الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انطلاق فعاليات معرض «فجر التاريخ» في أبوظبي الأربعاء المقبل

انطلاق فعاليات معرض «فجر التاريخ» في أبوظبي الأربعاء المقبل
26 يناير 2011 23:39
تنطلق الأربعاء المقبل ولمدة ثلاثة أشهر فعاليات معرض للاكتشافات الأثرية في إمارة أبوظبي بعنوان، “فجر التاريخ .. الكشف عن ماضي أبوظبي القديم” في محيط قلعة الجاهلي بمدينة العين، بتنظيم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. في ذات الوقت، أعلنت الهيئة أمس، تنظميها مؤتمرا دوليا حول الآثار بدولة الإمارات العربية المتحدة نهاية مارس المقبل في مدينة العين. وبالتزامن مع المؤتمر العالمي للآثار أعلنت الهيئة أمس خلال مؤتمر صحفي، إعادة إطلاق حولية الآثار في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي كانت تصدر خلال فترة السبعينات حتى نهاية الثمانينات، وتشكل مصدرا غنيا ومرجعا إقليميا ودوليا في هذا الشأن. وأكد محمد خلف المزروعي، مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن الحفريات التي أجراها فريق من علماء الآثار من متحف موسغارد بالدنمارك بين عامي 1959 و1961 في إمارة أبوظبي قد ساهمت في توفير معلومات أساسية حول عصر يعود إلى ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف عام، حين كان هذا الجزء من شبه الجزيرة العربية مركز الحضارة الحية والغنية التي أدارت إنتاج وتوزيع كميات هائلة من النحاس والثروات إلى العالم القديم. وقال المزروعي خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة أمس للإعلان عن تفاصيل معرض الاكتشافات الأثرية في إمارة أبوظبي “إننا نسعى من خلال تنظيم هذا المعرض الهام، لإبراز عدد من أهم المواقع التاريخية والأثرية في المنطقة والتعريف بها كمستوطنة أم النار، ومدافن جبل حفيت، ومدفن هيلي الكبير، وبرج هيلي، وقرن بنت سعود”. ويقام المعرض الذي تقيمه الهيئة في الفترة من الثاني من فبراير حتى الثاني من مايو تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وذلك في محيط قلعة الجاهلي بمدينة العين، بالتعاون مع متحف موسغارد الدانماركي ومؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، حيث يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الحفريات التاريخية للآثاريين الدانماركيين في إمارة أبوظبي خلال تلك الفترة. وقال المزروعي “إذ نعرب عن فخرنا بأنّ نقدّم للجمهور المحلي والعربي والعالمي جانباً من تراثنا الأثري في دولة الإمارات، وبعضاً من أهم المقتنيات الأثرية في المنطقة، فإننا نأمل بأن يُساهم هذا المعرض الهام في تعزيز العمل الثقافي الدولي المشترك”. صون المصادر أكد المزروعي استمرارية الهيئة في استراتيجيتها لحماية وصون المصادر الأثرية الغنية، من خلال تنظيم مؤتمر دولي حول الآثار بدولة الإمارات العربية المتحدة بمشاركة خبراء محليين وعالميين، وذلك في مدينة العين يومي 30 و31 مارس المقبل، مشيرا إلى أنّ معالم التراث المادي في الدولة تزيد على 1200 موقع أثري تمتد من عام 3000 قبل الميلاد إلى فترة الجاهلية المتأخرة قبل ظهور الإسلام. وأضاف “إننا نواصل جهودنا في إنجاز مشروع شامل لإعداد الخرائط لكافة مواقع البقايا الحيوانية المتحجرة في أبوظبي، والتي تنتشر غالبيتها على طول امتداد المنطقة الغربية، هذا إضافة لتكثيف جهود توثيق المواقع الأثرية المنتشرة في مناطق واسعة من إمارة أبوظبي، وذلك بهدف حصر المواقع المختلفة وتسجيلها في قاعدة بيانات خاصة”. من جانبه، قال بول هوينس السفير الدنماركي لدي دولة الإمارات “لقد لعب الآثاريون الدنماركيون دورا مهما في الكشف عن التاريخ الثري لدولة الإمارات العربية المتحدة، فقبل خمسين عاما كانوا أول من بدأ أعمال التنقيب في منطقة الخليج العربي. وقد تمكنوا من اكتشاف حضارة قديمة منسية كان لها دور فاعل في المنطقة وما يحيطها. ولقد تمكن هؤلاء الآثاريون الرواد من إثبات أن منطقة الخليج العربي قبل 4 آلاف عام كانت مركزا تجاريا واجتماعيا للتبادل الحضاري ما بين العديد من الثقافات التي وجدت في ذلك الوقت. ولطالما تمتع الآثاريون الدنمارك بدعم قوي وفاعل من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأصحاب السمو حكام الإمارات والهيئات المحلية”. وشارك في المؤتمر أمس كل من محمد النيادي مدير إدارة البيئة التاريخية في الهيئة، ودكتور وليد ياسين مدير قسم الآثار في الهيئة، وعدد من الباحثين والآثاريين والمهتمين. وخلال المؤتمر تمت الإشارة إلى أن متحف موسغارد قد عمل على استكشاف الآثار والثقافات التقليدية لدول الخليج العربي على مدى ما يقرب من 60 عاما بالتعاون مع السلطات المحلية، وفي عام 2013 سوف يفتتح متحف موسغارد مبنى ضخما وجديدا للمعارض في الدنمارك، يضم قسما بأكمله مخصصا للتاريخ المبكر والثقافة في منطقة الخليج العربي. ويعود تاريخ الحفريات التي أجراها في أبوظبي فريق مؤلف من 34 آثاريا دنماركيا بقيادة بي.في.غلوب وتي.جي.بيبي، إلى عام 1958 حين تمّ توجيه الدعوة لهم للبحث عن الحضارات الزائلة القديمة في إمارة أبوظبي التي ظلّ مجتمعها في ذلك الوقت تقليديا إلى حد بعيد. واتسم تمويل أول بعثة للحفريات الأثرية بموازنة محدودة للغاية تبلغ 2000 جنيه استرليني. وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، تم شحن جميع المكتشفات إلى المتحف في أرهوس ليجري حفظها وتسجيلها ودراستها، ثم أعيدت إلى أبوظبي بعد افتتاح المتحف الوطني في العين عام 1971. ومنذ بدء أعمال التنقيب في “أم النار” تبين أنه كان لتلك الجزيرة الصغيرة دورٌ في التفاعل الحضاري ما بين الحضارات القديمة في منطقة الشرق القديم ووسيلة اتصال فيما بينها. وعلى أرض الجزيرة، التي احتوت على بقايا أبنية وبيوت ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد، أنشئت مقبرة كبيرة اشتملت على أكثر من خمسين مدفناً بنيت على شكل نصب كبيرة صممها المعمار القديم، ونفذها وفق أسلوب هندسي جميل يرقى إلى مصاف الكثير من مواصفات المتطورة المعروفة في أماكن عديدة من العالم القديم عبر العصور. حضارات قديمة أثبت التنقيب الذي جرى من قبل هذه البعثة وكذلك الفريق الفرنسي الذي تلى الفريق الدنماركي والفرق المحلية التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والتي تمارس عملها بكفاءة منذ بداية سبعينات القرن الماضي على وجود حضارات قديمة في المنطقة تمثلت في مستوطنات سكنية عاصرت الحضارات السومرية والأكدية في بلاد الرافدين تتكون من مبان من الطين ومدافن قطعت أحجارها بشكل رائع من قبل نحاتين عاشوا قبل 4500 عام. كما وكانت هناك واحات قديمة كانت تروى بأفلاج منذ ثلاثة آلاف عــام أو ما يزيــد. يذكر أن متحف العين الوطني قد رفد معرض “فجر التاريخ” الذي استوحى تصميمه من الشكل الدائري لمدفن هيلي الكبير بـ147 قطعة أثرية، إضافة إلى بعض القطع التراثية. وسيتضمن المعرض برنامجا تعليميا مكثفا للأطفال إلى جانب جولات تعريفية باللغتين العربية والانجليزية بمصاحبة آثاريين متخصصين وخبراء في التراث. ومن الاكتشافات الأثرية الجديدة كانت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أعلنت في يناير 2010، وفي إطار التعاون الفني المشترك مع أبرز المؤسسات العلمية في العالم في مجال أعمال التنقيب عن المواقع الأثرية والمتحجرات، عن اكتشافات جديدة عبارة عن متحجرات تضم جمجمتين كاملتين لتماسيح ضخمة كانت تعيش في المنطقة التي كان ينساب فيها نهر قبل نحو 8 ملايين سنة مضت، وذلك نتيجة لأعمال حفريات مشتركة بين إدارة البيئة التاريخية بالهيئة من جهة وجامعة ييل ومتحف بي بودي للتاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى. سلامة بنت حمدان تشيد بمعرض «فجر التاريخ» أبوظبي (وام) - أشادت قرينة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان بالتعاون المثمر بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومتحف موسغارد في الدانمارك لإقامة معرض “فجر التاريخ: الكشف عن ماضي أبوظبي القديم” في الثاني من فبراير المقبل قرب قلعة الجاهلي في العين بدعم من مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان . ويقدم المعرض الذي يستمر حتى الثاني من مايو القادم العديد من المكتشفات الأثرية المهمة التي نفذها آثاريون دانماركيون خلال الفترة الممتدة من 1958 إلى 1972 في إمارة أبوظبي . وقالت الشيخة سلامة في تصريح بهذه المناسبة إن أبوظبي حددت رؤيتها في أن تصبح بوابة ثقافية للحوار والتبادل الثقافي والتعلم على مستوى المنطقة والعالم مضيفة “إننا نريد إشراك المواهب الجديدة في تنفيذ هذه الرؤية لتعزيز الثقافة والتراث الإماراتي بغية تقديم المجتمع عبر منظور تعددي. وبين أيدينا نحن أهل أبوظبي الفرصة نحو مستقبل مشرق في بلد تبنى فيه جسورا للتفاهم العالمي عبر الفن والثقافة” . وأبدت تشجيعها لمثل هذا التعاون على المستويين المحلي والدولي للتعلم وتقاسم التجارب من أجل تقدم الإمارات والمنطقة بأسرها . جدير بالذكر أن مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان أنشئت في يناير 2010 على يد الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان كمؤسسة مستقلة غير ربحية وذات إدارة خاصة . وتنطلق المؤسسة من رؤية واضحة للمساهمة في تحقيق حياة أفضل لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة عموما والمجتمع الدولي بأكمله. وترسي المؤسسة علاقات عمل تعاونية مع طيف واسع من المنظمات والمؤسسات المحلية والعالمية. مستوطنة أم النار كشفت حفريات أم النار عن حضارة جديدة بكل معنى الكلمة تعود إلى العام 2400 قبل الميلاد تقريبا. وتم العثور على الكثير من آثار إنتاج النحاس وتصنيعه. وعاش تجار أم النار ومارسوا أعمالهم في بيئة منظمة تنظيما جيدا وفي ظل العديد من الأنظمة المعترف بها عالميا للأوزان والمقاييس، بما فيها النظام المطبق في بلاد الرافدين. وكانت مستوطنة التجارة على صلة وثيقة بمجتمعات المزارعين. مدافن جبل حفيت في عام 1970، اكتشفت كارن فريفلت أن عمر القدور الموجودة في مدافن جبل حفيت يبلغ 5 آلاف سنة وأنها جاءت من بلاد الرافدين- العراق حاليا! ويبرهن هذا الاكتشاف على الروابط بعيدة المدى بين أبوظبي والمدن القديمة في بلاد الرافدين في هذه الحقبة من فجر التاريخ. وثمة برهان أيضا على مزاولة نشاطات التنقيب عن المعادن في ذلك الزمن القديم. ومن المعروف أن إجراءات مماثلة للتنقيب عن المعادن كانت مستخدمة في الهند وباكستان خلال نفس الفترة، مما يشير إلى وجود تبادل للأفكار فضلا عن البضائع. مدفن وبرج هيلي قام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله بتوجيه الآثاريين الدنماركيين إلى هذا النصب عام 1962. ونظرا لحجم الهندسة المعمارية وجودتها والبناء الحجري المتقن، يُعتبر هذا الأثر أكثر المدافن أهمية في حضارة أم النار، ويقدَّر عمره بحوالي 4500 سنة. أما برج هيلي فكان يتم تنظيم الدفاع عن مستوطنة الواحة المهمة هذه. وفي بلاد الرافدين، كان يطلق عليها اسم “مجان” بوصفها بلدا غنيا بالنحاس والأخشاب والحجارة الصلبة والأحجار شبه الكريمة. قرن بنت سعود في فبراير 1970، قام الفريق الدانماركي برحلة قصيرة إلى هذا التكوين الصخري ووجد أنه مغطى بمدافن حجرية. وكان أحدها غنيا بمكتشفات من العصر الحديدي. في الرميلة، أشارت حفرية صغيرة أجريت عام 1968 إلى وجود مستوطنة مع بقايا لمنازل وأوان فخارية محفوظة جيدا تعود إلى العصر الحديدي فيما بين 900 إلى 600 قبل الميلاد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©