الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاس المغربية تحتفي بالجسد في مهرجان الرقص التعبيري

فاس المغربية تحتفي بالجسد في مهرجان الرقص التعبيري
21 أكتوبر 2013 01:14
تنطلق في مدينة فاس المغربية غدا الدورة السابعة من المهرجان الدولي للرقص التعبيري، وتستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري، بمشاركة عدد من الفرق القادمة من: مصر، والمغرب، وفرنسا، وإيطاليا، وبلاد الغال، وتونس، وروسيا. يعتبر مهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري، حسب بيان صحفي صادر عن إدارة المهرجان، فضاء للتلاقي والتلاقح وتبادل المعارف والخبرات بين الفنانين الكوريغرافيين المغاربة والأجانب أنشأته جمعية بابل للثقافة والفن سنة 2007، بهدف إتاحة الفرصة لهواة الرقص والمهتمين وعامة الناس كي يستمتعوا بأجمل الفرجات الكوريغرافية المحلية والعالمية. ويضيف البيان، “هو أيضا فرصة مواتية للتفكير في الوسائل الكفيلة بتطوير رقصاتنا التقليدية والتراثية والرقي بها من مستوى العفوية إلى مرتبة التعبير بالحركات والإشارات عن مكنونات الجسد، بلغة كوريغرافية خاصة. ومن خلال الجمع بين الرغبة في تعريف الجمهور بمميزات الرقص المعاصر وخصوصيات الرقص التقليدي، يسعى المهرجان إلى مد الجسور بين ماهو أصيل وما هو حديث في مجال الرقص، انطلاقا من الحاجة الماسة إلى نشر ثقافة الجسد بما هي مؤشر حضاري على علو شأن الثقافة بصفة عامة، في عالم تزداد فيه الحاجة يوميا إلى لغة تواصلية تتجاوز إطار المقروء والمكتوب”. ويتابع البيان الصحفي “بما أن المغرب بلد “الألف رقصة ورقصة” فقد كان من الضروري التفكير في فضاء مناسب لاستحضار مجموع الرقصات التقليدية والتراثية المغربية، إلى جانب أحدث التجارب الكوريغرافية العالمية، بغية إطلاع فناني العالم على غنى رقصاتنا وتنوعها وحتى يكتسي المهرجان الطابع الثقافي الملائم لشعاراته وأهدافه، فقد جرت العادة على تنظيم أنشطة موازية للعروض: إقامة معارض فنية وعقد مائدة مستديرة في محور مستقى من شعار المهرجان، وتنظيم محترفات للرقص يستفيد منها الشباب والأطفال، و تقديم عروض سينمائية كوريغرافية تطلع الجمهور على بعض التجارب الكوريغرافية الرائدة، مما يغني البرمجة العامة ويوفر هامشا أساسيا للتحاور وتبادل وجهات النظر”. وفي شهادته، قال الشاعر والمترجم المغربي عزيز الحاكم مدير المهرجان، إن الرقص هو أسمى الفنون وأجملها وأشدها إثارة للمشاعر، لأنه ليس مجرد ترجمة أو” تجريد” للحياة، بل هو الحياة نفسها في حال الانتشاء المطلق. ونحن حين نرقص يتحول الفضاء إلى ملاذ مريح لا يبحث فيه الجسد سوى عن السلام والسكينة، ومن هنا تتأتى قدرته على فتن الأبصار وأسر الألباب، والجمع بين المتناقضات، وتحويلها إلى هوية عميقة. على هذا النحو كان “نيتشه” يعتبر الراقص بمثابة مقيم في الأرض وفي السماء على السواء، سليل التمهل والخفة، وسيطا بين المرئي واللامرئي، يؤالف بين القوى الجسدية والروحية. والرقص هو المقام الخصيب لتلاقي الأضداد، هو الفن الذي يسعى إلى الهروب بالجسد صوب الدلالة المجازية، ويصبو إلى تحقيق هوية خاصة للجسد وللحقيقة، “الحركة لا تكذب أبدا” كما تقول “مارتا غراهام”. ويتابع “الرقص يشيد للحركة مكانا تغدو فيه الروح والجسد سيان، حيث تقترن حركة المعنى بمعنى الحركة: الرقص لا يهدف إلى إضفاء معنى ما على الأشياء والدلالات أو “ترميزها” أو “ تبيينها”، بقدر ما يحاول رسم الحركة التي تتولد عنها كل هذه المعاني. وفي الحركة المرقوصة يصير المعنى حركة، يقول الكوريغراف “مرس كانينغام” : “يكفي أن يرقص الراقص كي يتحقق المعنى، كما هو الحال في هذه الشقة التي أعيش فيها، فأنا في كل صباح ألقي نظرة على ما حولي وأسائل نفسي: ماذا يعني كل هذا؟ هذا يعني: هنا أعيش. وحين أرقص فذلك يعني: هذا ما أنا الآن بصدد فعله، شيء ما هو مجرد هذا الشيء” ، ووظيفة التعبير بحركات الجسد أغنى بكثير من اللغة المنطوقة التي ترتبط في معظمها بوظيفة التواصل بالمعنى اللفظي. هنا تكمن قوة الرقص وبهاؤه، فالرقص يعني التحدث في صمت، قول ما لايقال، الذهاب إلى الأمام بخطى تعيد للكون توازنه ومصداقيته بمنتهى الخفة والرشاقة”. سيفتتح المهرجان برقصة “التنورة بين السماء والأرض” من مصر، وهي رقصة إيقاعية مصرية ذات أصول صوفية، تؤدى بشكل جماعي وبحركات دائرية، تنبع من الحس الإسلامي الصوفي ذي الأساس الفلسفي، ويرى مؤدوها أن الحركة في الكون تبدأ من نقطة وتنتهي عند النقطة ذاتها، ولذا يعكسون هذا المفهوم في رقصتهم فتأتي حركاتهم دائرية وكأنهم يرسمون بها هالات يرسخون بها اعتقادهم، فهم يدورون ويدورون وكأنهم كواكب سابحة في الفضاء، وقد قدمت هذه الرقصة من تركيا في القرن الثالث عشر، وتشير بعض الدراسات إلى أن الفيلسوف والشاعر التركي الصوفي جلال الدين الرومي هو أول من قدم رقصة الدراويش أو المولوية.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©