الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الحربي: العنصرية والخوف سببان للكراهية.. والغراب رمزها

الحربي: العنصرية والخوف سببان للكراهية.. والغراب رمزها
4 نوفمبر 2014 23:40
فاطمة عطفة (أبوظبي) في أمسية أدبية غنية، قدم الأديب والإعلامي محمد حسن الحربي لمحات موجزة عن كتابه «صديقي الغراب.. الكراهية بلا سبب»، وذلك في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ـ فرع أبوظبي، بمقره بالمسرح الوطني، مساء أمس الأول. والكتاب صادر بنسخته الإنجليزية وسيصدر قريبا بالعربية عن اتحاد الكتاب. استهل الأمسية الشاعر سالم بوجمهور بكلمة قدم فيها الكاتب الضيف، مقتطفا بعض ما جاء في مقدمة الكتاب، ثم تحدث الكاتب الحربي موضحا فكرة الكراهية ودلالاتها في التراث والفلسفة من أيام الإغريق، مرورا بعلم النفس وأساطير الشعوب، وصولا إلى ما جاء في معجم لسان العرب عن معنى الكراهية، مشيرا في تعريفه إلى أن الكراهية «مشاعر، مزيج من الاشمئزاز الشديد والنفور». وأضاف أن: «الخوف أحيانا قد يفضي إلى الكراهية... هذا الخوف، بمرور الوقت، قد يؤدي بك إلى الكراهية». وبين الكاتب أن: «العنصرية المقيتة، تظل هي المثال الأبرز على الكراهية».وبعد أن أورد الكاتب بعبارات موجزة آراء عدد من العلماء والفلاسفة مثل فرويد، الذي يرى أن الكراهية «رغبة الشخص في تدمير مصدر تعاسته أو حزنه»، وديكارت الذي يرى أن الكراهية «شيء سيئ في المجتمع، ينمي الرغبة في الانسحاب عنه بعيدا»، أما أرسطو فيرى أنها «الرغبة في إبادة الكائن المكروه»، ويعتقد ديفيد هيوم أن الكراهية «شعور غير قابل للاختزال... فهي غالبا ما تتسبب في تدمير الكاره والمكروه معا»، كما أشار إلى آراء مفكرين آخرين، مبينا أن الكراهية قد تكون مؤقتة وقد تستمر طوال العمر. ثم تحدث المحاضر عن طائر الغراب ولماذا هو مكروه لدى أغلب الشرقيين، مشيرا إلى السبب الذي دفعه لتأليف كتابه هذا عنه، مبينا أن الغراب أذكى الطيور، ولكن الناس لا يحبون لونه ويتشاءمون من صوته. وعرض الحربي نماذج من تصرفات هذا الطائر منذ قصة قابيل وهابيل، مرورا بالشعر العربي القديم والحديث، كما في قصيدة الشاعر المهجري إيليا أبوماضي، والشاعر الأميركي إدغار ألن بو. ولم يكتفِ الكاتب بإيراد معلوماته عن صورة الغراب في الموروث العربي والعالمي، ولكنه قام باستبيان لمعرفة آراء بعض الناس حول هذا الطائر، وكان سؤاله: «هل تحب الغراب أم تكرهه ولماذا؟» فجاءت الأجوبة عن سبب الكراهية في ثلاثة نماذج: «أولا، لأنه ليس جميلا، ولونه أسود يذكر بالعزاء الدائم، ولحمه لا يؤكل، ولأنه ذكي ويوحي بأنه محتال وخبيث، ثم لأنه أطول عمرا من الإنسان، ويبدو أن هذا هو السبب الذي جعل العرب يطلقون عليه «غراب البين، لأن الجميع يموت قبله وهو يعتلي جثثهم». ثانيا، «نكرهه لأنه حقود ولا يعرف التسامح». ثالثا، «لا نكرهه ولا نحبه، فهو طير عادي مثل بقية الطيور».ثم أورد الكاتب صورا من ذكاء الغراب، مشيرا إلى أن الأنثى تعد أذكى من الذكر وأورد عددا من الأمثلة والصور التي تبين ذلك، كما أشار إلى قصة الكراهية وعلاقتها بموقف سيدنا نوح عليه السلام من هذا الطائر، وانتهت الأمسية بأسئلة ومناقشات حول الكراهية بين الناس والتي تؤدي إلى مشاكل وصراعات مؤسفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©