الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وعي الأسر أساس نجاح العلاج لذوي التوحد

وعي الأسر أساس نجاح العلاج لذوي التوحد
15 أكتوبر 2015 22:25
خورشيد حرفوش (أبوظبي) إذا كانت الأسرة تمثل المصدر الأول لعملية التنشئة الاجتماعية لأبنائها، فمن الطبيعي أن تحتل الدور نفسه إذا ما واجه أحد أعضائها مشكلة أو اضطرابا ما، فإن دورها هنا يرتقي إلى درجة الأولويات، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمشاكل التكيف، أو الإعاقة، حتى أنه يمثل الركيزة الأساسية التي تقوم عليها خطط وبرامج الرعاية والتأهيل، خاصة تطبيق البرامج التربوية للطفل التوحدي. الوقت الأكبر يقضي الطفل جل الوقت مع أفراد أسرته الذين يتاح لهم أن يراقبوا ويلاحظوا سلوكه، والتطورات الإيجابية أو السلبية في أي مرحلة بشكل مباشر، ومن ثم يمكن الاستفادة منها في خطط التأهيل. إلا أن توظيف الأسر فيها، لا يتم عشوائيا، في ظل عدم وضوح الدور الذي يمكن أن تسهم بها الأسرة. فهي عملية تخضع لقواعد وبرامج مهنية محددة. ووفق هذه الرؤية، ينظم مركز الاتحاد لذوي الإعاقة في أبوظبي، مشروع التكامل بين المركز والأسرة، تحت شعار «أبي كن معي». حول أهداف المشروع، يقول صلاح سمري، مدير المركز: «تحتاج أسر الأطفال ذوي التوحد إلى مساعدة متخصصة لفهم جوانب الضعف والقوة لدى طفلهم المصاب، والتي لا تظهر عادة في أماكن الفحص، بل تظهر أمام الأسرة لأن الطفل لا يقوم بها إلا في المنزل، لذلك تأتي أهمية المشاركة الفاعلة للوالدين منذ عملية التشخيص حتى صياغة البرامج التربوية وتطبيقها وتقييمها». ويضيف: «يجب أن تكون الأسرة أحد أعضاء فريق العمل، فلديها المعلومات التي تؤهلها لأخذ دور مهم في اختيار الأهداف وتحديد الأولويات، ومتابعة التدريب وتسجيل التقدم الذي يطرأ على طفلهم في المنزل»، لافتا إلى أن هناك أولياء أمور وصلوا لمرحلة الابتكار في العمل مع طفلهم التوحدي، وتوليد خيارات وبدائل جديدة لحل مشكلات سلوكية تواجههم في المنزل، وبالتالي التغلب عليها عن طريق التجريب والملاحظة، وإصرارهم على تغير سلوك طفلهم نحو الأفضل. أفضل علاقة ويقول سمري: «إن أفضل علاقة تربط بين اختصاصي النطق واللغة كمتخصص في تشخيص وعلاج الاضطرابات التواصلية وبين الوالدين كخبراء بطفلهم ومعرفتهم ببيئته حياته اليومية، بالإضافة إلى احتياجاته الخاصة وطباعه، هي علاقة الشراكة للوصول لأفضل طريقة للتدخل لعلاج مشكلة الطفل. والخطوة الأولى في تطبيق هذه الشراكة تكون بتدريب الوالدين وإعطائهما الأدوات المناسبة التي ستساعدهما في تطوير مهارات الطفل، حيث يعد تدريب الوالدين خصوصاً أثناء المراحل المبكرة لحياة الطفل عنصراً مهماً في أي برنامج علاجي»، مشيراً إلى أن تدريب الوالدين ومدى تأثيره على تقدم مهارات الطفل التواصلية ومهاراته الأخرى، محور وتركيز أبحاث علمية، لأن الآباء والأمهات يمثلون الجزء الأكبر في عالم الطفل، حيث يقضي الطفل عدداً كبيراً من الساعات مع والديه في حين أنه يقضي عدداً محدوداً من الساعات مع اختصاصي أمراض النطق واللغة. ويضيف «من هنا تتبلور أهمية تدريب الآباء والأمهات بهدف موازنة المعادلة، بحيث يصاحب التفوق الكمي جودة نوعية تساعد الآباء والأمهات على تنمية مهارات الطفل التوحدي التواصلية، والذي سينعكس على مستوى استخدامه للمهارات التواصلية كطلب الأشياء وجذب الانتباه والرفض والتعبير عن المشاعر، وغيرها من الصعوبات التي يعانيها أطفال التوحد على مستوى التواصل بشقية اللفظي وغير اللفظي». توسيع الأدوار وعن حملة «أبي كن معي»، يقول سمري: «المركز يتيح مجالات المشاركة أولياء الأمور، بدءاً من التعريف بالإعاقة، وتنمية الوعي بأي مؤشرات مبكرة حولها، ثم إشراكهم في عملية التقييم، وملاحظة الطفل في البيت، وتزويد الاختصاصيين بالمعلومات، والمشاركة في تحديد البرنامج التربوي والتأهيلي المناسب للطفل، وتطبيقه. كما يتضمن البرنامج تنظيم زيارات ميدانية لأفراد الأسرة لحضور الحصص التعليمية والبرامج التأهيلية، كجزء من البرنامج التأهيلي، وتنظيم زيارات ميدانية للأسر في البيت، وتنظيم بيئة تدريبية داخله. كذلك تقديم الدورات التدريبية لأفراد الأسرة، وتشكيل مجالس أولياء الأمور، وإعطائها دورا تنظيميا للبرامج، والعمل على بناء برامج تواصل مع أولياء الأمور، تهدف إلى جذبهم للبيئة التأهيلية في المركز، وإشراكهم في صنع القرارات المتعلقة بأطفالهم، وإشعارهم بدورهم في العملية التأهيلية. والتركيز على البرامج الإرشادية للأب ودوره المهم في المشاركة في البرامج التأهيلية، ومساندة الأم والطفل المعاق». دور الأسرة يخضع لقواعد وبرامج محددة تعريف الدور دور الأسرة، وفق برنامج «أبي كن معي»، يتمثل في ضرورة أن يتدرب أفرادها بشكل مكثف حتى تتمكن من إتقان الأساليب والطرق المناسبة لتعليم طفلهم التوحدي أكاديميا، والإلمام بالبرامج الإرشادية حول كيفية التعامل معه من الناحية النفسية والاجتماعية. كما يجب تدريب الأهل على الطرق والأساليب والمهارات المهنية التي تمكنهم من التواصل الاجتماعي مع الطفل التوحدي كل تبعا لمستوى أدائه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©