الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التكنولوجيا الناشئة تواجه صعوبة التمويل

شركات التكنولوجيا الناشئة تواجه صعوبة التمويل
22 أكتوبر 2011 22:14
لا يزال عدد شركات الشبكة العنكبوتية الناشئة في زيادة مطردة الأمر الذي يشكل صعوبة على هذه الشركات في حصولها على التمويل. وشهد وادي السيليكون بالولايات المتحدة هذا العام العديد من الشركات الناشئة “في مقدمتها فيس بوك” التي تسعى إلى إثبات، وجودها وتبحث عن مستثمرين ومصادر تمويل. وقال بعض المستثمرين ورواد الأعمال، إنه خلال الأسابيع القليلة الماضية فإن بعض شركات الشبكة العنكبوتية الصغيرة تواجه صعوبة تدبير التمويل اللازم، في الوقت الذي تزايد فيه أعدادها. وقد دفع ذلك الوضع بعض رواد الأعمال إلى اللجوء إلى تحصيل التمويل التمهيدي من بنوك استثمارية مقابل أسهم مخفضة السعر عند الاكتتاب الأولي أو إلى تقليص قيمة شركاتهم. وقد انخفض متوسط قيمة الشركات الصغيرة الناشئة إلى ما يتراوح بين 3 ملايين دولار و5 ملايين دولار من نحو 7 ملايين دولار في وقت سابق من هذا العام، حسب ما أفاد به نافال رافيكانت رائد الأعمال والمستثمر في سليكون فالي الذي يتولى إدارة موقع انجليست بالشبكة العنكبوتية الذي من خلاله في مقدور الشركات الصغيرة والناشئة التقدم للحصول على التمويل الاستثماري الأولي. وأكد رافيكانت أن سوق تمويل الشركات الناشئة أضحت واهنة. ورغم بلوغ معدل تقديم طلبات التمويل من خلال موقع انجليست نحو 50 إلى 100 طلب يومياً، فإن من يحصل على التمويل فعلاً هو شركة واحدة فقط أو اثنتين كل يوم. ويقول خبراء إن نسبة نجاح هذه الشركات في تناقص مستمر. وتفيد الأوساط المعنية بأن هذه الظاهرة تشبه ما حدث في أواخر تسعينيات القرن الماضي حين أخذ ازدهار استخدام الشركات لشبكة الإنترنت في الخفوت، وفوجئ العديد من الشركات الصغيرة البادئة بصعوبة حصولها على التمويل. غير أن هناك اختلافاً أساسياً بين الظاهرتين، فرغم تأسيس أعداد كبيرة من شركات الشبكة العنكبوتية البادئة خلال السنوات القليلة الماضية، فإنه لا تتوفر رؤوس الأموال الرأسمالية الكافية لاستمرار تشغيلها. ومنذ عام 2009 لغاية منتصف العام الجاري حصلت 826 شركة ناشئة تعمل في مجال الإنترنت الموجه للمستهلك على دورة من التمويل الاستثماري ما يساوي نحو ضعف عدد الشركات الصغيرة التي حصلت على تمويل استثماري خلال سنوات ازدهار ما يسمى دوت. كوم من عام 1998 إلى عام 2000 البالغ آنذاك 416 شركة، حسب تحليل أجرته مؤسسة فنتشير سورس. هذه الأعداد لا تشمل الشركات البادئة التي لم تحصل على تمويل سوى من أفراد أثرياء يستثمرون أموالهم الخاصة؛ ولذا فإنه من المرجح أن العدد الفعلي لشركات الشبكة العنكبوتية الناشئة يزيد على ذلك كثيراً. في الوقت ذاته، انخفض حجم الأموال التي تجمعها صناديق تمويل مشاريع الشركات الصغرى. وذلك يظهر جلياً في أنه بين الأول من يناير 2009 وآخر شهر سبتمبر 2011 لم تحصل الشركات الناشئة الأميركية إلا على تمويلات بلغت 39,2 مليار دولار بانخفاض نسبته 76% من التمويلات المحصلة بين الأول من يناير 1998 و21 ديسمبر 2000، البالغة آنذاك 162,5 مليار دولار حسب مؤسسة فنتشير سورس. وقالت الجمعية الوطنية الأميركية لصناديق استثمار الشركات الناشئة، إن تحصيل الأموال في ربع السنة الثالث هبط إلى أدنى مستوياته في ثماني سنوات. وقال جورج زخاري خبير صناديق تمويل الشركات الصغرى في مؤسسة تشارلز ريفر فنتشيرز، إن هناك العديد من الشركات البادئة الباحثة عن تمويلات جديدة، ولكن لا يوجد القدر الكافي من الممولين اللازمين لتمويلها. وأضاف زخاري أنه لا يستطيع تلبية الأربعين طلباً التي يتلقاها كل أسبوع من شركات بادئة تحتاج إلى التمويل. وتوقع زخاري أن يتم إجراء فرز دقيق للشركات قبل الموافقة على تمويلها. استشعرت جيسيكا ماه الرئيسة التنفيذية للشركة العنكبوتية البادئة اندانيرو المتمركزة في سان فرانسيسكو والتي تصدر أدوات تمويل عبر شبكة الإنترنت استشعرت آثار تغير السوق. وكانت جيسيكا قد حصلت العام الماضي بسهولة 1,1 مليون دولار من مستثمري رؤوس أموال خاصة عبر برنامج سليكون فالي لرعاية الشركات الناشئة. ثم بعد ذلك ببضعة أشهر قالت جيسيكا إنها شهدت تغيراً في الأحوال وأن كثيراً من مستثمريها يتراجعون عن التمويل. ورغم مساعيها لإقناعهم بصفقات جاذبة، إلا أنهم أضحوا أكثر حرصاً على فرز ما يقبلون عليه من استثمار في الشركات الصغرى. وأضافت جيسيكا أن شركة اندانيرو أوشكت على استهلاك التمويل البالغ 1,1 مليون دولار ولذا فقد قررت تقليص إنفاق الشركة بمعدل 20000 دولار شهرياً. وقالت إنها تمكنت بالكاد من الحصول على تمويل من خلال عروض تنطوي على قيود وشروط جديدة اضطرت إلى قبولها من أجل إنقاذ الشركة. وقالت جيسيكا، إنها تسعى للحصول على كل ما تستطيع الحصول عليه الآن؛ لأنها لا تعرف ما قد يطرأ على السوق مستقبلاً. وقال بعض المستثمرين، إنهم يرحبون بما يحدث في السوق من تصحيح ذاتي ويرون أن الفرز الانتقائي سيمنع دخول المنافسين المتطفلين الذين اقتحموا السوق وتسببوا في تقليص تقييم معظم الشركات. وأضاف هوارد هارتنبوم خبير تمويل الشركات الصغرى في مؤسسة اوجست كابيتال إن عملية تصحيح السوق ذاتياً تعد آلية صحية ناجعة. وقال ايدن سنكت المستثمر في سليكون فالي، إنه قلص من صفقات التمويل التي يجريها بسبب ما يشهده من مبالغة شديدة في تقدير قيمة الشركات الناشئة. ولذلك بدأ سنكت في البحث في الخارج عن صفقات شركات ناشئة أرخص نسبياً من شركات سليكون فالي وبدأ أيضاً في التطلع إلى الاستثمار في شركات مخضرمة وراسخة بدلاً من الشركات الصغرى. وتشمل استثماراته هذا العام شركة روفيو الفنلندية صانعة لعبة الأجهزة المحمولة المسماة انجري بيردز “الطيور الغاضبة”. يعتبر انخفاض قيمة الشركات الصغيرة مكسباً كبيراً لكثير من مستثمري سليكون فالي. في ذلك قال ماركوس شين رئيس قطاع التطوير في شركة ياهو إنه بدأ يشهد تقليص قيمة الشركات الصغرى بسبب أن عدد الشركات الناشئة الكبير يشكل ضغوطاً على السوق، وقال إنه رغم أن صغريات شركات التكنولوجيا كان لديها في السابق طموحات للبقاء مستقلة، إلا أنها حالياً معنية ببيع نفسها وبأسعار تقل كثيراً عن أسعارها السابقة. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©