أمام قسم شرطة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، أثناء محاولة المتظاهرين اقتحام قسم الشرطة.
وقامت قوات الأمن بالتصدي لهم ومنعهم من اقتحام القسم، ولكن قامت مجموعة منهم بإطلاق طلقات خرطوش على قوات الأمن، فأصيب 11 شرطياً في الحادث، من بينهم 3 ضباط، و4 أمناء شرطة، وأربعة مجندين.
وارتفعت حالات الوفاة في المصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين بمدينة السويس، أمس الأول، إلى 9 حالات. وأعلن الدكتور أحمد عمر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أمس ارتفاع عدد حالات الوفاة في تظاهرات، أمس الأول، على مستوى الجمهورية وحتى صباح أمس إلى 10 حالات وفاة، 9 بمحافظة السويس، وحالة وفاة واحدة بمحافظة الإسماعيلية.
وأوضح أن إجمالي أعداد المصابين بلغت 584 مصاباً، منهم 172 في القاهرة، و102 في الإسكندرية، والغربية 29، والبحيرة 26، والسويس 89، والإسماعيلية 77، والشرقية 22، والدقهلية 10، ودمياط 35، وكفر الشيخ 6 مصابين، و14 مصاباً في محافظة المنيا، وأصيب واحد في كل من الفيوم والأقصر.
فيما أعلن مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية ارتفاع حصيلة الضحايا من رجال الشرطة خلال أحداث العنف التي شهدتها البلاد منذ أمس الأول إلى شهيدين، و151 مصاباً.
وأوضح المصدر أن المصابين شملوا 39 ضابطا و13 فرد شرطة، و99 مجندا، بالإضافة إلى استشهاد نقيب وأمين شرطة من قوات الأمن المركزي المكلفة بتأمين سجن بورسعيد العمومي في وقت سابق أمس.
وقال اللواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميداني إننا نقوم بتأمين محيط مبنى محافظة السويس ومديرية أمن السويس ومجمع المحاكم من أجل التأمين فقط، ولا توجد قوات تابعة لجيش الثالث الميداني في أي مناطق أخرى بالسويس.
وأشار إلى أن جميع الشركات البترولية بمحافظة السويس تعمل بصورة طبيعية وأن الموانئ والمدخل الجنوبي لقناة السويس مؤمن تماما.
ووصل عدد المصابين في الاشتباكات التي جرت أمس الأول بمحيط المجلس الشعبي المحلي لمحافظة الإسكندرية إلى 96 مصابا. وقال الدكتور محمد الشرقاوي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية إن المصابين تم نقلهم جميعا للمستشفى لتلقي العلاج. فيما قال اللواء ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 17 ضابطا ومجندا من ضباط وأفراد مديرية أمن الإسكندرية، وتواصل نيابة الإسكندرية التحقيق مع 24 شخصا من المضبوطين في الاشتباكات.
وأعلنت مديرية أمن الإسماعيلية القبض على 29 متهماً خلال محاولتهم اقتحام قسم شرطة ثاني مدينة الإسماعيلية ووحدة الدفاع المدني بالمدينة، ومحاولة اقتحام مبنى ديوان عام محافظة الإسماعيلية.
وأكد مدير أمن الإسماعيلية أن رجال الشرطة ألقوا القبض على 16 متهما بداخل وخارج مبنى ديوان المحافظة عقب اقتحامه وبحوزتهم أجهزة حواسب آلية وآلات تصوير مستندات ومستلزمات مكتبية مسروقة من المبنى، بجانب القبض على 9 خلال محاولة اقتحام مبنى الدفاع المدني وإطلاق الرصاص الحي على رجال الشرطة، مما أدى لإصابة العديد من رجال الشرطة، والقبض على 4 متهمين خلال محاولتهم اقتحام قسم شرطة ثان مدينة الإسماعيلية.
وأشارت المديرية إلى إصابة 26 من رجال الشرطة خلال تلك الأحداث، من بينهم 11 ضابطا و5 أفراد شرطة و10 مجندين، نتيجة إصابتهم بمقذوفات حية من الطلقات النارية الخرطوشية محلية الصنع والممنوع حيازتها قانونيا.
وقال شاهدا عيان إن محتجين اقتحموا امس قسم شرطة السويس بمدينة السويس بعد اشتباكات عنيفة مع القوات العاملة في القسم، وذلك بعد يوم من احتجاجات عنيفة في الذكري الثانية للانتفاضة المصرية. وقالا إن المقتحمين يقومون بإطلاق سراح سجناء، ويستولون على أسلحة تركها رجال الشرطة الذين انسحبوا، من بينها بنادق آلية. ودارت اشتباكات بين المحتجين والشرطة قبل اقتحام القسم، استخدم فيها المحتجون قنابل المولوتوف وكرات اللهب والحجارة، بينما استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع. وقالت شاهدة عيان إن النار اشتعلت في مبنى الدفاع المدني (الإطفاء)، المجاور لقسم الشرطة، خلال التراشق. وقال مدير إدارة الدفاع المدني اللواء خالد بهجت لرويترز إنه أمر العاملين في المبنى بإخلائه. وأضاف أنهم وجدوا صعوبة في إخماد النار وسط الاشتباكات.
ونشر الجيش قوات في السويس في ساعة مبكرة من صباح أمس بعد أن طلب مدير أمن السويس تعزيزات. ووزع الجيش منشورات على السكان تؤكد لهم أن نشر قوات الجيش عملية مؤقتة، وتهدف إلى تأمين المدينة. وقال عادل رفعت مدير أمن السويس للتلفزيون الرسمي «طلبت دعماً من قوات الجيش لغاية ما نعدي الفترة والمرحلة الصعبة، والتي تستهدف أمن مصر كلها».
عدد اليوم
