السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المداخل» فراغات تمنح المكان لمحة جمالية ساحرة

«المداخل» فراغات تمنح المكان لمحة جمالية ساحرة
21 أكتوبر 2013 20:42
خولة علي (دبي) - تلعب المداخل دوراً هاماً، في فرض الخصوصية على فراغات المنزل، وتوفير قدر من العزلة لها، بحيث تتوارى الردهات الداخلية عن أعين الزوار، حتى تستقبلهم هذه المداخل التي عنونت بمعاني الأناقة والفخامة، لتعكس روح المنزل ونمطه، وقد ظلت المداخل من الأركان الرئيسية في خريطة البناء قديماً، وها نحن نشاهد المداخل قد تكررت في بعض المباني المعمارية الحديثة، ولكن بطريقة جمالية أكثر من كونها وظيفية. لعب التصميم الداخلي الدور الأبرز في تشكل وحدات الديكور من جدران وأثاث وتحف ولوحات ووحدات إضاءة وأرضيات، محققاً نوعاً من التوازن بين هذه المفردات، ومانحاً المكان لمحة جمالية باهرة، فهو خير ما يمكن أن يستقبل به الزوار. دور مهم وحول نمط وأسس تصميم ديكورات المداخل، تطلعنا مصممة الديكور مريم مصبح، على تفاصيل التعاطي مع مداخل المنازل التي تعتبر قبلتها وواجهتها وتقاس على أساسها الفكرة الأولية، مشيرة إلى أنها تلعب دوراً هاماً في فصل الفراغات الداخلية عن مرأى الأفراد، فهي خير ما يستقبل به الضيوف، وربما الكثيرون يجهلون في حقيقة الأمر أهمية الحيز الذي يقع بين المدخل الرئيسي والفناء الداخلي أو الحيز المؤدي إلى الصالة الرئيسية أو غرفة المعيشة أو أين كان هذا الفراغ، فنجد المحطة مهملة فارغة وبجدران عارية، وتفتقر إلى لمحة جمال، وتصبح أشبه بممر يربط المنفذ الرئيسي بالداخل. وربما في بعض التصاميم الهندسية تفتقر لوجود المداخل فالباب الرئيسي يفضي إلى الصالة، الأمر الذي يدعو إلى البحث عن خامات قد تساهم في علاج هذه المعضلة التي قد يراها مصممو الديكور، ولربما لا يشعر بها أصحاب المنزل الذين اعتادوا على المكان. عنوان المنزل وتضيف مريم مصبح، قائلة: نظرا لأهمية مداخل المنازل في فرض خصوصية على فراغاتها الداخلية، يفضل دائما أن يعكس المدخل نوعاً من الفخامة والأناقة المغلفة بالراحة والهدوء الذي لابد أن ينتشي به هذا الفراغ، بعيداً عن عملية تحويله إلى مجرد فراغ خال تماما من مفردات الجمال أو قد يحول إلى مخزن توضع به كل القطع المهملة أو الأنتيك، فتشكل عقبة داخل المنزل، كما تكون عرضة للغبار والتلف، فلابد وقبل كل شيء أن يكون الفراغ قائماً على التوازن ومحققاً الغرض الذي وجد من أجله. وتلفت مصبح قائلة: دائماً ما يشار إلى أن المدخل هو عنوان المنزل وخير ما يستقبل به الزوار أو الضيوف، لذا لابد أن يصمم الفراغ بطريقة جذابة، ولا تكون محطة نافرة، وإنما مدخل ينتشي بالفرح ويعكس ما ينتظر المرء من محطات أكثر ثراء وجمالا، فما أن يشرع المرء بالمرور من هذا الحيز، حتى يعطيه فكرة وافية حول نمط المنزل، هل هو حديث تتجلى فيه معاني الحداثة؟، أم شرقي غارق بروح النمط الكلاسيكي محاكيا ثقافة الشعوب الغابرة، ومنطلقاً بمساحة تم تلوينها بإبداع الحرفيين المهرة الذين برعوا في تقديم قطع فنية ساهمت في رسم ملامح المدخل ذي الروح الكلاسيكية، محولة مداخل المنزل إلى بيئة ثرية لها قيمتها سواء كانت هذه الخامة عبارة عن تحفة مشغولة باليد أو لوحة تاريخية تعود لريشة فنان له بصمة فنية عالمية، أو حتى قطعة أثرية كسجادة يدوية الصنع غزلت بقصص وروايات من ثقافات الشعوب والعديد من الخامات التي يمكن الاستعانة بها لرسم جوهر هذه المحطة. تفاصيل ديكورية دقيقة وترى مريم مصبح، أنه في حين نجد البساطة والهدوء هما عنوان ومفهوم يلتحف بهما النمط الحديث، الذي في حقيقة الأمر يفتقر إلى هذه المنطقة، فإن الباب الرئيسي يفضي إلى الصالة مباشرة، وتتسم خطوط الديكور الحديث اليي يلجأ إليها أغلب المهندسين في تصميم المدخل بأن تكون عبارة عن مساحة مفتوحة إلى باقي أرجاء المنزل وذلك بإلغاء الجدار والأبواب واستبدالها بحواجز بصرية من مواد وأشكال مختلفة. وكلما كان المدخل واسعا كلما كان لدى المصمم مرونة في شغل المكان بتفاصيل ديكورية دقيقة ومتنوعة، فيمكن استخدام طلاء الألوان القاتمة أو يزين المدخل بخشب أو حجر أو حتى مزجهما معا بحيث تتخذ جدارا معينا، ويمكن تزيين الحوائط بورق الجدران المشجر وبلون فاتح حتى يمنح المكان المزيد من الاتساع والرحابة، كما يمكن وضع بعض اللوحات على جدران المدخل أو وضع بعض قطع المفروشات كالكنسول وعليها مرآة، وتوزع بعض الكوشينات بشكل جذاب أمام الطاولة أو على الكرسي الطويل الذي يأخذ حيزا من هذا المدخل، وإذا كان المدخل مفتوحاً على الصالة مباشرة يفضل أن توضع في منتصف مساحة المدخل طاولة توضع عليها «فازة» كبيرة، وتتدلى عليها ثرية كلاسيكية فخمة في حالة ما إذا كان السقف مرتفعاً. بهجة وراحة وتشير مصبح قائلة: غالبا ما تكون الألوان الفاتحة مفضلة لجدران المدخل لأنها تشعر المرء بالبهجة والراحة عند الدخول، إضافة إلى الإحساس بالرحابة والاتساع. ويمكن تجليد جدران المدخل، «ردهة الاستقبال»، بالأخشاب إما بكامل ارتفاعها أو على ارتفاعات معينة مناسبة، أو أن تُكسى بالورق اللاصق بالتصميمات والزخارف الملائمة لشكل الأبواب وألوانها وشكل قطع الأثاث ومظهرها. أو أن تصمم أعمدة جانبية بينها قوس بشكل معين «من الجبس أو الخشب. . . إلخ»، ويمكن تزيينها من أعلى برفوف أسفل القوس مباشرة وعلى بعد مناسب منه إلى أسفل، لوضع قوارير أو مزهريات زهور أو تحف. وكل ذلك بهدف تزويد هذا المكان بالجمال والإشراق عند دخول الضيوف. كما أن اختيار الألوان والإضاءة بأنواعها وأشكالها، له أهمية كبيرة في إعطاء هذا المكان بعدا جماليا، خاصة إذا كان يفتقر إلى وصول ضوء الشمس إليه، حيث تستخدم عند ذلك المصابيح السقفية المدلاة والإضاءة المعلقة على الجدران بأساليب جميلة ومنسجمة مع الطابع العام لمحيط وتجهيزات المدخل، بشرط أن لا تكون قوية وتبهر النظر، أي أن تكون متجانسة تماماً مع أساليب الإضاءة الأخرى في المكان. وهذا يتوقف أيضا على طبيعة طراز البيت ونمطه، وهذه أفكار متنوعة يمكن أن تشغل المداخل الواسعة للفيلات. المرايا ودورها الجمالي توضح مصممة الديكور مريم مصبح، قائلة: الأمر يختلف نوعاً ما في المداخل التي تشكو من الضيق، فهنا يتم التركيز على الحوائط حيث يتم وضع الألوان الفاتحة على الجدران أو استعمال طلاء الجدران بنفس لون الأرضية لخلق إيحاء بالاتساع، ووضع بعض نباتات الظل في زاوية المكان، مع وضع المرآة على جانب من الجدران، حيث تشكل المرايا عاملا تزيينياً حيوياً في التصميم الداخلي، ولكن يجب عدم الإكثار من استخدامها في المنزل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©