الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عين خير

22 أكتوبر 2011 23:25
البيت حلبة مصارعة المشكلة عزيزي الدكتور: أنا سيدة متزوجة منذ خمس سنوات عن طريق الأهل، نسكن بمنزل إيجار، ولدينا الآن طفلاً، ويمكن القول بأنني لاقيت منذ بداية زواجي كل أنواع الضرب والإهانة والشتائم وعدم الراحة، قد أكون عنيدة وعصبية، وكان زوجي دائماً لا يحب الجلوس بالبيت، وكثيراً ما كان يقضي وقته عند أمه، وعشت حياة تتصف بعدم الاستقرار حتى الآن مع العلم أنني أقوم بكل شيء، وأحرص أن أكون في كامل زينتي المتجددة، وأهتم بنفسي كثيراً، وهذا باعتراف منه، لكن مع حدوث أبسط مشكلة، يتركني ويخرج بعد أن نتشاجر معاً، ويهددني بالطلاق، ويبقى طيلة الوقت عند أهله. وإذا حدثت مشكلة بيني وبين أهله يقوم بإهانتي ووصل الأمر ذات مرة إلى الطلاق، ولم يعد أهله يطيقوني إن زرتهم معه، وفي آخر مرة قبل ستة أشهر تشاجرنا، وذهبت إلى بيت أهلي، وعندما تدخل أحد الجيران للصلح، قال له: «مشاكلها كثيرة، وتعبت معها، ومستعد لطلاقها». لكنني لم أرد عليه، والابن بدأ يتأثر بالمشاكل، وبعد جهد من قبل أهل الخير تصالحنا، لكنه لم يتغير، فإذا كان بالبيت فهو جالس أمام التلفزيون أو الكمبيوتر، وأحاول أن أجذبه بكل الطرق، لكنه فيما يبدو مشغول بأخرى، وأحياناً أشعر أنني كرهت نفسي، ولا أستطع أن أغير فيه، ولا أستطع أن أسيطر على غضبي وعصبيتي، وأحياناً أضطر للرد عليه. لا أشعر بالأمان ولا الراحة ولا الاستقرار ولا السعادة، هل أطلب الطلاق؟ أم هناك أمل في الإصلاح بيني وبينه؟ وبم تنصحني؟ جزاكم الله خيراً. أم سعود س النصيحة .. أعتقد أن مشكلتك تكمن في عنف زوجك وضربه وإهانته لك منذ الأيام الأولى للزواج. وعند أي جدال بينكما يحاول أن يخرج من البيت ويتهرب منك ليرتاح بعيداً عن المشاكل. وهو ما يفسر رغبته في أن يطيل المكوث عند والدته، وإذا بقي في البيت فهو دائم الانشغال عنك إما بالنظر إلى التلفزيون أو الكمبيوتر أو ينام. الحياة الزوجية يا ابنتي ليست حلبة مصارعة بين اثنين بالطبع، بل هي أخذ وعطاء، ويكون نجاحها واستقرارها بيد سيدة البيت، التي تفيض حباً وعطاءً وتضحية، والحياة الزوجية ليست وردية دائماً. فالرجل بطبيعته يتودد إلى المرأة أثناء الخطبة ومتى تم الزفاف يظن أن زوجته تعرف من طبيعتها أنه يحبها بدليل الارتباط بها ولا يعرف ما تريد المرأة من تعابير الحب، ويكون تعبيره عملياً بجلب المال لتأمين حاجات أسرته. واعلمي علم اليقين أن زوجك يحبك بدليل الارتباط بك لبناء أسرة كانت ثمرتها طفل جميل. أما بالنسبة لمكوثه عند والدته لوقت طويل فهو أمر طبيعي يحاول من خلاله الدمج بين جذوره وامتداده فهي والدته وأنت زوجته، وهناك ابنته، والمرأة الواعية هي التي تحاول أن تحب من يحب زوجها، ورحم الله والدي الذي أوصاني ما أوصيت به بناتي حينما زوجتهن والذي أنصحك به، كان يقول رحمه الله: «ربك، ثم زوجك، ثم أولادك، ثم أهل زوجك، ثم أهلك». وأنت كأم، هل تستطيعين الابتعاد عن طفلك؟، ومتى كَبُر وتزوج، هل تريدين ألا يراك؟ بالطبع لا. فكما أنك أم كذلك هناك أم لزوجك، هو طفلها مهما كبر ولو صار عمره مائة سنة يبقى طفلاً عندما يرى أمه. اعلمي يا ابنتي أن زوجك حينما يكون مرضياً لوالدته ويسأل عنها ويزورها، فإن هذا الرضى سينعكس على حياتك وتعم البركة بيتك. وعندما تحدث مشكلة بينك وبينه فإنه يذهب للنوم أو يخرج، دليل على طيبته كي لا يتصادم معك ويختصر المشكلة. ومعظم الأزواج حينما يكونوا في البيت فإنه يبقون أمام التلفزيون أو الكمبيوتر أو يذهبون للنوم، فإن هذا أمر طبيعي عند الرجال، لأنهم يقضون نهارهم في العمل، وعندما ينشدون الراحة مساءً فإنهم يتابعون الأخبار أو الرياضة أو البرامج الترفيهية المتنوعة أو ما شابه ذلك. لماذا تجعلي منها مشكلة؟. أما بالنسبة للضرب والإهانة، أعتقد أن أغلب أسبابه تكمن في شدة المواجهة بالإجابات القاسية وعدم الانكسار والطاعة أمام رجولته، وعنادك وردودك العصبية، والعمل على عكس رضاه أو رغبته. لتعلمي أن الزوجة العاقلة هي التي تعمل على كسب ود ورضى زوجها ولو كسرت من نفسها،. أى أن عبادات الزوجة المسلمة لربها تقترن بطاعة زوجها، والزوجة العاقلة تعرف كيف تحافظ على زوجها في زمن قلَّ فيه الزواج، وكثرة الضغوط والنكد التي تؤدي إلى خراب البيوت، وعادة ما تكون المرأة في هذه المعادلة هي الخاسر الأكبر، لأن الرجل سيحاول الارتباط بأخرى، وما أكثر البنات في هذه الأيام. لذا أنصحك يا ابنتي أن تروضي نفسك على عدم الرد على زوجك حينما يكون هناك مشكلة معه، وحاولي أن تتنازلي قليلاً واذهبي إلى غرفة أخرى، والمثل يقول: «الذي يكسر كلمة، يكسر جبل»، أي أن الإنسان حينما يكسر قليلاً من نفسه ومن حقه فإنه يزيل الإشكال بسرعة. وحاولي أن تشاركي زوجك في مشاهدة البرامج التلفزيونية وناقشيه فيما يشاهد، فإن الرجل يحب المرأة التي تهتم باهتماماته كالكلام في السياسة أو في أنواع السيارات، أو في أنواع الرياضة أو ما شابه ذلك. واطلبي أنت منه الذهاب إلى أهله، ومتى أحببت ما يحب، فسترين اختلافاً في الشعور والمعاملة الطيبة التي ترضيك إن شاء الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©