السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كمبيوتر محمول للفقراء بــ 150 دولاراً

كمبيوتر محمول للفقراء بــ 150 دولاراً
14 فبراير 2007 00:13
ً بوسطن - رويترز: من البرازيل وحتى باكستان سيعبر عدد من أفقر الأطفال في العالم الفجوة الرقمية خلال الشهر الجاري ليتمكنوا من مطالعة الكتب الإلكترونية وتصوير تسجيلات فيديو رقمية وتأليف الموسيقى وتجاذب أطراف الحديث مع اقرانهم على الإنترنت· وسيرسل مشروع ''كمبيوتر محمول لكل طفل'' غير الهادف للربح والذي أسسه أساتذة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نحو 2500 من أجهزة الكمبيوتر المحمولة المملوكة له والبالغ ثمن كل منها 150 دولارا إلى ثماني دول في فبراير· وهذه التجربة هي طليعة إنتاج ضخم لأجهزة الكمبيوتر المحمولة الصديقة للأطفال ذات الألوان الليموني والأخضر والأبيض في مشروع من المقرر بدؤه في شهر يوليو عندما سيتم تصنيع خمسة ملايين جهاز· ومن بين القفزات التكنولوجية التي ستتوافر في الأجهزة الجديدة ذراع يدوية لشحن البطارية ولوحة مفاتيح قابلة للتحويل من لغة إلى أخرى وكاميرا فيديو رقمية وخاصية الربط عن بعد بدون أسلاك ونظام لينوكس المفتوح للتشغيل كلها مدمجة في الأجهزة لتناسب المناطق النائية· ويقول مشغلو المشروع إن السعر سينخفض إلى 100 دولار للجهاز الواحد في العام المقبل ويأملون أن يكون حجم الإنتاج حينئذ 50 مليونا من الآلات التي يطلق عليها ''إكس أو'' قبل أن ينخفض مرة أخرى إلى ما دون 100 دولار بحلول عام ·2010 وهم يهدفون حينئذ إلى الوصول إلى 150 مليونا من الأطفال الأشد فقرا في العالم· وقال والتر بيندر مدير المجموعة للبرمجيات والمكونات لرويترز ''نتعهد بخفض الأسعار دائما·'' وأضاف ''بدلا من الاستمرار في إضافة خصائص للحفاظ على زيادة السعر سنبقي على الخواص ثابتة ونخفض السعر· '' وسيحل خيط محل الذراع اليدوية· وسيولد شد الخيط لمدة دقيقة كهرباء تكفي للتشغيل لمدة عشر دقائق· ويتحول العرض على الشاشة من الألوان إلى الأبيض والأسود للرؤية في ضوء الشمس المباشر وهي خاصية غير متوافرة في أجهزة كمبيوتر محمولة يبلغ ثمنها عشرة أمثال ثمن الأجهزة الجديدة· وسيتلقى المعلمون في المدارس الحكومية في البرازيل وأوروجواي وليبيا ورواندا وباكستان وتايلاند وربما في إثيوبيا والضفة الغربية الدفعة الأولى من الأجهزة في تجربة فبراير قبل أن يتسع نطاق التوزيع ليشمل إندونيسيا وبضعة بلدان أخرى·لكن هذا المشروع لا يحظى بالثناء من الجميع· ويتكهن البعض بأن المشروع سيكون عبئا ماليا يثقل كاهل البلدان التي لا تستطيع تحمله بلا ضمان للنجاح· ويقول آخرون إن من الأفضل إنفاق الأموال على الغذاء والدواء والمكتبات والمدارس· ويتساءل بعض المسؤولين الأفارقة عما إذا كان المشروع يلائم تعليم الأطفال خارج الولايات المتحدة· ويتساءل آخرون عما إذا كان الأمر سينتهي بأن تبيع الأسر المعدمة أجهزة الكمبيوتر المحمولة في الأسواق غير المشروعة· وقال وايان فوتا وهو صاحب مدونة على الإنترنت تراقب المشروع ''فيما يتعلق بالتكنولوجيا أعتقد أن المشروع مبهر ورائع·'' وأضاف ''ما يجعلني أتريث (في الإشادة) هي المضامين الاجتماعية والمضامين الاقتصادية'' للكيفية التي يعتزمون من خلالها تطبيقه''· ومضى قائلا ''هم يريدون بالأساس من البلدان النامية أو البلدان التي تعاني بالفعل من ديون كبيرة أو التزامات أخرى أن تقترض المزيد أو تستخدم قدرا أكبر من مواردها المحدودة لشراء أجهزة الكمبيوتر المحمولة وتشغيلها بطريقة لم تجرب ولم تختبر على نطاق واسع''· ويتوقع فوتا الذي يدير أيضا مؤسسة جريكوربز غير الساعية للربح والتي تدعم تكنولوجيا الاتصال في البلدان النامية أن يمثل المشروع نفقة باهظة بالنسبة لبعض الدول الفقيرة· وقال ''إذا نظرنا إلى تكلفة صناعة كمبيوتر محمول واحد لكل طفل نيجيري لوجدنا أنها تمثل فعليا 73 في المئة من الميزانية النيجيرية بأكملها· لا أتحدث عن الجزء المخصص للتعليم وإنما الميزانية الوطنية لنيجيريا بأكملها''· وذكر إيثان زوكرمان زميل مركز باركمان للإنترنت والمجتمع بجامعة هارفارد أن بعض المعلمين أيضا قد يتخذون موقفا عدائيا تجاه المشروع لأن الأجهزة مصممة لتشجيع الطلاب على تجربة كل شيء من الموسيقى وتصوير أفلام الفيديو إلى كتابة برامج الكمبيوتر الخاصة بهم· وقال ''ستجد المعلمين في بعض المدارس يرحبون بسرور بالغ بالسماح للطلاب بالتجربة والاستكشاف لكنك ستجد أيضا الكثيرين ممن يتقيدون بأسلوب الاستذكار والتكرار·'' لكن فوتا وزوكرمان أشادا بمشروع ''كمبيوتر محمول لكل طفل'' بسبب ابتكاراته الرائدة ومنها أن الجهاز سيحتاج فقط إلى اثنين وات فقط من الكهرباء مقارنة بأجهزة الكمبيوتر المحمولة المعتادة التي تحتاج إلى 30 أو 40 وات كما أنها ستعمل بدون أقراص صلبة لتعتمد بدلا من ذلك على الذاكرة (فلاش ميموري) وأربع وصلات يو إس بي لإضافة أجهزة الذاكرة· ويمكن لمجموعات من أجهزة الكمبيوتر المحمولة الجديدة أن تتصل ببعضها البعض حتى بدون الاتصال بالإنترنت وذلك بفضل شبكة رائدة تتيح للأطفال تبادل الصور والتعاون في عمل المشروعات· كما يحتوي الجهاز على موزع موسيقي بآلات رقمية حتى يستطيع الأطفال عزف الموسيقى وتأليفها· ويقول بيندر إن الأجهزة الجديدة يمكن إغلاقها عن بعد للحيلولة دون بيعها في الأسواق السوداء· لكن فوتا يتكهن بأن القراصنة سيحاولون شراءها وسيتغلبون بسهولة على شفرتها· وقال ''بالنسبة لأشخاص دخلهم دولار واحد في اليوم سيكون مردود بيع (الجهاز الواحد) بثلاثمئة دولار عاليا جدا''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©