سامي عبدالرؤوف (دبي) ــ أعلنت هيئة الصحة في دبي، عن تحويل جميع خدماتها للمراجعين والمستثمرين إلى خدمات وتطبيقات ذكية في غضون عامين، وبتكلفة تبلغ 250 مليون درهم، بحسب المهندس عيسى الميدور مدير عام الهيئة.
ولتنفيذ هذا المشروع، وقعت هيئة الصحة بدبي أمس على هامش معرض “جيتكس 2013”، اتفاقية شراكة مع شركة سامسونج (اس دي اس) بالتعاون مع اندكس القابضة، لتنفيذ نموذج دبي (دبي براند) لخدمات الصحية الذكية.
وقع الاتفاقية المهندس عيسى الميدور مدير عام الهيئة، واندور جانج الرئيس التنفيذي لسامسونج بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأوروبا، والدكتور عبد السلام المدني رئيس شركة اندكس القابضة.
وقال الميدور، عقب التوقيع “سنستخدم الهواتف الذكية و”التابلت”، في تقديم خدماتنا الصحية، وسيؤي ذلك إلى اختصار 50% من الإجراءات وسيرفع كفاءة أداء كل موارد الهيئة البشرية والمالية والمنشآت الطبية بنسبة 50%”.
وأشار الميدور، إلى أن خطة تطبيق نموذج الرعاية الصحية الذكية المتكامل، ينقسم إلى قسمين؛ الأول يتعلق بإنشاء ملف إلكتروني لكل مريض وربطه مع المعلومات المخبرية، خلال عام من الآن، والثاني تحويل المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للهيئة إلى مرافق طبية ذكية ويتم الانتهاء من ذلك في عام 2015.
وأضاف: “سنعمل من الآن ولمدة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر في تشكيل فرق العمل اللازمة وتدريب الكادر وجمع المعلومات ومراجعة الملفات الطبية واختزالها”.
وأشار إلى أن الهيئة ستعمل بعد ذلك بالتوازي وبالتدرج في تنفيذ التحول من الخدمات الإلكترونية إلى الخدمات الذكية، على أن تكون هناك أولويات في التحول، خاصة للخدمات والأشياء التي سيترتب على تنفيذها خطوات ومراحل أخرى في التحول.
وكشف مدير عام هيئة الصحة في دبي، أن مشروع التحول إلى خدمات صحية ذكية سيشمل منشآت القطاع الخاص الصحي في دبي، على أن يكون ذلك اختياريا، لافتا إلى أن الهيئة ستوفر الكثير من المزايا التي تشجع القطاع الخاص للربط مع الهيئة.
وأكد الميدور أهمية هذه الاتفاقية التي تهدف إلى دعم التعاون بين القطاعين العام والخاص لتقديم أفضل الخدمات الإلكترونية والخدمات الذكية للعاملين في القطاع الصحي من أطباء وكوادر طبية ومهنيين صحيين وإداريين في قطاع الرعاية الصحية والموظفين العاملين في القطاع الصحي، إضافة إلى توفير أبرز سبل الرعاية والاهتمام للمرضى وخدمتهم بشكل أفضل.
وقال إن “النظام يتميز بسهولة الدخول إلى ملف المريض إلكترونياً والذي يحتوي على جميع التفاصيل الخاصة بالوضع الصحي للمريض ونتائج مختبرات التحاليل وصور الأشعة ونتائج التخطيط، وسجلات زيارة الأطباء”. كما يساعد هذا النظام، الطبيب على إرسال التعليمات والأوامر الطبية إلى أقسام المراكز الطبية كالمختبرات والصيدلية حيث إن النظام يربط كافة أقسام المستشفى ببعضها البعض، وكل هذا من دون الحاجة إلى أوراق أو سجلات أو أقلام أو انتظار، ما يوفر 50% من الزمن اللازم للإجراءات ويوفر الموارد والدقة في البيانات.
وأشار الميدور، إلى أن هذه الاتفاقية توفر نظاما ذكيا متكاملا ويتمتع بالشمولية والاستدامة.
وأوضح أن توقيع هذه الاتفاقية جاء بعد دراسة معمقة وشاملة للعديد من الشركات والتي تنافست للحصول على فرصة التعاون مع هيئة الصحة بدبي حيث وقع الاختيار على شركة سامسونج (اس دي اس) لما تتمتع به الشركة من خبرة وريادة والإمكانيات الكبيرة في مجال التطبيقات الذكية.
واعتبر الميدور، أن مدينة دبي تعتبر المكان المناسب لتوفير كافة الخدمات حيث إنها المكان الأمثل لتوفير أفضل الخدمات العلاجية.
وقال “نحن نسعى إلى تحقيق هدف الحكومة الأسمى وهو إسعاد أفراد المجتمع بفئاته المختلفة من خلال نموذج دبي للإدارة الصحية الذكية، إضافة فإنه سيتم ربط النظام الصحي في دبي مع بعضه البعض ليتمكن الأفراد من الحصول على معلوماتهم الطبية والوصول الى ملفاتهم الطبية من أي مكان وزمان.
من جانبه قال آندرو شانج: “ثقتنا بدبي كانت وما زالت مستمرة وهي ثقة كبيرة ونحن فرحون بهذه الاتفاقية”.
وأضاف: “سوف نبذل أقصى جهودنا لتحقيق متطلبات هيئة الصحة بدبي وتزويدهم بخبراتنا في مجال التقنيات والأنظمة الذكية”.
وأكد شانج أن هذه الشراكة والتي ستعود بالنفع على القطاع الاقتصادي لكلا البلدين، معتبرا دبي المركز الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط والبوابة للدخول إلى أسواق.
بدوره، قال الدكتور عبد السلام المدني، رئيس اندكس القابضة: «نحن فخورون بأن نكون جزءاً من هذا المشروع الذي يسعى لإسعاد كافة أفراد المجتمع، وأشار إلى أن شركة اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض ستقوم بالترويج للمشروع في أكثر من 25 معرضا وفعالية تنظمها وتشارك بها في دولة الإمارات أو في العديد من دول العالم». وذكر المدني، أن شركة اندكس للإدارة الصحية ستقوم أيضا من خلال أعضاء الاتحاد العالمي للرعاية الصحية والاتحاد العالمي للمستشفيات والعديد من المنظمات العالمية والمؤسسات الطبية العاملة في القطاع الصحي من الترويج لنموذج دبي للإدارة الصحية الذكية والتي ستنطلق من دبي إلى العالم.
ربط مستشفيات دبي بمثيلاتها في المنطقة المطبقة للنظام
من مميزات النظام الذي تنوي هيئة الصحة في دبي تطبيقه، أنه لا يقوم بربط وإدارة المراكز الصحية فقط بل يقوم أيضاً بربط المستشفيات المنتشرة في المنطقة والعاملة بالنظام ببعضها البعض أيضاً. وبذلك تتحقق العديد من الفوائد التقنية والمادية الإيجابية والتي تنعكس بشكل جيد على واقع الرعاية الصحية في المنطقة. وتمتلك دبي قاعدة بيانات طبية كبيرة ومليئة بالإحصائيات والأرقام ونتائج دقيقة تجعل من دبي مكانا مميزا لرواد البحث العلمي والفعاليات الطبية المختلفة، مما يسمح لدبي بأن تحتل مكاناً بارزاً في هذا المضمار أيضاً، إضافة إلى العديد من الجوانب التي تجعل لهذا النموذج الذكي من الرعاية الصحية آفاقاً واسعة في المستقبل.
عدد اليوم
