عشنا خلال الأسابيع القليلة الماضية أحداثاً رياضية عديدة استضافتها الدولة في ربوع مدننا الجميلة الجاذبة، حيث تتسابق الاتحادات الدولية والقارية في أن تقيم فعالياتها بالإمارات العامرة بكل أجناس وأطياف العالم، وكأنها تريد أن تثبت للعالم بأن النشاط الذي يقام عندنا سيكون موضع اهتمام العالم، لما فيها من تعدد للجنسيات والثقافات وتطور وسائلها الإعلامية التي تغطي كل المعمورة بقنواتها الفضائية وصحفها ومجلاتها التي تغزو العالم والأجواء المفتوحة ووسائل التواصل الحديثة.
فمن بطولة الجو جيتسو التي احتضنتها العاصمة أبوظبي، إلى بطولة العالم للسباحة، إلى بطولة راشد الدولية للطائرة في دبي، إلى أن يحين موعد استضافتنا لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم تحت 17 سنة، كل هذا ولايزال الصيف لم يفارقنا لتتسارع وتيرة الحضور إلى الإمارات لا لضيافتنا المألوفة، وإنما لاكتساب مهارة فن الاستضافة ودقة التنظيم والنجاح المؤكد لأي حدث نستضيفه على أرضنا الطيبة.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن الفعاليات الأخرى هي الأخرى وسيلة جذب من نوع آخر، خاصة سيتي سكيبب وجايتكس اللتين انطلقتا أيضاً الأسبوع الماضي، وحتماً كان للوفود المشاركة حضور في أروقتهما للاطلاع، واقتناء كل جديد منهما.
وشخصياً حضرت جانباً من نشاطي السباحة والطائرة ولمست حجم الإعجاب من ضيوفهما الذين انبهروا بما شاهدوه في العاصمة أبوظبي ودبي والإمارات الأخرى، ولمسوا مقدار الحب والرضا على محيا مواطنينا، والمقيمين بيننا، وهنؤونا على السعادة الغامرة التي نعيشها في كنف الوطن وقيادته التي أولت وتولي الإنسان في هذه البقعة جل الاهتمام والرعاية والتقدير، إضافة لأجندات المجالس الرياضية والاتحادات المزدحمة بالأنشطة والفعاليات التي ستستضيفها الدولة من الآن وحتى نهاية الموسم الرياضي.
كل هذا الكم من الأنشطة التى تقام في الإمارات ونستضيفها تباعاً إن دل على شيء، فإنما يدل على ثقة المجتمع الدولي بالإمارات وأمنها ورخائها ونجاح تجاربها، منذ أن ألفت استضافة الأحداث الرياضية والمهرجانات والفعاليات الثقافية والاقتصادية، وغيرها، وهي بالفعل قبلة الأحداث الرياضية وعاصمة الرياضة لا في الشرق الأوسط فحسب، وإنما على مستوى العالم أجمع، فمدننا لا تغيب عنها شمس الرياضة لكثرة الأنشطة والفعاليات التى تملأ أجندتها.
لا أريد الاسترسال في الفعاليات الرياضية الأخرى التي تقام في مدننا، ولكن الحدث الأهم الذي ننتظره بعيداً عن الرياضة هو اكسبو دبي 2020، والذي أتمنى أن يكون للرياضة نصيب فيه، وهو الذي ننتظره بفارغ الصبر، وينتظره الكثيرون في العالم أيضاً ليروا نجاحات أبناء الإمارات الذين سمعوا عنها الكثير، ولم يحالف بعضهم الحضور إليها في فعالية، كالحدث العالمي اكسبو رغم أنهم حضروا إليها في مناسبات عدة، سائحين أو في مهمات عمل، سواء لحضور المعارض أو المؤتمرات على مدار العام.
ولأن اكسبو 2020 حدث استثنائي لدولتنا فإننا نرجو عدم إغفال دور الرياضة في الحشد له، سواء في المشاركات الخارجية، أو استضافة الأحداث والفعاليات هنا في الإمارات، واستغلال كل الفرص المؤاتية للترويج للحدث، فمهما كان حجم هذا النشاط، إلا أن تأثير الرياضة عليه بات كبيراً جداً، واكسبو دبي 2020 لا يقل أهمية عن استضافة كأس العالم، لأنه يقام كل خمس سنوات، وأحداثه تمتد إلى ستة أشهر من الزمن وصداه يبدأ من انتهاء السابق إلى اللاحق منه، فليكن للرياضة دور في الترويج للدولة والحدث.
Abdulla.binhussain@wafi.com
عدد اليوم
