محمد حامد (دبي) - كشف النسر النيجيري الصغير كليشي إهيناشو عن إهداء رباعيته في الشباك المكسيكية للأم، التي رحلت قبل نحو 6 أشهر، ولم يبخل الهداف الواعد بمداعبة الأخ الأصغر شيبويكي، الذي قال عنه إنه سيكون أفضل منه، وأهدى له «السوبر هاتريك» التاريخي، الذي دك بك حصون المكسيك، في المباراة التي انتهت بسداسية للنسور النيجيرية، وعقب المباراة، أكد كليشي أنه كان يتمنى وجود الأم في يوم تألقه، وظهوره على الساحة المونديالية، ولكنه لن يتمكن مثل غيره من البشر من فعل شيء أمام إرادة الله، التي شاءت برحيلها قبل أن تشاهد لحظات المجد التي يعانقها.
وأضاف «النسر النيجيري الصغير»: «قبل كل شيء أشكر الله على هذا الفوز الكبير في مستهل مشوارنا المونديالي، وأشكر الله لأنني تمكنت من تسجيل رباعية ساعدت بها منتخب بلادي على الخروج منتصراً بنتيجة كبيرة، قبل المباراة كان حلمي هو تسجيل ثنائية لا أكثر، ولكن عندما فعلتها في الشوط الأول، شعرت بأن المكافأة سوف تكون كبيرة، وهو ما حدث، حيث تمكنت من تسجيل ثنائية أخرى».
وقال كليشي: «تذكرت أمي قبل المباراة، بالطبع لا يمكننا فعل شيء أمام حقيقة الموت، كل ما يمكنني فعله أنني أتذكرها لتصبح ملهمة لي في كل شيء، وأهدافي التي سجلتها في مرمى المكسيك أهديها إلى ذكراها، وكذلك لأخي الصغير شيبويكي، الذي أثق في أنه سوف يكون لاعب كرة قدم رائعاً في المستقبل».
وأشاد النجم النيجيري صاحب الرباعية بالأداء الجماعي لمنتخب بلاده، مضيفاً: «مجد هذه اللحظات التي نعيشها ليس من صنعي، بل يعود لجهود الجميع، فالأداء الجماعي والروح الواحدة، هي أكثر ما يميزنا، نسعى إلى استكمال بقية المشوار بهذه الروح لكي نتمكن من تحقيق ما أتينا إلى هنا من أجله».
تمكنت «النسور النيجيرية» من خطف «القبعات المكسيكية» من فوق رأس بطل العالم وحامل اللقب، ليسجل صغار نيجيريا بداية مثالية على طريق المنافسة الجادة على اللقب المونديالي، بعد الفوز الساحق بسداسية مقابل هدف على المكسيك، في ضربة البداية لكل منهما بمونديال الناشئين، وتشير النتائج الأولية في سباق المتعة الكروية للمواهب الواعدة، إلى أن «نسور نيجيريا» و«السامبا البرازيلية» وأوروجواي سيكون لهم اليد الطولى في تحديد هوية البطل المتوج بلقب النسخة الحالية.
صحف نيجيريا لم تبخل على منتخبها الصغير «الواعد»، وأشادت بما قدمه أمام المكسيك، فقالت صحيفة «الصن» النيجيرية: «حصلنا على 3 بطولات لكأس العالم للناشئين، وجميعها كانت على الأراضي الآسيوية، فقد ظفرنا بلقب النسخة الأولى في الصين 1985، وفي اليابان 1993، وفي كوريا الجنوبية 2007، ويبدو أن الإمارات سوف تكون «فأل خير» باللقب الرابع، خاصة أننا نتألق حينما يقام مونديال الناشئين في بلد آسيوي، فقد كانت البداية «سوبر» لـ«السوبر إيجيلز»، حينما تمكنوا من قهر حامل اللقب بسداسية تاريخية في مستهل المشوار المونديالي».
ولدى سؤاله عما إذا كانت هذه الرقصة تقليدية في مسقط رأسه ولاية إيمو في جنوب نيجيريا، سارع إيهيناتشو إلى القول وهو يضحك ضارباً برجله في الأرض الرخامية للمدخل الرئيسي للملعب لا، لا، لا، إنها الاحتفالية التي يقوم بها مثلي الأعلى في المصارعة الاحترافية»، إنه المصارع الأميركي الملتحي دانييل برايان القادم من مشارف مدينة سياتل، والذي يطلق عليه لقب التنين الأميركي، وقال المهاجم النيجيري «أشاهده على شاشة التلفزة، وأعشق الطريقة التي يقوم فيها بإثارة الحماس في نفوس الجمهور، وبالتالي قررت أن أقلده، يبدو أن الجمهور أحب ذلك أيضاً».
ويشرح إيهيناتشو الأمر بقوله: «كنت فوق السحاب عندما سجلت الهدف الأول»، وقد بدا هذا الأمر واضحاً على محيّاه، واحتفظ أيضاً بالطريقة ذاتها في الاحتفال المستلهم من المصارعة، بعد كل هدف سجله وفي نهاية المباراة عندما حصل لاعبو المنتخب النيجيري على العلم الوطني باللونين الأخضر والأبيض من المدرجات واحتفلوا كما لو أنهم أحرزوا اللقب.
أما موضوع الأغنية المفضلة لدى المصارع المفضل لدى إيهيناتشو فتحمل عنوان العد العكسي، وهي تتماشى مع المنتخب النيجيري الذي بات مرشحاً الآن لبلوغ المباراة النهائية المقررة في أبو ظبي في 8 نوفمبر المقبل، كما أن إيهيناتشو وبفضل تحركاته الخطيرة، حيث يلعب دور المهاجم المساند، انفرد بصدارة ترتيب الهدافين.
ويقول إيهيناتشو بكل ثقة وهو يضحك: «سبق أن سجلت أربعة أهداف في مباراة واحدة، لكن ذلك حصل مع زملائي في الشوارع، وليس في مباراة دولية، وليس لمصلحة منتخب بلادي، الشعور في منتهى الروعة».
وأشارت الصحيفة النيجيرية إلى أن منتخب النسور الذهبية أفضل من البرازيل تاريخاً وحاضراً، فمن الناحية التاريخية تمكن كل منهما من الظفر باللقب 3 مرات، ولكن نيجيريا تتفوق لأنها وصلت إلى النهائي 6 مرات، وفازت باللقب في نصفها، فيما وصل صغار السامبا إلى النهائي 5 مرات، وتوجوا باللقب في 3 مناسبات.
أما صحيفة «ذي بنش» فقالت: «النسور تجلد المكسيك بالستة»، وتابعت: ففي المباراة رقم 50 للنسور النيجيرية في مونديال الناشئين، أصبح الجميع على يقين أن صغار نيجيريا هم الأفضل عالمياً في هذه الفئة السنية، فقد سحقوا حامل اللقب بالستة، في مباراة كان بطلها الأول كليشي إهيناشو، الذي سجل «سوبر هاتريك»، وعلى الرغم من البداية المتواضعة للمباراة وسط تفوق المكسيك، كانت العودة قوية، وشهدت فوزاً ساحقاً بالستة»،
في حين عنونت صحيفة «نيجيريان تريبون»: «نيجيريا تدهس المكسيك»، وتابعت: «يبدو أن كرة القدم حينما تبتسم فإنها تفعل ذلك على كل المستويات، وحينما ترفض منحك الشعور بالسعادة فإنها تفعل ذلك على جميع المستويات أيضاً، فقد تعثر المنتخب المكسيكي الأول في تصفيات التأهل لمونديال البرازيل، في حين يسير نسور نيجيريا بخطى واثقة نحو ريو دي جانيرو، وعلى مستوى الناشئين، نجحنا في سحق المكسيك في ضربة البداية بمونديال الإمارات بسداسية مقابل هدف».
عدد اليوم
