إعداد - عدنان عضيمة:
لا شك في أن مهندسي قسم التصميم في شركة هوندا أرادوا التحليق في فضاءات إبداعية جديدة في عالم السيارات عندما وضعوا ''الاسكتشات'' الأولى لهذه النسخة التصورية للسيارة الرياضية الأنيقة (إن إس إكس) NSX · وهي التي انطلقت فكرتها الأساسية من ضرورات ماسّة فرضتها ميكانيزمات الأسواق، وتوحي بأن الوقت قد حان بالنسبة لشركة هوندا لإعادة إحياء تراثها القديم وإبداعاتها المتميزة في بناء السيارات الرياضية بحيث تجمع السيارة الجديدة عنصر الصداقة مع البيئة والاستهلاك القليل من البنزين إلى الخصائص الرياضية والميكانيكية والجمالية الخارقة· ويشير ستيف كروبلي خبير السيارات في مجلة (أوتوكار) إلى أن (إن إس إكس) تمثل ضمانة أكيدة لعودة هوندا إلى عالم السيارات الرياضية المتميزة من خلال تجهيزها بمحرك أمامي ضخم يتألف من 10 أسطوانات مرتبة في صفين·
ويعلم متابعو أخبار هوندا تمام العلم أن (إن إس إكس) ليس اسماً جديداً بل يعود إلى بضعة عقود عندما أطلق على أول سيارة رياضية تصنعها الشركة· ومع مرور الأيام والسنين، تبنّت ''هوندا'' عدة محاولات لاستبدال الطراز القديم بآخر جديد· وكان الفشل الكامل من نصيب ست محاولات سابقة لتصميم السيارة الجديدة إلى أن ظهرت هذه النسخة التصورية التي تختلف كل الاختلاف عن كل ما أنتجته هوندا في تاريخها كله من حيث أناقة المظهر وجمال التفاصيل· وتنتمي (إن إس إكس) إلى فئة السيارات الخارقة (سوبر كار)؛ ويعبّر هذا الاسم بكل وضوح عن الأداء القوي والتسارع العالي والقدرة الفائقة على المناورة· وهنا يكمن السبب في اختيار مثل هذا المحرك الذي فازت به·
وإلى أولئك الذين سبق لهم أن شعروا بمتعة قيادة أحد الطرز القديمة من (إن إس إكس) يقول خبراء هوندا: إن النسخة الجديدة لا تشبه أياً منها إلا بالاسم فحسب؛ وفيما كانت تلك النسخ القديمة ذات مقعدين ويدفعها محرك وسطي (مثبت فوق القطاع الأوسط لهيكل الأساس) يتألف من 6 أسطوانات يدفع العجلتين الخلفيتين، فإن النسخة الجديدة ذات محرك أمامي يتألف من 10 أسطوانات· ولم يتم حتى الآن اتخاذ قرار نهائي في شركة هوندا حول ما إذا كانت النسخة الجديدة من (إن إس إكس) ستضم مقعدين أم أنها ستحظى بإضافة صف المقاعد الخلفية؛ إلا أن من المؤكد أنها ستكون مجهزة بنظام متطور للدفع الرباعي الاختياري يتم التحكم فيه بطريقة إلكترونية بحتة·
وتمكنت شركة هوندا من تحقيق عنصر المفاجأة في معرض ديترويت الدولي للسيارات عندما عرضت النسخة التصورية غير المكتملة من (إن إس إكس) وهي تخلو حتى من شعار الشركة وفرش المقصورة وواجهة القيادة والعدادات· وكان ذلك وراء الخلط الذي حدث عندما راهن الناس على أنها إحدى سيارات شركة (أكورا) التابعة لهوندا· ولم يتم قطع الشك باليقين إلا عندما حضر المدير العام لشركة هوندا تاكيو فوكوي ليعلن عن برنامج إطلاق السيارة الجديدة (هوندا إن إس إكس)؛ وقال بهذه المناسبة: (يمكنني أن أؤكد لكم أن هذه السيارة ستكون مجهزة بأكثر التكنولوجيات تطوراً وبما ينسجم مع فلسفتنا في تحقيق عناصر الأداء الراقي والقوي)·
ويعود فضل إنجاز هذا التصميم المتميز إلى مهندسين من فريق قسم هوندا للتصميم في ولاية كاليفورنيا هما باتريك لوكاساك وبيل ييكس· ويبرز في تصميمها عنصر الجمال التشكيلي للسطوح الأمامية التي تعجّ بالانسيابية والرقّة· وتبدو الخصائص الرياضية شديدة الوضوح من خلال التركيب التشكيلي للمقدمة ووجود فتحتين أماميتين شديدتي الاتساع لشفط هواء تبريد المحرك تشبهان تلك التي تميزت بها السيارة الخارقة ''فيراري إنزو''· ولا تقل الجهة الخلفية للسيارة جمالاً عن مقدمتها وتبرز فيها الهندسة المبتكرة للغطاء البلاستيكي العريض لمصابيح التحذير·
ومن المنتظر أن تفرج شركة هوندا قريباً عن الكثير من أسرار ومواصفات وخصائص (إن إس إكس) والتي مازالت حتى الآن في طي الكتمان·
عدد اليوم
