الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وفد مجلس الأمن الدولي يزور اليمن اليوم

وفد مجلس الأمن الدولي يزور اليمن اليوم
27 يناير 2013 12:31
عقيل الحـلالي (صنعاء) - يصل اليوم الأحد وفد من مجلس الأمن الدولي إلى العاصمة اليمنية التي شهدت أمس انتشاراً أمنياً واسعاً، تحسباً لهجمات تستهدف الوفد الذي سيجري مفاوضات، خصوصاً مع الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، وأمين عام دول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الذي وصل، السبت، إلى صنعاء في سياق الدعم الإقليمي والدولي لهذا البلد المضطرب منذ عامين. ومنذ أكثر من عام، يُشرف مجلس الأمن الدولي على خطة خليجية مزمنة لنقل السلطة في اليمن الذي كان على شفا حرب الأهلية في 2011 على خلفية انتفاضة شعبية أطاحت الرئيس السابق علي عبدالله صالح في فبراير. وسيرأس الوفد الدولي، الرئيس الحالي لمجلس الأمن المندوب الدائم لبريطانيا، مارك ليال، والمندوب الدائم للمملكة المغربية السفير محمد لوليشكي الذي يمثل أيضاً المجموعة العربية. ومن المقرر أن يُجري وفد مجلس الأمن الدولي مفاوضات مع الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، وأمين عام دول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، وسفراء الدول العشر الراعية لاتفاق نقل السلطة، وهي دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء قطر، والدول الخمس ذات العضوية الدائمة في المجلس الدولي. كما سيجتمع وفد مجلس الأمن الدولي بأعضاء الحكومة الانتقالية واللجنة الفنية المكلفة التحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل المزمع إطلاقه قريباً، إضافة إلى لجنة «الشؤون العسكرية» المنبثقة عن اتفاق «المبادرة الخليجية» الذي ينظم المرحلة الانتقالية في هذا البلد منذ أواخر نوفمبر 2011 وحتى فبراير 2014. وجدد الرئيس اليمني الانتقالي، أمس السبت، امتنانه لـ «الجهود الحميدة» لقادة دول مجلس التعاون الخليجي من أجل إخراج بلاده من أزمتها المستمرة منذ يناير 2011. وقال هادي لدى استقباله الزياني وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، بالقصر الرئاسي بصنعاء، إن «وقوف مجلس التعاون الخليجي مع اليمن، ومنذ الوهلة الأولى لنشوب الأزمة، كان وسيظل محل تقدير واعتزاز لدى كل أبناء اليمن للوقوف مع أشقائهم في وقت الشدائد والمحن». من جانبه، أكد الزياني استمرار دول مجلس التعاون الخليجي بتقديم الدعم لليمن «في مختلف المجالات» لتجاوز أزمته الراهنة، مشيداً أيضاً بـ «جهود» الرئيس هادي المنتخب بتفويض بداية العام الماضي لولاية انتقالية مدتها عامان فقط. في غضون ذلك، رفعت الحكومة اليمنية حالة التأهب في العاصمة صنعاء تحسباً لهجمات انتقامية قد يشنها متطرفون من «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، الذي تصنفه الولايات المتحدة وحكومات غربية بأخطر وأنشط أجنحة التنظيم العالمي الذي أسسه أسامة بن لادن. ومنذ مارس، صعدت الولايات المتحدة هجماتها بطائرات من دون طيار على أفراد مشتبهين بالانتماء إلى القاعدة الذي كان قد استغل الاضطرابات في اليمن لتعزيز نفوذه على مناطق جديدة، خصوصاً في جنوب وشرق البلاد. وأعلنت الداخلية اليمنية، أمس السبت، حظر التجوال بالدراجات النارية والسلاح «المرخص وغير المرخص» في العاصمة صنعاء ابتداء من الساعة الثامنة مساء (5:00 بتوقيت جرينيتش) وحتى صباح غد الاثنين. ودعت وزارة الداخلية في بيان سائقي الدراجات النارية والمواطنين إلى «التعاون» و»الالتزام بهذه التعليمات لما فيه الصالح العام وحتى لا يتعرضوا للمساءلة»، موجة الأجهزة الأمنية كافة في العاصمة بـ «ضبط» المخالفين. وانتشرت قوات عسكرية وأمنية مساء أمس السبت في شوارع العاصمة صنعاء، ونفذت حملة تفتيش دقيقة على المركبات وركابها. كما شددت السلطات الأمنية بمطار صنعاء الدولي إجراءاتها الاحترازية تحسباً لهجمات محتملة، حسبما ذكر مصدر أمني هناك لـ»الاتحاد». وقال المصدر إن «توجيهات صدرت الخميس برفع حالة التأهب واليقظة الأمنية، تحسباً لأي هجمات تستهدف الوفد الدولي»، مضيفاً أن «الإجراءات الأمنية في المطار مشددة جدا». وذكرت مصادر صحفية يمنية أن قوات من مشاة البحرية الأميركية «مارينز» وصلت أمس السبت إلى العاصمة صنعاء «للمشاركة في إجراءات تأمين زيارة وفد مجلس الأمن الدولي». ومنذ سبتمبر الماضي، يتولى عشرات من جنود البحرية الأميركية حماية سفارة الولايات المتحدة في صنعاء بعد أن اقتحمها في الشهر ذاته محتجون غاضبون على فيلم مسيء للإسلام والرسول الكريم. من جانب اخر قال الرئيس اليمني إن 11 لواء عسكرياً جنوبياً حارب «تيار الانفصال» في الحرب الأهلية التي شهدها اليمن في صيف 1994، وانتهت بانتصار قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح (شمالي) على قوات نائبه علي سالم البيض (جنوبي). وذكر هادي، لدى استقباله في صنعاء الأمانة العامة لاتحاد القوميين العرب، برئاسة الأمين العام عبدالملك المخلافي، أن حرب صيف 1994 «كانت بين تيار الانفصال وتيار الوحدة»، مشيراً إلى أن «تيار الوحدة كان قوياً»، وأن 11 لواء عسكرياً جنوبياً «شارك في تثبيت الوحدة ضد الانفصال» في مختلف ظروف المعركة التي استمرت شهرين. وشارك هادي، الذي ينتمي إلى محافظة أبين الجنوبية، في حرب 94 إلى جانب الرئيس السابق الذي عينه وزيراً للدفاع في أوج المعركة، قبل أن يعينه في أكتوبر العام ذاته نائباً له، حيث استمر في منصبه لحين انتخابه في فبراير رئيساً مؤقتاً خلفاً لصالح الذي أجبر على التنحي تحت ضغط الشارع. وقال الرئيس الانتقالي إن «الشعب اليمني كان وسيظل دائماً مع الوحدة» الوطنية بين الشمال والجنوب التي تحققت في مايو 1990، مضيفاً أنه «لا عزة ولا رفعة لليمن إلا بالوحدة». لكنه ألمح إلى «عمليات إقصاء وتهميش» استهدفت خصوصاً القادة العسكريين الجنوبيين من بعد حرب 1994. وفي مارس 2007، أطلق ضباط عسكريون جنوبيون، أبعدوا قسراً من وظائفهم، الشرارة الأولى للاحتجاجات في الجنوب المطالبة بـ «فك الارتباط» بين الشطرين. وأكد الرئيس هادي أهمية «الحوار» لحل الخلافات، وتحقيق «التغيير» المنشود، داعياً القوى السياسية والاجتماعية في بلاده إلى «العمل الجدي» من أجل «إنجاح» مؤتمر الحوار الوطني الشامل المزمع إطلاقه قريباً تنفيذا لاتفاق «المبادرة الخليجية» لحل الأزمة اليمنية المستمرة منذ عامين على وقع انتفاضة شعبية أطاحت الرئيس السابق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©