القاهرة - محمود عبدالعظيم:
أكد سعادة المهندس محمد حسن عمران رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للاتصالات ''اتصالات'' أن خطة التوسع الخارجية للمؤسسة تسير في الاتجاه الصحيح وان الرؤية الاستراتيجية لهذه الخطة تنطلق من فكرة المنافسة عالمياً لأن ''اتصالات'' تطمح لأن تكون لاعباً رئيسياً في سوق الاتصالات الدولية في غضون السنوات القليلة المقبلة·
وفي حوار مع ''الاتحاد'' في العاصمة المصرية، قال عمران: إن ''اتصالات'' تتواجد حالياً في نحو 15 دولة حول العالم وان دخول مزيد من الدول يجب أن ينظر إليه في ضوء عدد من العوامل في مقدمتها التطورات المتلاحقة التي يشهدها قطاع الاتصالات خاصة اتصالات النقال على المستوى العالمي· وأوضح ان ''العملية ليست كلها في يدنا فهي مرتبطة بفرص قد تكون موجودة في مكان وغير موجودة في مكان آخر ونعتقد بضرورة التعامل مع السوق عبر تقسيمها الى محاور الأول؛ المنطقة العربية وهي في اعتقادنا الأساس لأننا نعرفها جيداً ونملك فيها علاقات جيدة مع الجهات العاملة في مجال الاتصالات· وعند النظر إلى هذا المحور نجد أنه مازالت هناك فرص قائمة، فالجزائر مثلا اعلنت انها ستقوم بخصخصة جزء من سوق الاتصالات لذلك ابدينا اهتمامنا بالمشاركة، كذلك لدينا رغبة في دخول أسواق عربية أخرى منها ليبيا واليمن وسوريا التي ستمنح تراخيص جديدة خلال العام الجاري، كذلك لدينا رغبة دائمة لدخول العراق لكن الوضع غير مناسب الآن ونأمل أن تهدأ الأمور حتى نتمكن من الدخول·
وحول امكانات ''اتصالات'' لممارسة دور اللاعب الدولي في سوق المحمول، قال عمران: إن قيمة ''اتصالات'' الحقيقية تتمثل في الخبرات والمعارف التكنولوجية والتشغيلية والتسويقية التي تراكمت لديها خلال السنوات الماضية وأهم شكل للإفادة من خبرات ''اتصالات'' والتعامل معها كأصول حقيقية هي استراتيجية التوسع الدولي حيث لدينا رؤية تركز على الاستفادة من سمعة الإمارات الجيدة عربياً وإقليمياً ودولياً وعلاقاتها الإيجابية مع الدول الأخرى لكن مع الاعتماد على جودة الخدمات التي نقدمها وهي خدمات نموذجية·
وأضاف: بدأنا توسعنا الدولي في مرحلة أولى بالحصول على رخصة تشغيل تغطي زنجبار ثم توسعت الرخصة لتغطي تنزانيا بأكملها لكن التوسع الأهم والاكبر حدث لاحقا في السعودية حيث حصلنا مع شركائنا السعوديين على رخصة للهاتف النقال وأطلقنا ''موبايلي'' وحققنا نجاحاً كبيراً حيث وصل عدد المشتركين الى 4,5 مليون مشترك خلال عام ونصف العام بعدها بدأنا في باكستان والسودان وغرب أفريقيا وأفغانستان وأخيراً مصر·
وقال: إن نجاح ونمو ''اتصالات'' بدأ منذ إنشائها في عام 1976 بمشاركة بين الحكومة التي كانت تملك 60 في المئة والقطاع الخاص الذي يملك 40 في المئة وكان دور الحكومة هو الرقابة والإشراف والتوجيه ومن ثم عملت ''اتصالات'' بأسلوب مستقل عن الحكومة·
وأكد أن دولة الإمارات كانت سباقة لدخول مجال اتصالات الهاتف المتحرك وأول ''موبايل'' في الإمارات بدأ في العام 1982 وان ''اتصالات'' عملت باستراتيجية تتجاوز الواقع الراهن وتعتمد على المستقبل ففي بداية الثمانينيات قررنا إنشاء شركة متخصصة في صيانة الكابلات التي لم تكن موجودة بدول المنطقة من قبل وكان يقتصر وجودها على أوروبا وفي نفس الوقت كان تركيزنا على الكوادر البشرية الفنية المؤهلة فأنشأنا أكاديمية للاتصالات بهدف تطوير العنصر البشري· ولدينا الآن 5,3 مليون خط في شركة واحدة و600 ألف مشترك في الانترنت وكل ذلك دفعنا للسؤال كيف نستطيع أن نتوسع في ظل توقعات بنمو كبير سيحدث في سوقي المحمول والإنترنت·
وحول رؤية ''اتصالات'' لواقع السوق في المنطقة العربية، قال: هناك تحول في تقديم خدمات الاتصالات بالمنطقة من خلال الاندماجات والاستحواذات حيث نتوقع أن تكون هناك بين 4 و5 شركات مشغلين كبار في المنطقة لأن احتياجات الناس تتغير من مجرد الاتصال إلى خدمات مرتبطة بالاتصالات وسيكون صعباً على الشركات الصغيرة وحدها تقديم حزمة الخدمات المطلوبة مستقبلاً وفي سنوات قليلة لن يكون هناك تمييز بين التليفون الثابت والمحمول وسوق يتم دمج خدمات النوعين·
وأكد عمران أن حصول ''اتصالات'' على رخصة الشبكة الثالثة للمحمول في مصر كان خطوة صحيحة حيث إن نسبة عدد الخطوط في مصر مقارنة بعدد السكان متدنية جداً بالقياس الى دول أخرى تشبه ظروفها ظروف مصر وهناك إمكانية لنمو سوق الهاتف المتحرك في مصر والوصول بعدد المشتركين الى 50 في المئة من إجمالي عدد السكان وهذا ليس مستبعداً· ونحن نخطط للحصول على 15 مليون مشترك في مصر خلال السنوات القليلة المقبلة ونسعى الى تطوير السوق لكي نستفيد وتستفيد الشركات الاخرى ولدينا استراتيجية متكاملة للتوسع في الأسواق الخارجية ولكن ستبقى أسواق السعودية والإمارات ومصر هي المحور الأساسي الذي نبني استراتيجيتنا على أساسه·
وحول رؤيته لأوضاع صناعة الاتصالات العالمية قال محمد عمران: هذه الصناعة تشهد تطورات تقنية سريعة دفعتنا في ''اتصالات'' للعمل على ثلاثة قطاعات رئيسية تعمل تحت مظلة واحدة القطاع الأول هو الاتصالات داخل الإمارات والثاني الخدمات المكملة والثالث هو الذي يهتم بعمليات التوسع الدولي· كذلك درسنا التحولات والتغيرات في قطاعي الاتصالات الثابتة والنقالة بهدف الاستفادة من الفرص الجديدة والاستعداد لمرحلة مقبلة من المتوقع أن تتميز بمناخ من المنافسة ونمو الأسواق وهذا المناخ سيؤدي بالطبع الى ظهور شركات أخرى· وبالتالي يجب أن نمتلك المبادرة في مجال التكنولوجيا المتطورة والابتكار في تصميم المنتجات المختلفة·
عدد اليوم
