السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: توحيد الصفوف مـن أجــــــــــــل الوطن.. واجب شرعي

العلماء: توحيد الصفوف مـن أجــــــــــــل الوطن.. واجب شرعي
15 أكتوبر 2015 23:17
يجب إعلاء المصلحة العليا على أي مصلحة حزبية أو طائفية محمد مختار جمعة من الأمور الفطرية التي جبل الإنسان عليها مصطفى حسني أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء الدين على ضرورة توحيد الصفوف خلف راية الوطن والتضحية من أجل حفظ استقراره وأمنه وسلامته، معتبرين هذا الأمر واجباً شرعياً وأخلاقياً. وأكد العلماء أن حب الوطن يجب أن يترجم إلى أفعال، وأن يكون الوطن ومصلحته وبقاؤه هدف أسمى لنا جميعاً، مشيرين إلى أن هذا الحب لا يترجم بحسب الهوى والمصالح الشخصية والذاتية، فليس من حب الوطن العمل على الفرقة بين أبنائه، وغرس ونشر ثقافة الكراهية والحقد والبغضاء والمذهبية بينهم، وليس من حب الوطن أن نبتز الوطن من أجل مصالح أنانية أو ذاتية. وأشار العلماء إلى أن من واجب أفراد المجتمع التعاون لكي تتحد كلماتهم وصفوفهم ويصبحوا كالبنيان المرصوص، فيستطيعوا إعادة العزة والمناعة لوطنهم وصد الأخطار عنه. توحيد الصفوف أكد د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أن الإسلام الحنيف شدد على أهمية الأوطان، والتضحية من أجلها، وتوحيد الصفوف حول رايتها، حتى نضمن استقرارها وأمنها وسلامتها، وقد ضرب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أروع المثل في الاعتزاز بالوطن والوفاء بحقه، ومن ذلك ما كان منه، صلى الله عليه وسلم، حين أخرجه قومه من مكة، فنظر إلى مكة نظرة مودع وخاطبها مخاطبة المحب الوفي قائلاً: «والله يا مكة إنك لأحب بلاد الله إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت»، وظل، صلى الله عليه وسلم، «يقلب وجهه في السماء راجياً أن يحول الله عز وجل قبلته إليها ليزداد على البعد ارتباطه بها»، حتى نزل قول الله تعالى إكراماً لرسوله صلى الله عليه وسلم: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ...)، «سورة البقرة: الآية 144»، وعندما فتحها الله عز وجل له وأعاده إليها فاتحا منتصرا، وسمع، صلى الله عليه وسلم، رجلا يقول: اليوم يوم الملحمة، فقال صلى الله عليه وسلم: «اليوم يوم المرحمة»، ثم نادى في أهل مكة، وهم الذين آذوه وأخرجوه وحاولوا قتله، ناداهم قائلاً: «يا أهل مكة ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وسلم: اذهبوا فأنتم الطلقاء». وقال وزير الأوقاف المصري: ولما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة واتخذها وطنا ومستقرا كان وفياً لها غاية الوفاء، ولما رجع صلى الله عليه وسلم من إحدى الغزوات وأعطى بعض الناس أكثر مما أعطى الأنصار من أهل المدينة، ووجد في نفوس بعضهم حاجة، جمعهم وقال لهم: «يا معشر الأنصار لقد بلغني أن شيئا قد أصابكم من لعاعة الدنيا، أي متاعها الزائل»، يا معشر الأنصار إني آثرت بعض الناس بالعطاء ووكلتكم إلى ربكم، إلى دينكم، إلى إيمانكم، يا معشر الأنصار أما ترضون أن يرجع الناس بالشاء والبعير، وأن ترجعوا برسول الله إلى دياركم، يا معشر الأنصار والذي نفسي بيده لو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللهم بارك للمدينة في أهلها ومدهم وصاعهم، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار، حتى بكوا جميعا، وقالوا: لقد رضينا برسول الله حظاً وقَسماً ونصيباً». وتابع د. جمعة: ما أحوجنا أن نعرف للوطن حقه ومكانته، وأن نكون أوفياء له، نرد له الجميل، ونعمل على نهضته ورقيه، ونعلي المصلحة العليا له على أي مصلحة شخصية أو حزبية أو طائفية أو نفعية، فقد قالوا: رجل فقير في دولة غنية خير من رجل غني في دولة فقيرة. حب الأوطان ويرى الداعية الإسلامي مصطفى حسني أن حب الوطن من الأمور الفطرية التي جبل الإنسان عليها، فليس غريباً أبداً أن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه، وشب على ثراه، وترعرع بين جنباته. كما أنه ليس غريبا أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يغادره إلى مكانٍ آخر، فما ذلك إلا دليل على قوة الارتباط وصدق الانتماء، وإذا كان الإنسان يتأثّر بالبيئة التي ولد فيها، ونشأ على ترابها، وعاش من خيراتها، فأن لهذه البيئة عليه بمن فيها من الكائنات، وما فيها من المكونات حقوقاً وواجبات كثيرة تتمثل في حقوق الأُخوة، وحقوق الجوار، وحقوق القرابة، وغيرها من الحقوق الأخرى التي على الإنسان في أي زمان ومكان أن يراعيها ويؤديها على الوجه المطلوب، وفاءً وحباً منه لوطنه. وقال الداعية الإسلامي: وإذا كانت حكمة الله تعالى قد قضت أن يستخلف الإنسان في هذه الأرض ليعمرها على هدى وبصيرة، وأن يستمتع بما فيها من الطيبات والزينة، لاسيما أنها مسخرةٌ له بكل ما فيها من خيرات ومعطيات، فإن حب الإنسان لوطنه وحرصه على المحافظة عليه واغتنام خيراته، إنما هو تحقيق لمعنى الاستخلاف الذي قال فيه سبحانه وتعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا...)، «سورة هود: الآية 61». وشدد على أن حب الوطن واجب شرعي وديني وأخلاقي، وهذا الحب يجب أن يترجم إلى واقع وإلى أفعال تؤكد هذا الحب وذلك الانتماء، فحب الوطن هو شعور لا يجب أن يظل حبيساً في الصدور ومكنونات النفس، حب الوطن يجب أن يترجم إلى أفعال وإلى أقوال، فالوطن يستدعي منا جميعا أن نعبر عن هذا الحب، وأن يكون هذا الوطن ومصلحته وبقاؤه هو هدف أسمى لنا جميعاً، هذا الحب لا يترجم بحسب الهوى والمصالح الشخصية والذاتية، فليس من حب الوطن معاداة الوطن وأهله، وليس من حب الوطن نهب خيراته وأمواله، وليس من حب الوطن العمل على الفرقة بين أبنائه وغرس ونشر ثقافة الكراهية والحقد والبغضاء والمذهبية بينهم، وليس من حب الوطن أن نبتز الوطن من أجل مصالح أنانية أو ذاتية، وليس من حب الوطن الاستقواء بالخارج، أو التهديد باستخدامه، وليس من حب الوطن التهديد بالانفصال وفك عرى وحدته. إن الفارق بين حب الوطن وخيانة الوطن أمر واضح جلي لا يحتاج منا إلى إجهاد فكر حتى نتوصل إليه، وحتى لو كانت النوايا حسنة في حب الوطن، فلن تشفع أبدا في اختيار الوسيلة غير المناسبة للتعبير عن ذلك الحب. تنمية الشعور وأكد الداعية الإسلامي د. منصور مندور، من علماء الأزهر، أهمية دور التربية الإسلامية في تنمية الشعور بحب الوطن عند الإنسان، واستشعار ما للوطن من أفضال سابقة ولاحقة عليه، ومن ثم تربيته على رد الجميل، ومجازاة الإحسان بالإحسان لاسيما أن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحث على ذلك وترشد إليه كما في قوله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)، «سورة الرحمن: الآية 60»، كما يجب الحرص على مد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن في أي مكان منه لإيجاد جوٍ من التآلف والتآخي والتآزر بين أعضائه الذين يمثلون في مجموعهم جسداً واحداً متماسكاً في مواجهة الظروف المختلفة.? وطالب بالعمل على غرس حب الانتماء الإيجابي للوطن، وتوضيح معنى ذلك الحب، وبيان كيفيته المثلى من خلال مختلف المؤسسات التربوية في المجتمع كالبيت، والمدرسة، والمسجد، والنادي، ومكان العمل، وعبر وسائل الإعلام المختلفة مقروءة أو مسموعةً أو مرئية، والعمل على أن تكون حياة الإنسان بخاصة والمجتمع بعامة كريمةً على أرض الوطن، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عندما يُدرك كل فرد فيه ما عليه من الواجبات فيقوم بها خير قيام، مع ضرورة تربية أبناء الوطن على تقدير خيرات الوطن ومعطياته والمحافظة على مرافقه ومكتسباته التي من حق الجميع أن ينعم بها، وأن يتمتع بحظه منها كاملاً غير منقوص. يجب إعلاء المصلحة العليا على أي مصلحة حزبية أو طائفية محمد مختار جمعة مطلوب العمل على غرس حب الانتماء الإيجابي مصطفى حسني كادر الإسهام الإيجابي شدد الدكتور منصور مندور على أهمية الإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته سواء كان ذلك الإسهام قولياً أو عملياً أو فكرياً، وفي أي مجال أو ميدان، لأن ذلك واجب الجميع، وهو أمر يعود عليهم بالنفع والفائدة على المستوى الفردي والاجتماعي، وكذلك التصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن، والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة والمتاحة، والدفاع عن الوطن عند الحاجة إلى ذلك بالقول أو العمل. كادر طلب العلم قال الداعية مصطفى حسني: واجبنا تجاه وطننا يجب أن يكون بالجد في طلب العلم واكتساب الخبرة، وبالتالي خدمة الوطن في شتى مجالات الحياة، ليتكون لدينا في المستقبل تقديم الأفضل للأجيال المهددة للغزو الثقافي، ومن واجب أفراد المجتمع التعاون في جميع بقاع الأرض لتتحد كلماتهم وصفوفهم ويصبحوا كالبنيان المرصوص، فيستطيعوا إعادة العزة والمنعة لدولتهم وصد الأخطار عنها، كما لا يغيب عن بالنا ما للأخلاق من أهمية، بغرس الإيمان في النفوس والالتزام بالخير والحق والعدل والإخلاص في العمل وإتقانه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©