روي عن الإمام علي رضي الله عنه أنه قال: ''الصبر صبران: صبر على ما تكره، وصبر على ما تحب''·· فللصبر طعم مر، لكن لعواقبه حلاوة لا يعرف طعمها إلا من نال شرف ذلك الصبر، فالاشتياق وانتظار الفرج يعد أمرا صعبا، لكنه آت إن شاء الله، فالأمل بارقة كل مؤمن ولا بد من بزوغه يوماً ما·· فكل هم الى فرج··
وقد يصبر الإنسان على الظلم والفقر والابتلاء وكيد الأعداء وخيانة الأخلاء ووحشة الفراق، إلا أن هذه الابتلاءات تزدنا قرباً من الله تعالى، فالصبر عبادة في الصيام والقيام والدعاء، في السر والعلن، في الشدة والرخاء، في اليسر والعسر··· وقد قال تعالى: ''واصبر وما صبرك إلا بالله''·
فعلى الإنسان ألا يكل ولا يمل، وأن يسعى لتحقيق مبتغاه، فقد تواجهنا عثرات ومنعطفات لا تكاد تخلو الحياة منها، لذا لابد من الاستعداد لمواجهة الصعاب، وليس لنا سوى الصبر الجميل·· فعاقبته جميلة· وأختتم مقالتي بقصة لأعرابي سافر لقضاء حاجة، فلما تعب أثناء المسير تريث وجلس يتأمل، فرأى نملة تصعد على الصخرة، وتسقط ثم تصعد وتسقط مرات ومرات، حتى وصلت الى أعلى الصخرة فقال: أنا أحق بالصبر والمثابرة من هذه النملة، فواصل سفره وأدرك مطلوبه وقال:
اطلب ولا تضجر من مطلب فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الحبل بطول المدى على صليب الصخر قد أثرا
وأخيراً·· من تأنى أدرك ما تمنى·
منى الزيدي
عدد اليوم
