الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرصنة البحرية مشكلة في البر

15 أكتوبر 2015 22:38
خلال السنوات القليلة الماضية، هزّ قراصنة الصومال عالمَ البحار، بتنفيذهم أكبر تهديد لأمن الشحن البحري العالمي من قبل فاعلين غير دول منذ نصف قرن أو يزيد. كما حدثت حالات انتشار للقرصنة في جنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا. وفي كلٍ من هذه الحالات تفاوتت استجابة المجتمع الدولي. فما هي الدروس المستخلصة من مناهج التعامل الدولي مع القرصنة في المناطق الثلاث؟ وهل يمكن توظيفها في استخلاص أفضل الممارسات الدولية التي يمكن تطبيقها في خليج عدن وشمال بحر العرب؟ في كتاب «الاستجابة الأمنية للقرصنة في جنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا والصومال»، الذي نعرضه هنا، لمؤلفه مارتن ميرفي، زميل «المجلس الأطلسي للولايات المتحدة» والزميل الزائر في مركز «كوربيت» لدراسة السياسات البحرية في كينكز كوليدج بلندن، نجد دراسة وافية للكيفية التي انتشرت بها القرصنة البحرية في المناطق الثلاث وأسباب انتشارها، ووصفاً لأسباب التزايد المفاجئ والسريع للتهديدات قبالة سواحل الصومال، ثم سبب تراجعها بعد ذلك، والعناصر التي أسهمت في تنامي ظاهرة القرصنة. كما يتطرق الكتاب لنمط استجابات المجتمع الدولي، متسائلا إن كانت ستغدو أكثر فاعلية فيما لو حظيت بدعم دولي أقوى وأكثر تماسكاً. فيما يتعلق بحالة الصومال، يهتم المؤلف بدور صيد الأسماك، لاسيما عمليات النهب التي تقوم بها أساطيل الصيد الأجنبية، والحافز الذي وفرته للصوماليين للدفاع عن مناطق صيدهم. وقد تعاقدت منطقة «بونتلاند» في عام 2000 مع شركة «هارت سيكيوريتي» الأمنية البريطانية لتشكيل خفر سواحل، كان يُدفع له من عائدات تراخيص الصيد. لكن الشركة اضطرت للمغادرة في العام التالي، مما خلّف 80 رجلاً بلا عمل، وهم مدربون على التعامل مع القوارب والملاحة والأسلحة الصغيرة وصعود السفن، وقد أصبحوا النواة الأصلية لجماعات القرصنة. أما التطور الأهم فكان في عام 2005 حين تشكلت جماعة جديدة متمرسة على العمل البحري، بزعامة محمد عبدي حسن، الذي تربطه علاقات قوية بالعديد من الزعماء السياسيين والقبليين خاصة عبدالله يوسف الذي كان رئيساً لـ«بونتلاند» قبل ترؤسه الحكومة الوطنية الصومالية عام 2003. وعقد عبدي صفقات مع زعماء العشائر المهمين واستخدم مناطقهم في احتجاز السفن وطواقمها للحصول على فدى. ومع بدء ابتعاد نشاط الشحن البحري الدولي عن السواحل الصومالية، خارج مدى مجموعة الزوارق الصغيرة التي استخدمها القراصنة في البداية، لجؤوا إلى فكرة «السفينة الأم» التي مكنتهم من العمل بعيداً؛ شمالا في خليج عدن، وشرقاً حتى بحر «لاكاديف» (جزء من المحيط الهندي)، وجنوباً حتى قناة موزمبيق. وكانت الهجمات على السفن قبالة سواحل نيجيريا في سبعينيات القرن الماضي، السبب في تنبيه المجتمع الدولي إلى أن مشكلة القرصنة ما زالت قائمة. ورغم أن القرصنة النيجيرية هدأت تقريباً حتى منتصف التسعينيات، فإن ثلاثة أشكال منها ظهرت بعد ذلك، يعتقد الكاتب أنها وثيقة الصلة كلها بالمشكلات المتجددة في دلتا النيجر. وأخيراً، كما يؤكد المؤلف، فإن التدابير المتخذة ضد القرصنة لا يمكن أن تفعل أكثر من احتواء المشكلة إذا ما عادت عواملها الاقتصادية المحفِّزة، فالقرصنة هي مشكلة أصلها في البر لكنها تظهر في البحر! محمد ولد المنى الكتاب: الاستجابة الأمنية للقرصنة في جنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا والصومال المؤلف: مارتن ميرفي الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تاريخ النشر: 2014
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©