السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عدن·· يا ساحل ابين بنى العشاق فيك معبداً

عدن·· يا ساحل ابين بنى العشاق فيك معبداً
15 مارس 2009 02:21
ما أن تطأ قدماك مدينة عدن حتى تستقطب نفسك حالة من الارتياح وتجذبك شواطئها فلا تدري أين تحط رحالك ؟ وأين يمكن أن تمارس السباحة ؟·· كل شيء هنا يغريك لتبدأ منه رحلتك الاستجمامية·· تحاط عدن بعدد من الشواطئ أطولها شاطئ صيرة الذي يستخدم كمكان للصيد لكثرة الأسماك فيه، ويعد من السواحل غير الصالحة للسباحة، ويمتد هذا الشاطئ حتى ساحل ابين في مديرية خور مكسر، الذي يتميز عن غيره من الشواطئ بنظافته بسحر جماله و تنوع الخدمات المقدمة فيه وكان جماله ولا يزال مصدر إلهام لعدد من الشعراء· اكتسبت عدن مكانتها التاريخية من أهمية موقع مينائها التجاري الذي يعد أحد أهم المنافذ البحرية لليمن منذ أزمنة موغلة في القدم من خلال خليج السويس غرباً إلى رأس الخليج العربي شرقاً، وكان ذلك المدخل بمثابة حلقة وصل بين قارات العالم القديم مهد حضارة الإنسان ''آسيا شرقاً وأفريقيا غرباً وأوروبا شمالاً ''·· غير أن عدن اشتهرت بالعمالة اليمنية الماهرة وباحتراف عدد كبير من المهن، مثل المصنوعات الفخارية والخزفية المتنوعة الأنواع والألوان، المختلفة التفاصيل في السطور التالية: بداية يشير المؤرخ عبد الله محيرز إلى ما ورد في المعاجم اللغوية لمعنى كلمة عدن فقد أعطتها من المعاني الكثير شملت: عدن بمعنى الإقامة، وعدن البلد أي يسكنها، و عدنت الإبل أي لزمت مكانها، وعدن الأرض أي سمدها وهيأها للزرع، وعدن المكان أي استخرج منها المعدن ·· والعدان رجال مجتمعون كل هذه المعاني تعطي مفاهيم متشابهة هي : ''الاستيطان مع ما يجعل الاستقرار ممكناً للزراعة والتعدين'' · و لعل ذاكرة الآدباء و المهتمين لن تنسى مطلع القصيدة التي كتبها الشاعر الكبير لطفي جعفر أمان، وغناها الفنان احمد قاسم، والتي قال فيها ''يا ساحل أبين بنى العشاق فيك معبداً· ورد في القواميس أن عدن تعني ساحل البحر، أما المصادر التاريخية العربية فتقول إنها نسبة لعدن بن عدنان كما جاء عند أقدم المؤرخين كالطبري، وعدن نسبة لشخص اسمه عدن كان أول من حبس بها عند المؤرخين كابن المجاور، وهي عنده أيضاً نسبة إلى عدنان بن تقشان بن إبراهيم، وهي مشتقة من الفعل ''عدن'' أو من معدن الحديد· ويرى الاستاذ المتخصص في التاريخ عبد الملك أحمد سعيد أنه مهما اختلفت الآراء والتفسيرات حول تسمية مدينة عدن إلا أنها ''أي عدن'' اشتهرت كثيراً بصناعة الفخار والمواد الخزفية في عدن القديمة والضواحي المحيطة بها والتي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف سنة قبل الميلاد، والتي كشفت عنها الحفريات التاريخية ورجال الآثار في منطقة صبر وبئر النعامة والممدارة ومنطقتي جعولة وبئر أحمد· تنقيبات ومن جانبه يقول المختص في علم الآثار إسماعيل صدام محمد إن التنقيبات عن الآثار كشفت في هذه المناطق عن وجود القوارير والجرار الخزفية أو الفخارية إلى جانب مصوغات خزفية صنعوها للزينة، وهو الخزف القديم المعروف بإحمرار لونه، وتطورت صناعته الحرفية على أيدي اليمنيين في مدينة عدن التاريخية ومناطق جعولة، وقرب كود ولي الله الصالح المحولي، ووادي بئر أحمد، ومنطقة الممدارة· ويضيف أن التنقيبات كشفت أيضاً أن أكواد المحولي الرملية والشاهقة ممتزجة بالتربة الطينية مع ''النيس'' الأبيض إلى الذهبي الناعم والمائل إلى البني الداكن والأسود أحياناً، وهي من المواد الخام الرئيسية المطلوبة لصناعة الزجاج الفخاري، وتم استخدام ذلك لإنتاج الزجاج الفخاري ولو بشكلها البدائي، وقد كان بعض الأهالي في الخمسينات يقومون بإحراق مادة الطوب المشكّلة لصناعة الأدوات الزجاجية في الأفران والمحاريق القديمة، حيث كانت تصنع القنينات والقوارير والصحون الزجاجية والمرايات والنوافذ والشبابيك الزجاجية· أما عبيد سالم، من سكان هذه المنطقة، فقد أكد أن أسباب انحسار صناعة المدر الفخارية أو الخزفية، هو البناء العشوائي في الأراضي الزراعية وفي الوديان الغنية بالتربة الطينية، وهي المادة الخام التي يصنع منها المدر والأواني الفخارية أو الخزفية· متعددة الثقافات وأكدت المناقشات في الندوة ما يحمله تعدد الثقافات من غنى وثراء روحي وموروث شعبي، وفن وعادات وتقاليد وعمران، وطالبت بصيانة الآثار من معالم تاريخية ومعابد وكنائس، والتصدي لأي محاولة لتنميط عدن- عدن الهندية - عدن الانجليزية وألا تترك الفرصة للأمريكان الذين ينمطون العالم كما يشتهون، مع التأكيد على عروبة عدن ويمنيتها الأصيلة· أما الأستاذ عبدالرحمن عبدالخالق فيرى أنه من الناحية التاريخية تعود نشأة المدينة إلى ثلاثة آلاف عام، فقد ورد ذكرها في التوراة في سفر حزقيال والإصحاح السابع والعشرين، كما ورد ذكرها في نقش يوناني عثر عليه جنوب مصر وسماها صاحب كتاب الطواف حول البحر الأريتري في الفترة ذاتها بالعربية السعيدة وهو اسم عمم لاحقاً على اليمن كله والحقيقة الأخرى أن عدن ظلت طوال تاريخها مركزاً تجارياً واقتصادياً وثقافياً مهماً اجتذب العديد من الهجرات والثقافات والملل من عرب وهنود وفرس وأتراك وأفارقة وأوروبيين، مسلمين ومسيحيين وهندوس وبوذيين وتشكل من هذا التباين مزيج فريد من الثقافة، ولمجتمع مدني منفتح ومتسامح، وما يلفت نظر الزائر إلى عدن هو بشاشة وطيبة أهلها واهتمامهم الخاص بالضيف· أول مكتبة فنية: وقد أعلن في عدن في وقت سابق عن وجود آلاف الأسطوانات الحجرية والشمعية وأشرطة ''الريل'' لأغانٍ قديمة ومسرحيات وخطب دينية وسياسية لزعماء التحرر والثورة مخزونة بالمركز ويلفها النسيان إضافة إلى قطع نادرة من أجهزة الصوت والتسجيل والوثائق والصور تعود لما قبل تسعة عقود من الزمن· وتعود البدايات الأولى لهذا الاكتشاف لمركز العزاني الذي وجد مطلع الخمسينات من القرن الماضي بمدينة كريتر- عدن تحت اسم ''محلات العزاني السلكية واللاسلكية'' وكان المركز قد مثل أول نشاط إعلامي سمعي حر·
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©