عادات غذائية تضع صحتك على المحك

إن الجهاز الهضمي هو المحور الذي تدور عليه عجلة العافية والعيش الصحي المريح، إلا أن الكثير من الناس يتعامل مع معدته بقسوة شديدة دون أدنى تفكير في النتائج المريعة والعواقب الوخيمة· ومن المؤسف أن معظم الناس لا يتنبهون إلى أهمية هذا الجهاز الحيوي في جسمه إلا عندما يشعر بالخلل وقد غزا جسده بالجملة، فيفكر في اللجوء إلى تناول الأغذية الصحية ولكن ليس هذا كل شيء· إن بحر التغيير يمكن أن يبدأ بسقوط قطرة صغيرة على صفحة حياة الجمود فتشكل لك فرصة حقيقية لعمل ثورة تصحيحية شخصية وهادئة قد تلقي بظلالها القيّمة على كل ما تبقى من سنوات عمرك عبر انقلاب جميل على كل عاداتك السيئة في ركام الحياة العصرية الزائفة، فالأمر لا يقتصر على العادات الغذائية الخاطئة أو الحمية فقط، بل يتعداه إلى مجالات أخرى كثيرة كالتمارين الرياضية والاتصال الدائم مع الطبيعة وتقليص استعمال الأدوية وتجنب الحقول المغناطيسية المنطلقة من أجهزة التلفزيون وأفران المايكرويف والحواسيب، وإضفاء مسحة من الوقار والانسجام على كل أفعالك اليومية لتعزيز عافية الجسد والعقل والروح· أفكار غريبة وعادات سيئة هناك بعض العادات السيئة التي تمارسها الأغلبية العظمى من الناس، معتقدة أنها عادات حسنة لا يوجد أي ضرر منها رغم أنها قد تجعل صحتهم في مهب رياح المرض ومنها: - شرب الشاي بعد الطعام الذي يعمل على منع امتصاص الحديد في الأمعاء وحرمان الجسم منه وبالتالي احتمال التعرض للإصابة بفقر الدم، رغم أن الشاي مفيد على أكثر من صعيد دون المبالغة في شربه، فتتغلب سيئاته على حسناته، إذ يستحسن شربه خارج أوقات الطعام بكمية تتراوح بين كوبين إلى ثلاثة أكواب في اليوم فقط· - استعمال زيت القلي أكثر من مرة، وهو الأمر الذي يسهم في أكسدته والتسبب في انطلاق المركبات الضارة لشرايين الجسم، وقد أشارت الأبحاث إلى دور تلك المركبات في إثارة السرطان، وأفضل شيء يمكن فعله للزيت بعد القلي بعد استخدامه هو رميه مباشرة، غير أن هناك من يحاول إضافة زيت جديد للزيت القديم معتقداً أن هذه العملية قد تقلل الضرر· - إضافة الملح إلى اللحم قبل شيّه عادة أخرى سيئة للغاية، لأن الملح يعمل على امتصاص الماء من اللحم فيستنزف المعادن والفيتامينات الموجودة فيه وخاصة الحديد، لذلك يجب أن يشوى اللحم أولاً ثم يضاف إليه الملح فيما بعد· - المبالغة برشّ الطعام بالبهارات والفلفل والمواد الحريفة، فهي لا تقل سوءاً، لأنها تؤدي إلى إثارة و''تخريش'' الغشاء المخاطي المبطن للمعدة والأمعاء، فتصبح أكثر عرضة للالتهابات والتقرحات التي تترك وراءها اضطرابات عضوية ووظيفية· القواعد القديمة ليست ذهبية يلجأ بعض الناس إلى العادات القديمة كأكل البيض نيئاً، معتقدين أن ذلك يمدهم بقوة إضافية، فعلى الرغم من أن بياض البيض يتألف 100% من البروتينات أو بالأحرى من بروتين ''الألبومين'' الذي يحتوي على أحماض أمينية ضرورية وأساسية للجسم، ولكنه عنصر صعب الهضم لا يستفيد منه الجسم كلياً إذا أكل نيئاً بسبب احتوائه على مادة مثبطة تعيق امتصاص بعض الأحماض الأمينية، لذلك من المستحسن طهي البيض للقضاء على المادة المثبطة فيتحول إلى غذاء سهل الهضم· أما كثرة إدخال الطعام إلى البرّاد أو الثلاجة وإخراجه منهما، فيعد بمثابة الكارثة فهذا السلوك يحفز الجراثيم الضارة للاستيقاظ من غفوتها واستغلال الثغرات في الفروقات الحرارية بين جو البرّاد والجو الخارجي فتتكاثر وتنمو وتطلق سمومها الفاتكة، علماً بأن الأطعمة المحفوظة والمعلبة هي الأكثر تأثراً، ومن هنا يتوجب استهلاكها بأقصى سرعة وعدم حفظها طويلاً· وكذلك هو الحال مع عادة طهي الطعام على حرارة عالية، فمن شأن هذه العملية أن تسهم في تفكيك الطعام وتعمل على تخريب الأنزيمات والفيتامينات الموجودة فيه· كما أن إعداد وجبة طعام تتكون من أغذية تنتمي إلى مجموعة واحدة عادة سيئة أيضاً، فمثلاً الوجبة التي تشتمل على الخبز والرز والبطاطا والمعكرونة وغيرها تعتبر وجبة ناقصة وغير متوازنة، لذلك يعتبر تنويع الوجبة بأطعمة مختلفة من الغذاء أمراً ضرورياً لتأمين احتياجات الجسم من فيتامينات ومعادن وبروتينيات ودهون وسكريات· ويعد الإكثار من تناول المخللات قبل الطعام وأثنائه أمراً خطراً يؤدي إلى شحن الجسم بأضعاف ما يحتاجه من الملح وهو المعروف بأنه الشرارة لأمراض عدة أشهرها ارتفاع الضغط الشرياني· ونجد أيضاً أن الكثيرين قد اعتادوا على شرب الماء بكثرة خلال الوجبات وهو سلوك خاطئ يمدد من فترة عمل العصارات الهضمية لتصبح أقل قدرة على هضم الغذاء فيتنج عن ذلك التخمر وما ينطلق عنه من غازات تسبب النفخات والإزعاج وكذلك الإكثار من المشروبات والمرطبات المحلاة التي تحمل معها كميات من السكاكر التي لا يضعها الإنسان في الحسبان، فهي تؤدي مع مرور الوقت إلى جانب الإفراط في تناول السكريات والحلويات إلى الإصابة بالبدانة·