ناصر اليعقوبي: علينا أن ننصت للأصوات الشابة في المسرح

يعتبر الفنان السينمائي والمسرحي ناصر اليعقوبي أحد المهتمين والمهمومين بإثراء وتعزيز مكانة السينما والمسرح في إمارة رأس الخيمة، وسبق لليعقوبي المشاركة وقبل سنوات بعيدة في نشاطات فنية وإدارية متعددة في مسرح رأس الخيمة الوطني، قبل أن يبتعد عن فضاءات الخشبة والتقلبات الإدارية التي تدور في كواليسها. اختار اليعقوبي أن يلجأ لفن آخر بديل ومواز للمسرح، فكانت السينما هي الحقل البصري الفاتن والمغري الذي أطلق فيه العنان لرؤاه وخيالاته تجاه الواقع المحيط به، وتجاه ذاته المنطوية على أحلام وانتباهات أراد أن يجسدها ويرويها من خلال الكاميرا، فقدم مجموعة من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة التي عبرت عن هذا الهوى وعن هذا التوجه. اليعقوبي عاد مؤخرا لمسرح رأس الخيمة من خلال منصب إداري لن يخلو بالتأكيد من تحديات مستقبلية ووضع أفكار وخطط جديدة لترميم وتعويض الإخفاقات التي رافقت مسيرة هذا المسرح العريق في الفترة الأخيرة، وهي عودة ــ وكما تبدو ــ تنبع من غيرة شخصية ومن هم كبير بات يحمله اليعقوبي وأعضاء آخرون من المسرح تم إغفالهم وإهمالهم لسنوات طويلة، فشعروا بأن الوقت قد حان لعودتهم من أجل تغيير واقع مسرح رأس الخيمة ونقله من منطقة الإحباط والجمود، إلى منطقة أخرى أكثر حيوية وحماسا وتوهجا، حتى يمكن التصدي وبثقة للمناسبات المسرحية الكبرى في النشاطات الموسمية القادمة مثل مهرجان مسرح الشباب ومهرجان مسرح الطفل وأيام الشارقة المسرحية وغيرها. إنعاش مسرح رأس الخيمة “الاتحاد” التقت الفنان ناصر اليعقوبي للتعرف على الآليات الجديدة والأفكار والبرامج والخطط التي يمكن لها أن تنعش مسرح رأس الخيمة وتعيد له البريق الذي كان في يوم ما طاغيا ومبهرا ومستحوذا على كامل المشهد المسرحي في الدولة. ففي سؤال حول موقعه في مجلس الإدارة الجديد، والبرامج التي تم تنفيذها فعليا لإعادة الحراك والحيوية الإبداعية إلى مسرح رأس الخيمة، أشار اليعقوبي إلى أنه يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، معتبرا هذا المنصب تكليفا أكثر منه تشريفا لما ينطوي عليه من أعباء كبيرة، وضرورة إيجاد حلول سريعة تعوض السلبيات السابقة والمتراكمة، وكذلك مجابهة التحديات المستقبلية، وتقديم حلول ناجعة ومبتكرة لانتشال هذا المسرح الكبير من وضعه الصعب والمقلق. وعن البرامج المطبقة حاليا لتجاوز هذا الوضع قال اليعقوبي “انصب تركيزنا في البداية على العناصر الشابة في المسرح من أجل الاستماع لأصواتها ومطالبها، والعمل على تطوير المهارات المسرحية لهؤلاء الشباب، فقمنا باستحداث دورة شاملة في فنون وتخصصات المسرح كالإضاءة والصوت والسينوغرافيا والكتابة والإخراج، حاضر بها نظريا وتطبيقا أحد المتخصصين الأكاديميين في المسرح وهو الدكتور عيد عبداللطيف محمد من جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية، ونتج عن هذه الدورة تنفيذ عمل مسرحي مكثف باللغة الفصحى، وكان هذا العمل المسرحي أقرب للورشة التفاعلية التي شارك الممثلون في كتابتها وارتجال مشاهدها التمثيلية وتقديم الاقتراحات المختلفة، لإيصال العرض إلى مرحلة النضج والاكتمال”. مشاركات وعن استعدادات مسرح رأس الخيمة للمشاركة والعودة القوية للمناسبات والمهرجانات المسرحية القادمة قال اليعقوبي «شاركنا مؤخرا في مهرجان مسرح الشباب الذي نظمته هيئة الثقافة والفنون في دبي، وكانت مشاركتنا من خلال مسرحية “يا ورد” من تأليف عبدالله إسماعيل المذيع المعروف بتلفزيون دبي، ومن إخراج الفنان مبارك خميس عضو مسرح رأس الخيمة، وشارك في العرض أدائيا مجموعة جديدة من الوجوه الشابة والموهوبة”. وأضاف اليعقوبي “وهناك استعدادات جارية منذ الآن للمشاركة في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، وكذلك مهرجان أيام الشارقة المسرحية، ونملك عدة نصوص مطروحة سوف تقوم لجنة معينة باختيار الأنسب منها، ثم اختيار المخرج وطاقم الممثلين في فترة لاحقة”. بين المسرح والسينما وحول اهتماماته السينمائية وقدرته على الجمع بين اتجاهين إبداعيين في نفس الوقت، أشار اليعقوبي إلى أن هناك ترابطا واتصالا وثيقين بين المجالين، وأن وجوده في المسرح هو بمثابة حلقة وصل لاستثمار واكتشاف الممثلين والمبدعين في المجالات التقنية مثل الإضاءة والصوت، وأوضح اليعقوبي إلى أن المخرج وليد الشحي الذي شاهد أداء الممثلين الشباب على خشبة مسرح رأس الخيمة اختار مجموعة منهم كي يشاركوا في عمله السينمائي القادم، مؤكدا على أن هذا المزج والتواصل هو أقرب للتوأمة الفنية التي يمكن لها أن تخلق حالة إبداعية متوهجة ومتواصلة في المكان سواء كان ذلك في المسرح أو السينما أو في أي حقل إبداعي آخر.