قمة أبوظبي للإعلام تناقش صناعة التكنولوجيا ورعاية الابتكار

انطلقت أمس فعاليات قمة أبوظبي للإعلام بفندق ياس فايسروي بجزيرة ياس بأبوظبي تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وقرابة 400 ضيف من القادة والمتخصصين في صناعة الإعلام والتكنولوجيا. وتناقش القمة التي جاءت بعنوان: “الأعمال الخيرية والتكنولوجيا والفرص الإنسانية في الخليج” عدداً من الموضوعات حول صناعة التكنولوجيا ودور التكنولوجيا الرقمية في تعزيز الاتصال في العالم وآليات رعاية المواهب في صناعة السينما والتلفزيون والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى دور الإعلام في رعاية الابتكار والإبداع وخدمة العمل الخيري وتمكين الفقراء من التغلب على التحديات التي تواجههم من جهل ومرض وغياب التنمية، وتواصل القمة أعمالها اليوم وغداً. وحضر افتتاح القمة ايضا معالي خلدون خليفة المبارك رئيس قمة أبوظبي للإعلام رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وبيل جيتس الشريك المؤسس لمؤسسة “بيل وميليندا جيتس”، ونورة الكعبي رئيسة 54 TWO FOUR وعدد من رجال الإعلام من مختلف أنحاء العالم. وأكد معالي خلدون خليفة المبارك رئيس قمة أبوظبي للإعلام رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي TWO FOUR 54 في كلمته على أهمية استخدام التكنولوجيا والحلول الرقمية، والقمة تمثل منتدى حيوياً إذ تستقطب مجموعة من كبار المتحدثين والخبراء، ولديهم رؤى كثيرة حول الإعلام والتكنولوجيا والأعمال الخيرية، ولدينا هنا بيل جيتس وهو شخصية عالمية من خلال إسهاماته العالمية، وساهمت مؤسسة “بيل جيتس” مع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في تقديم لقاحات طبية للأطفال الفقراء. وعبر بيل جيتس في كلمته الافتتاحية للقمة عن سعادته بزيارته للإمارات، قائلاً إن “هذه المنطقة لها خصوصية، إذ إن الحفاظ على القيم يجعل هذه المنطقة مميزة في العمل الخيري، ومكافحة الفقر والمرض في كثير من دول العالم، ومن المفيد أن نعمل في مجالات مشتركة تخدم الإنسانية”. وتحدث عن المزايا الفريدة التي تتمتع بها منطقة الخليج، بالإضافة إلى النمو التكنولوجي والأعمال الخيرية ووسائل الإعلام الجديدة، من حين الدور الرئيس في محاربة الفقر والأمراض، مع إلقاء الضوء على الأثر الخاص في العالم الإسلامي. وأشار إلى أن العالم الآن أصبح أفضل للحياة خاصة لجهة الاهتمام بالتعليم والصحة والتنمية، مبيناً أن حوالى 200 مليون طفل أقل من 5 سنوات ماتوا في الستينات، واليوم انخفض العدد إلى 7 ملايين فقط. دعوة لخدمة الفقراء وقال: إن العالم قد تأثر كثيراً ويمكن للإبداع أن يخدم الفقراء وقد فعلت ذلك أنا وزوجتي والإبداع حق للجميع، وفي الدول الفقيرة الملايين يموتون بسبب المرض والجهل، ومن خلال اللقاحات الصحية تحمي حياة هؤلاء الأطفال، وهناك قضايا كثيرة يمكن أن نقدم جهداً فيها من خلال البحث العلمي. وتابع: هناك شيء آخر فيما يتعلق بضرورة تزويد هؤلاء الأطفال بالمعرفة، سواء في نيجيريا أو اليمن نحن في حاجة إلى شركاء على مستوى العالم، وهنا في زيارتي لأبوظبي فإنني أبني شراكات وصداقات من أجل البشرية، ولدي سؤال ونحن نرى كثيرا من الإنجازات خاصة في شلل الأطفال حيث نجح البحث العلمي في التخلص من مرض شلل الأطفال، والإحصاءات تدل على أن 125 دولة في العالم تخلصت من هذا المرض، والدول التي لا تزال تعاني من هذا المرض أفغانستان، باكستان، شمال نيجيريا، وللفوز في هذه المعركة ضد شلل الأطفال نحن في حاجة للقاح ضد المرض يحمي هؤلاء الأطفال، وحظيت بشرف القيام بتقديم هذه اللقاحات للأطفال. وأشار بيل جيتس إلى أهمية نشر الوعي من خلال الإعلام للأمهات والآباء، ونحن نود من المسلمين وهم جيران هؤلاء الأطفال في جنوب أفغانستان وباكستان وشمال نيجيريا وهذا واجب الجميع، والكلفة كبيرة ولكننا نكافح مرضاً كبيراً كهذا، ونجحنا في الهند في التخلص من هذا المرض من 2001 حتى 2011. ونحن نحتاج إلى الملايين ورغم ذلك نكون وفرنا المليارات من الدولارات من خلال كفالة الحياة لهؤلاء الأطفال. ولفت إلى أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أرسل قوافل طبية لمكافحة شلل الأطفال وحمى النكاف وإنقاذ حياة الفقراء، وهناك مثل آخر في العام الماضي ساهمنا مع سموه في نقل اللقاحات إلى أفغانستان وهذه الشراكة كانت مهمة وأثارت اهتمام الآخرين. ولفت إلى الإعلان عن شراكة بين مؤسسته وبنك التنمية الإسلامي، وفي العام الماضي التقيت بأسرة هنا في الإمارات، وهي أسرة كريمة ولا تريد أن تتحدث عن نفسها، وقدمت إسهامات كبيرة في تقديم لقاحات صحية للأطفال الفقراء، ونحن نتعاون مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية. وأكد أن كل شخص في العالم يدرك الآن أن العطاء يجب أن يكون له معايير بحيث يحدث التأثير المنشود منه، والتكنولوجيا لها دور في ذلك، ويمكن أن تفيد الفقراء بصورة كبيرة، والهواتف المحمولة والتكنولوجيا الرقمية والإمارات لها دور كبير في تقديم مبادرات تكنولوجيا رائدة، وهنا في أبوظبي مبادرات لجذب المبدعين ورعايتهم وأشعر أن ذلك بدأ “يُهمل” في الغرب ودورنا كيف نجذب المبدعين ونقدم لهم الرعاية العلمية وكيفية تطبيق إبداعاتهم، ووسائل الإعلام لها دور كبير في إحداث ذلك التغيير. وأشار إلى أن قمة أبوظبي ستجعل الناس على علم بما يحدث في البلدان الفقيرة، وهناك كرماء يقومون بدور كبير في ذلك، والإعلام يعزز من قدرة المجتمعات على التعلم وإثارة الضمير والوعي وهذه قيم الإسلام وأخلاقه، وعلينا أن نستمع إلى أنين الفقراء وأنا متفائل دور التكنولوجيا ومستقبلنا سيكون أفضل من ماضينا. جلسات العمل شهدت قمة أبوظبي للإعلام 2012 عدداً من جلسات العمل من بينها جلسة حول إعادة تعريف الحدود الرقـمية وصناعة الإعلام الرقمي في الأسواق الناشئة ودور القمة في توسيع آفاق المشهد الإعلامي وتعزيز الابتكار والإبداع. وعقب الجلسة الافتتاحية تضمن جدول أعمال القمة جلسة بعنوان “هوليوود مقابل وادي السليكون” تحدث فيها إيري ايمانويل الرئيس التنفيذي المشارك في مؤسسة ويليام موريس، وأدارها كونور بيجنام المحرر بمجموعة اسكرين انترناشيونال، وتناولت الجلسة التحديات التي تواجه صناعة السينما في ضوء تطور التكنولوجيا الرقمية. وتواصل القمة فعالياتها اليوم ويتضمن برنامجها عدداً من الجلسات النقاشية حول الانترنت وصعود الأجهزة اللوحية من الهواتف الجوالة والحاسبات الآلية المحمولة، وتطور الاقتصاد الرقمي، وجلسة أخرى بعنوان “الاستحواذ على غرفة الجلوس” ودور وسائل الإعلام المختلفة في تحقيق ذلك، إضافة إلى جلسة بعنوان “المواطن الرقمي”، وأخرى بعنوان “التعليم وتكنولوجيا الاتصال”. وشهد اليوم الأول للقمة حضور عدد من كبار الشخصيات، وممثلين عن وزارة الخارجية والمجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات وجهاز الشؤون التنفيذية في حكومة أبوظبي، وشركة مبادلة للتنمية، وعدد من الهيئات الحكومية الأخرى. كما كان بين الحضور عدد من أهم الشركات العالمية مثل جوجل، ووارنر بروذرز، وسي إيه إيه، وفياكوم إنترناشيونال، وفوكس إنترناشيونال، وتويتر، واستديوهات باينوود شيبرتون، وشركة ريدلي سكوت.