منذ يفاعتي..
أنظر إلى القشرةِ.. السطح.. ويستهويني فهم اللبِ.. الجوهر..
وتقام حوارات كثيرة..
بين شراييني وجلدي..
فمن عاش على بصري.. يفنى.. ومن يحيا مع بصيرتي.. يدوم..
***
ولا أزال..
أتسلق مع أهدابي جدار النور..
وأسعى إلى التواصلِ والتألق.. لأكتشف الحياة..
وأستحضر بدء الكون..
وأفقه دوران الأرض والقمر.. وعناد ثبات الشمس.. وأدركَ مقاصد مملكة النحل..
***
أجل!!!
سلمت أمري إلى خالقي..
وعدت بكل جوارحي..
إلى نقطة البيكار..
إلى دائرة التاريخ..
والإنسان والمجتمع..
أبحث عن الوميض الذي يلتمع في داخلي..
ويساكن حراكه رئتي..
ويشرع نوافذي على الضوء المترامي..
***
وبعد هتاف الوميض..
سمعت التاريخ يناديني:
أنا هنا.. أنا هنا..
فمن أنت؟
فقلت له: أنا من البشر..
أنا من روحٍ.. وعقلٍ.. وعظمٍ.. ولحمٍ.. ودم..
ومن خمس حواس..
ولي في الحدسِ حاسةٌ سادسة..
ومن زمنٍ بعيد..
أبحثُ عنكَ أيها التاريخ.. فأين أنت؟..
ومن أنت؟..
***
فأجابني التاريخ:
أيها الإنسان.. أنا مشتقّ منك.. ومزروعٌ فيك.. وثماري لك.. فأنت أبي وأمي.. وشجرةُ حسبي ونسبي.. فإذا أغنيتني..
بالشهداء.. والحكماء.. والعلماء..ملكتني.. مجداً.. وعزاً.. وعنفواناً..
طوبى لكم أيها الشهداء..
فأنتم من رسّامي التاريخ..
لانا بدري تقي الدين
عدد اليوم
