الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«التواصل مع الضحية» بوابة شرطة دبي لرعاية الضحايا وحفظ حقوقهم

«التواصل مع الضحية» بوابة شرطة دبي لرعاية الضحايا وحفظ حقوقهم
23 أكتوبر 2011 10:12
تواصلت شرطة دبي خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري مع 39 ألفا و408 ضحايا، في إطار برنامج خاص كانت أطلقته في عام 2004 تحت مسمى "التواصل مع الضحية" بناء على تعليمات معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي لرعاية وتقديم المساعدة اللازمة، لضحايا الحوادث الجنائية والمرورية وكذلك للذين يتعرضون لجرائم اجتماعية فضلا عن العديد من الحالات الإنسانية. وشهد برنامج "التواصل مع الضحية" منذ انطلاقه عام 2004 وفقاً للعقيد جمال سالم الجلاف نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون الرقابة الجنائية والإدارة في شرطة دبي، تطورات عدة بحيث أصبح الملجأ الآمن لعشرات آلاف ضحايا الجريمة بشكل عام، وقبلة لتقديم العديد من الحلول لعدد من المشكلات الأسرية بشكل خاص. وتظهر الإحصائيات الرسمية التي اطلعت عليها "الاتحاد" أن ارتفاعاً كبيراً وصل إلى أكثر من 100%، طرأ على أعداد الحالات التي تواصلت مع البرنامج خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي التي تم التواصل فيها مع 16 ألفاً و677 حالة فقط. ولفت العقيد جمال الجلاف إلى أن بداية البرنامج كانت بمبادرة خاصة من معالي الفريق ضاحي خلفان تميم بعدما توالى العديد من الاتصالات من الجمهور يستفسرون عن المصير الذي آلت إليه قضاياهم، فأمر بإنشاء برنامج لمتابعة إجراءات القضايا المسجلة بمراكز الشرطة وإبلاغ المجني عليهم تفاصيل آلية العمل أولاً بأول. وبين أن البرنامج يفتح أبوابه لكافة الحالات التي ترده فضلا عن متابعته الحثيثة لكافة البلاغات الجنائية والمرورية المقدمة لشرطة دبي لتقديم الدعم والمساندة لضحايا بهذه البلاغات. وعرف العقيد الجلاف برنامج "التواصل مع الضحية" بأنه من البرامج الأمنية والإنسانية المهمة التي تقدمها شرطة دبي للمقيمين والمواطنين في دبي، فضلا عن أنه يعد بمثابة نافذة مجتمعية تحمي أفراد المجتمع بكل فئاته وشرائحه. ولفت إلى أن البرنامج يتعامل مع كافة البلاغات الواردة لمراكز الشرطة سواء كانت بلاغات جنائية أو مرورية أو غيرها، فيما يتلقى العديد من الاتصالات الهاتفية لطلب المساعدة أو الاستفسار عن بعض الإجراءات أو الإبلاغ عن مشكلة معينة. وشدد العقيد الجلاف في رده على سؤال على أهمية التواصل مع ضحايا الجريمة وتعريفهم بحقوقهم ومسار الإجراءات وتوقيتها وعن كل جديد في قضاياهم، لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بجرائم اجتماعية خطيرة، مؤكدا حرص القيادة العامة لشرطة دبي على الالتزام بالشفافية في التعامل مع الضحايا والتحاور معهم حول الإجراءات القانونية الخاصة بقضاياهم. وأشار إلى أن برنامج التواصل مع الضحية استطاع الوصول إلى العديد من فئات المجتمع ممن ليست لديهم القدرة على الإبلاغ عن تلك الجرائم، أو يتعرضون للتهديد في حالة اللجوء للشرطة. وأوضح أن البرنامج يضم 14 فريقاً للتواصل مع الفئات المستهدفة بكافة مراكز الشرطة، إلى جانب تلقي الحالات الإنسانية ومد يد العون إليها، لافتاً إلى أن هذه الخطوة ضرورية وتسهم في الحد من القضايا وخلق قاعدة من التعاون بين الشرطة والجمهور تعتمد على الثقة ولفت الجلاف إلى أن فرق العمل تضم في صفوفها نخبة من الضباط والاختصاصيين في المجالات النفسية والاجتماعية، ينكبون على التعامل مع الحالات بحرفية هائلة. وبين أن فرق البرنامج تتلقى دورات تثقيفية متخصصة في مجال التواصل مع الضحايا، خصوصاً أولئك الذين يعانون من مشكلات نفسية تحتاح إلى معاملة خاصة. ولفت إلى أن بعض الحالات الأخرى تستلزم الانتقال إلى مقر السكن والتعرف إلى الأسرة، مثل قضايا الاعتداء الجنسي وجرائم الأحداث التي تحتاج إلى كسر الحاجز النفسي بين الضحية ورجل الشرطة. وذكر أن شرطة دبي أهلت في الآونة الأخيرة 22 شخصاً من فريق برنامج التواصل مع الضحية، من خلال إلحاقهم بدورة متخصصة هدفت إلى تطوير قدراتهم للتعامل مع الجمهور والضحايا، خاصة من الناحية النفسية، وكيفية ضمان سرية وخصوصية قضية الضحية للوصول إلى الحل الأفضل. وأوضح أن الوصول إلى حل مع الضحية ليس معناه قطع الصلة بينها وبين الشرطة، لأن التواصل مستمر للاطمئنان على الحالة، لافتا إلى أن معظم الاتصالات التي تقوم بها مع الضحايا تكون خارج الدوام الرسمي، ورغم ذلك يشعر أعضاء الفريق بسعادة عندما ينجحون في حل مشكلة أو توفير الرعاية لشخص ما. ولفت في رده على سؤال إلى أن البرنامج يحقق أهدافاً حضارية وفق أسلوب إنساني اجتماعي وضعته القيادة العامة لشرطة دبي، بهدف توفير الرعاية الكاملة لضحايا الجرائم الجنائية والمرورية، منوهاً إلى أن دور الشرطة لم يعد يقتصر على عمليات القبض أو الكشف عن جرائم ارتكبت فعلاً وتقديم مرتكبيها للعدالة، إنما يشمل كذلك التواصل مع أفراد المجتمع خصوصاً ضحايا الجريمة. وقال في معرض رده على سؤال آخر إن البرنامج يتيح تقديم خدمات للأشخاص الذين يتعرضون لضرر من قبل الآخرين ويلجأون للشرطة في مختلف الحوادث، بسبب فعل مخالف للقانون، للتواصل مع الشرطة لمعرفة آخر التطورات المستجدة في قضاياهم لحين الانتهاء منها وتقديم المساعدة اللازمة، والدعم المعنوي عن طريق الهاتف أو الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني أو أي وسيلة متاحة من وسائل الاتصال. وأكد أن البرنامج يسعى بكل الطرق الإنسانية والقانونية والاجتماعية لإيجاد الحل لكل ضحية، لدرجة أن البرنامج أصبح يتلقى حالات من دول أوروبية وآسيوية وعربية، وأضاف أن كل مركز شرطة يوجد فيه فريق متكامل للتواصل مع ضحايا البلاغات الواردة، ويقوم بالتعامل معها ميدانياً. وقال العقيد الجلاف إن فرق البرنامج التي توجد في مراكز الشرطة تساعد في إرشاد المتعاملين مع مراكز الشرطة للوصول إلى حل لمشكلاتهم وقضاياهم بطريقة حضارية وبكل سهولة ويسر. وأضاف أن شرطة دبي تسعى دائما إلى الحفاظ على كافة الحقوق الإنسانية، وتقدم الدعم اللازم لكافة الحالات التي تستدعي ذلك، مشيرا إلى أن جهاز شرطة دبي يجمع بين الضبط الأمني ومراعاة كافة الحقوق وعدم المساس بالحريات بكافة أنواعها. ولفت إلى أن أهم أهداف البرنامج تتمثل في توفير الرعاية الكاملة لضحايا الحوادث الجنائية والمرورية من النواحي الأمنية والإنسانية. آلية العمل وأكد الجلاف أن آلية عمل البرنامج تشمل الزيارات فمن مهام مسؤولي البرنامج في المركز القيام بزيارات المصابين في الحوادث الجنائية والمرورية، وذلك للتعرف على احتياجاتهم والتخفيف من معاناتهم ورفع معنوياتهم. كما يقوم مسؤولو البرنامج في المركز بزيارات إلى أماكن ومقر عمل المبلغين الذين لا يستطيعون الخروج ومراجعة مركز الشرطة، وذلك تسهيلاً للإجراءات. وأفاد العقيد الجلاف بأنه يمكن التسجيل في البرنامج عبر الاتصال بالخط المجاني 80098989 الذي يعمل على مدار الساعة، حيث تقوم مجموعة من الموظفين المدربين بالرد على الاتصالات بعدة لغات مثل الإنجليزية والصينية والهندية والروسية بالإضافة إلى العربية وعدة لهجات، يمكن لأي شخص يطلب مساعدة في أي من البلاغات والقضايا الاتصال عليه. زوجة الأب القاسية تواصل البرنامج مع حالات إنسانية متنوعة أخرى منها حالة طفلة وقعت تحت رحمة زوجة الأب القاسية ووالدها الذي لم يرحم سنواتها السبع، مبينا أن الطفلة تعرضت لأنواع العنف من ضرب وربطها بالسرير طول اليوم، وإدخالها الحمام المظلم طول الليل، وتجويعها، وأوضح أن فريق التواصل مع الضحية تلقى اتصالا من مدرسة الطفلة يفيد بحالتها فتابعت شعبة التواصل مع الضحية حالتها، واهتمت اهتماماً شديداً بها وتم استدعاء والد الطفلة وزوجته، وتم التنبيههم إلى ضرورة الاهتمام بالطفلة ونصحهم وإرشادهم لأن الأطفال أمانة بأعناق ذويهم أمام الله. وأشار إلى أن الفريق وقع الوالد على تعهد بعدم التعرض للطفلة بسوء وإحضار خادمة لها لتهتم بشؤونها. وتابع أن والد الطفلة قام بعد ذلك ببناء غرفة خاصة بها مبينا أن شعبة التواصل مع الضحية تواصلت مع العائلة. ستيني مراهق من بين الحالات التي تعامل معها البرنامج في الآونة الأخيرة رجل ستيني أراد أن يعود لأيام شبابه الأولى، متناسيا أنه كهل كبير وجد ولديه العديد من الأحفاد ولم يجد كمدير لديه سلطة واسعة إلا موظفته العشرينية الجميلة، فحاصرها بالكلام الجميل فلم يجد إلا الصد حيث أنها تعتبره مثل جدها، وأغرقها بالهدايا الثمينة والكلام المعسول دون أن يثير ذلك اهتمامها. وبين الجلاف أن الستيني المراهق بعد أن عرف أن كل محاولاته باءت بالفشل خلع قناع الحمل الوديع وكشر عن أنيابه وبين وجه الذئب، واستخدم أسلوب التهديد ملوحا بسلطته وبدأ يلاحقها إلى مقر سكنها ناسيا أن هناك قوانين تحميها. وتابع أن الفتاة لجأت إلى برنامج التواصل مع الضحية وهي خائفة ومذعورة، فتمت طمأنتها وتهدئتها وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©