أبوظبي (وام) ــ كشفت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات» عن تطور مراحل مبادرتها لوضع منظومة متكاملة من المواصفات القياسية لـ«المنتجات الحلال» على المستوى المحلي والعالم الإسلامي.
وتركز مواصفات في الوقت الراهن على ثلاثة قطاعات رئيسية تشمل «الأغذية» و«مستحضرات التجميل والعناية الشخصية» و«المنسوجات».
وتم إنجاز المسودات الأولية لهذه المواصفات القياسية بجهود مشتركة بين «مواصفات» والجهات المعنية بالدولة وبالتنسيق مع ممثلي الدول الأعضاء بمعهد المواصفات والمعايير للدول الإسلامية وممثلي مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابعين لمنظمة التعاون الإسلامي.
وقال المهندس محمد صالح بدري مدير عام الهيئة بالوكالة «مواصفات»: إن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً نحو استكمال أول منظومة متكاملة لمواصفات «الاغذية الحلال» ومواصفات «مستحضرات التجميل والعناية الشخصية الحلال» بالتنسيق والتشاور مع بقية الدول الأعضاء في معهد المواصفات والمعايير للدول الاسلامية لضمان التطبيق الأمثل بين جميع أعضاء منظمة التعاون الاسلامي لتسهيل عملية التبادل التجاري للمنتجات الغذائية ومستحضرات التجميل الحلال ورفع درجة الثقة بالشهادات الصادرة لهذه المنتجات.
وأضاف أن هذا التوجه يأتي تماشياً مع مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله رفد اقتصاد الدولة بقطاع الاقتصاد الاسلامي وتحويل إمارة دبي الى عاصمة عالمية للاقتصاد الاسلامي هذه المبادرة الفريدة أعطت دفعة كبيرة لجهود الإمارات الهادفة لتوفير البنية الأساسية للمواصفات الحلال لحماية المستهلكين المسلمين ليس على الصعيد المحلي فحسب وإنما على صعيد العالم الإسلامي بأسره.
وقال بدري إنه بعد نجاح اللجنتين الفنيتين التابعتين لمعهد المواصفات والمعايير للدول الاسلامية خلال اجتماعاتهما التي استضافتها دبي في شهر مارس الماضي للتوصل لإعداد منظومة متكاملة للاغذية الحلال ولإعداد مسودة لأول مواصفة قياسية لمستحضرات التجميل الحلال على مستوى العالم الإسلامي، تجري «مواصفات» حالياً اتصالات مكثفة لترى هذه المواصفات القياسية النور بصيغتها النهائية بالتنسيق مع الدول الأعضاء في معهد المواصفات والمعايير للدول الاسلامية.
وأشار إلى أن هذه المواصفات القياسية تهدف لوضع متطلبات قياسية موحدة للمنتجات في كلا القطاعين ضمن اطار الشريعة الاسلامية ومواءمة بالوقت نفسه للمواصفات القياسية الدولية في هذا المجال لضمان سلاسة التطبيق من قبل جميع أعضاء دول منظمة التعاون الاسلامي. وأوضح أن دبي وبالتزامن مع مؤتمر دبي العالمي لسلامة الاغذية تستعد حالياً لاستضافة الاجتماع الرابع للجنة الفنية للأغذية الحلال التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي والذي تتولى فرح علي الزرعوني مدير إدارة المواصفات بالهيئة رئاسته في الفترة من 16 إلى 17 نوفمبر المقبل لاستكمال منظومة العمل على إعداد مواصفات قياسية موحدة للأغذية «الحلال » وكل ما يتعلق بالمكونات والمواد الأولية، ونظام اعتماد وإصدار شهادات الحلال، وإعداد أدلة العمل الخاصة بالممارسات التصنيعية والرقابية على الاغذية الحلال، والدليل المصور للذبح الحلال. وقال إن هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس تعمل حالياً على إعداد أول مواصفة قياسية على مستوى الدول العربية لمستحضرات التجميل الحلال والتي من المتوقع اصدارها رسميا في يناير 2014.
وأشار إلى أن الهيئة ستعمل أيضاً على إعداد مواصفات قياسية للمنسوجات الحلال ستركز على منع دخول أية منتجات أو مكونات تخالف الشريعة الإسلامية في صناعة المنسوجات وسبل الرقابة عليها، مؤكداً أن الأسواق الدولية في حاجة ماسة لوجود منظومة متكاملة للمواصفات القياسية الحلال في ظل التقارير التي تشير إلى تنامي الإقبال عالميا وإقليميا على «المنتجات الحلال» وسط توقعات بأن يشهد «سوق المنتجات الحلال» نمواً متزايداً خلال السنوات القليلة المقبلة.
ويقدر حجم سوق الحلال عالميا بأكثر من 7,33 تريليون درهم تشكل حصة «المنتجات الغذائية الحلال» منها حوالي 32,5%.
وقال إنه رغم حداثة قطاع «المواصفات والمقاييس الحلال» وعدم التوسع في أنشطته في معظم دول العالم الاسلامي إلا أن الإمارات قطعت شوطا كبيرا لوضع أسس راسخة لهذا القطاع مما مكنها من تحقيق الريادة عالميا في هذا المجال الواعد الذي يعد ركنا أساسيا في بنيان الاقتصاد الإسلامي بكافة مكوناته.
وأشار إلى أن هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس سعت منذ عدة سنوات لاتخاذ خطوات عملية فعالة لإيجاد منظومة متكاملة للمواصفات القياسية للمنتجات الحلال في قطاع الأغذية، حيث ستسفر نتائجها عن فتح آفاق جديدة للفهم الأفضل والتطبيق الأمثل لمعايير هذه المنتجات.
وأكد سعادته ضرورة تضافر الجهود لتوفير مختبرات تحليلية متطورة متقدمة لفحص المنتجات «الحلال» والتأكد من مطابقة مكوناتها ومتطلباتها للمواصفات القياسية الموحدة لمنتجات «الحلال» لتواكب ما تحقق من إنجازات في هذا المجال تأتي تحقيقا لرؤية الدولة في أن تكون في موقع صدارة أفضل دول العالم بحلول عام 2021 من خلال تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة في كل ما يخص صحة وسلامة المستهلك ضمن اطار الشريعة الإسلامية الغراء.
عدد اليوم
