الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

درويش يفوز بجائزة القاهرة للإبداع الشعري

15 فبراير 2007 01:35
القاهرة ـ حلمي النمنم: فاز الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش بجائزة الإبداع الشعري العربي وقدرها مئة ألف جنيه مصري تسلمها من وزير الثقافة المصري فاروق حسني في حفل ختام ملتقى القاهرة الدولي للشعر العــربي مساء أمس الأول ''الثلاثاء'' وأقيم بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية· وفي كلمة مرتجلة قال محمود درويش فور تسلمه الجائزة ''إنها لحظة عاطفية عميقة'' وقد ينقصني الكلام اللائق لتقديم الشكر اللائق أولاً لجمهور الشعر في مصر الذي أكد لنا بحضوره ومتابعته العميقة والحساسة أن الشعر مازال حاضراً في حياتنا ومازال ضرورياً ومازال ممكناً· وإذا كنت أدرك انه ينقصني تقديم الشكر اللائق لكن لا تنقصني النباهة كي أعرف أن المصادفة السعيدة هي التي اختارتني لهذه الجائزة، فهناك كثيرون من الشعراء يستحقون الجائزة قبلي، بعضهم ممن سبقني وبعضهم من مجايلي وممن جاءوا بعدي، وإذا كنت قبلت الجائزة وتسلمتها فقد قبلتها نيابة عنهم، ولقد تعلمت منهم جميعاً والشاعر الذي يعتقد أنه الكاتب الوحيد لقصيدته يكون على خطأ، فالشعر هو كتابة على كتابة وفي النهاية فإن الشعر هو الذي يضع توقيعه· وأضاف درويش: أن الجائزة تشجيع لي على مواصلة الكتابة والشعر وأن الجائزة على الرغم من قيمتها الإبداعية العظيمة فإن لها البعد الرمزي السياسي، فهي جائزة تقدمها الأخت الكبرى مصر للأخت الصغرى فلسطين، وهكذا مصر دائما الرائدة والقائدة والأخت الصغرى تنادي اعيدينا يا مصر من حاضرنا المغمى عليه، اعيدينا يا مصر الى الأمام والمستقبل· وهنا غلبته دموعه فلم يتمكن من مواصلة الكلام، وصافحه الوزير فاروق حسني بحرارة وانتقل الى التقاط الصور التذكارية مع وزير الثقافة وأمين المجلس الأعلى للثقافة د· جابر عصفور وأعضاء لجنة التحكيم العشرة· والقى الدكتور صلاح فضل رئيس لجنة تحكيم جائزة الإبداع الشعري بيان اللجنة بحيثيات فوز محمود درويش بالجائزة جاء فيه أن لجنة التحكيم اجتمعت لدراسة الترشيحات المقدمة اليها للفوز بجائزة القاهرة للشعر العربي فلاحظت منذ البداية أن ''دور الشعر في حياتنا'' أعمق أثراً، وأوسع مدى مما يبدو للوهلة الأولى، وبرهان ذلك تلك الكوكبة المتوهجة من قمم الإبداع الشعري في الوطن العربي، من قامات تعتز بها لغتنا الخصبة الولادة، وتثرى بها ثقافتنا المتوترة المعطاء· فالشعرية العربية اليوم تتمتع بحيوية مدهشة، وتنعم بتعدد خلاق في تجاربها وأساليبها وأقطابها الكبار، مما يجعل عملية الاختيار من بينهم، إن لم تكن عسيرة شاقة، فهي اختيار بين أنداد يجدر تكريمهم جميعا، ممثلين في شخص واحد· وأضاف فضل بأن رأي اللجنة استقر بإجماع نقدي لافت، على تعدد مشارب اعضائها، وتمثيلها لكل التيارات الفاعلة في الحياة الأدبية، على اختيار شاعر يمثل هذه الحيوية الدافقة في أعلى ذروة بلغتها، حتى أصبح رمزا للقدرة على تطوير الذائقة العربية، محققاً المعادلة الصعبة في الجمع بين حداثة التقنيات التعبيرية وتجددها الفني من ناحية، والتواصل الجمالي التلقائي مع جمهور متفاعل وعريض من ناحية أخرى· ولعل حرصه على تثبيت الهوية المهددة للإنسان العربي، وقدرته على تسليط الضوء الشفيف على الراهن في لحظته الساخنة، ونجاحه في دفع القصيدة العربية للتمكن مما يؤسس كيانها، متجذراً في علاقاته بالتراث، ومستشرفاً أفقاً إنسانياً نبيلاً، لعل كل ذلك أن يكون سبباً في دخول الشعر العربي اليوم متن الشعر العالمي، وارتقائه إلى مصاف الإبداعات الإنسانية المشهودة· إنه محمود درويش· شاعر لا يكرر نفسه، متعدد الأصوات والأطوار، الشاعر الكوني في منظورة، القومي في رؤيته، اللافت في جمال شعره وندرته، المتعدد في ثقافته، الشاعر الذي قاوم انكسار الروح بانتصار الإبداع، وجسد ملحمة شعبه البطولية ببساطة الرعاة المغنين، واستطاع أن يعرج بالقصيدة العربية الى أفق إنساني رحيب· والقى الدكتور جابر عصفور كلمة، أعلن فيها أن المجلس الأعلى للثقافة وهو يقيم ملتقى الشعر العربي، فقد أقامه تأسيساً على أنه مجلس الثقافة العربية واذا كان هذا المجلس في مصر، فمصر هي الوجه الآخر للعروبة وهما معا يشكلان زاويتين في مثلث ضلعه الثالث البعد الانساني، والمعنى أن مصر والعروبة ذات بعد انساني متصل، فمصر لا تنفصل عن العروبة أبداً وكذلك العروبة وهما معا لا ينفصلان عن الشق الانساني· ويبدو ان د· عصفور قال هذه العبارة لإزالة غبار عبارة قالها أحمد عبدالمعطي حجازي في الجلسة الافتتاحية أثارت غضبا بين بعض المشاركين العرب، حيث قال ان مصر منذ عرفت العربية امتلكت إمارة الشعر والشعراء وإمارة الرواية وإمارة المسرح· لذا فإن كلمة د· عصفور أسُتقبلت بحماس وتصفيق شديدين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©