الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

افتراء الكذب وادعاء الوحي والنبوة.. ظلم كبير

16 أكتوبر 2015 09:24
أحمد محمد (القاهرة) كان مسيلمة الكذاب الحنفي، يسجع ويتكهن ويدعي النبوة، ويزعم أن الله أوحى إليه، فأنزل الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ)، «سورة الأنعام: الآية 93»، وقيل نزلت في رحمان اليمامة والأسود العنسي وسجاح زوج مسيلمة، كلهم تنبأ وزعم أن الله قد أوحى إليه، وقيل نزلت في النضر بن الحارث، لأنه عارض القرآن فقال، والطاحنات طحنا، والعاجنات عجنا، فالخابزات خبزا، فاللاقمات لقما. خلق الإنسان قال الإمام القرطبي، لا أحد أظلم ممن افترى أو اختلق، أو قال أوحي إلي فزعم أنه نبي ولم يوح إليه شيء، ولا أظلم ممن قال سأنزل، والمراد عبدالله بن أبي سرح الذي كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارتد ولحق بالمشركين. وسبب ذلك فيما ذكر المفسرون أنه لما نزلت الآية التي في سورة المؤمنون، «ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين» دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فأملاها عليه، فلما انتهى إلى قوله «ثم أنشأناه خلقاً آخر» عجب عبدالله في تفصيل خلق الإنسان فقال فتبارك الله أحسن الخالقين، فقال الرسول: «وهكذا أنزلت علي»، فشك عبد الله حينئذ وقال لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي إليَّ كما أوحي إليه، ولئن كان كاذبا لقد قلت كما قال، فارتد عن الإسلام، فذلك قوله تعالى: (... وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ...)، «سورة الأنعام: الآية 93». ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت، في شدائده وسكراته، والملائكة باسطو أيديهم بالعذاب ومطارق الحديد، لقبض أرواحهم، أخرجوا أنفسكم وخلصوها من العذاب إن أمكنكم، وهو توبيخ لهم، لأن روح المؤمن تنشط للخروج للقاء ربه، وروح الكافر تنتزع انتزاعا شديدا. الشدة والإهانة وقال الإمام البيضاوي في تفسيره، ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً فزعم أنه بعثه نبياً كمسيلمة والأسود العنسي، أو اختلق عليه أحكاماً كعمرو بن لحي ومتابعيه، أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء كعبدالله بن سعد بن أبي سرح، ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله كالذين قالوا لو نشاء لقلنا مثل هذا. ولو ترى الظالمين في غمرات الموت وشدائده، والملائكة باسطو أيديهم يقبضون أرواحهم، يقولون لهم أخرجوا أنفسكم إلينا من أجسادكم تغليظاً وتعنيفاً عليهم، أو أخرجوها من العذاب وخلصوها من أيدينا، اليوم تجزون عذاب الهوان المتضمن للشدة والإهانة، بما كنتم تقولون على الله غير الحق كادعاء الولد والشريك له ودعوى النبوة والوحي، وكنتم عن آياته تستكبرون فلا تتأملون فيها ولا تؤمنون. مقالهم الباطل وقال الطاهر بن عاشور في «التحرير والتنوير»، لما تقضى إبطال ما زعموه من نفي الإرسال والإنزال والوحي، الناشيء عن مقالهم الباطل، إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء، وعقب ذلك بإثبات ما لأجله جحدوا إرسال الرسل وإنزال الوحي على بشر، وهو إثبات أن هذا الكتاب منزل من الله، عقب بعد ذلك بإبطال ما اختلقه المشركون من الشرائع الضالة في أحوالهم التي شرعها لهم عمرو بن لحي من عبادة الأصنام، وزعمهم أنهم شفعاء لهم عند الله، وما لم يذكر اسم الله عليه من الذبائح، وغير ذلك، فهم ينفون الرسالة تارة في حين أنهم يزعمون أن الله أمرهم بأشياء فكيف بلغهم ما أمرهم الله به في زعمهم، وهم قد قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء، فلزمهم أنهم قد كذبوا على الله فيما زعموا أن الله أمرهم به، لأنهم عطلوا طريق وصول مراد الله إلى خلقه وهو طريق الرسالة فجاءوا بأعجب مقالة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©