الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«عدوى السوق السعودي» تضرب أسواقنا المالية وتكبد الأسهم 22,8 مليار درهم

«عدوى السوق السعودي» تضرب أسواقنا المالية وتكبد الأسهم 22,8 مليار درهم
5 نوفمبر 2014 21:40
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) تكبدت الأسهم المحلية خسائر فادحة خلال تعاملات الأمس بلغت قيمتها السوقية 22,8 مليار درهم، متأثرة بعدوى الهبوط العنيف الذي ضرب السوق السعودي للجلسة الثانية على التوالي، رغم أنه سجل انخفاضات أقل حدة من أسواق الإمارات. وتعرضت الأسواق في أول دقيقة من بداية جلسة التعاملات، لعمليات بيع مكثفة نفذتها محافظ استثمارية ومستثمرين محترفين، استهدفت استغلال الأجواء السلبية للتراجع الحاد للسوق السعودي بأكثر من 3 % أمس الأول، وهبوط جديد في أسعار النفط، دفعت الأسواق نحو التراجع الحاد والسريع لمدة نصف ساعة وصلت بمؤشر سوق دبي إلى أكثر من 2 %، حاول السوق بعدها تقليص خسائرها بتماسك سهم إعمار عند 10,15 درهم، بيد أن افتتاح السوق السعودي منتصف جلسة أسواق الإمارات عند الساعة الثانية عشرة على انخفاض حاد أيضاً، خلق حالة من الذعر في أوساط صغار المستثمرين الذي اندفعوا إلى البيع تحت ضغط المخاوف من تراجعات أكبر، مما دفع الأسواق نحو تكبد المزيد من الخسائر. وكسرت المؤشرات الفنية أكثر من حاجز دعم، ووصل سوق دبي المالي إلى المستوى الأكثر حساسية عند 4400 نقطة الذي يعول المحللون الفنيون على أهمية احترام السوق له خلال تعاملات اليوم، حيث يتخوف كثيرون من أن يؤدي كسره إلى دخول السوق في مسار هابط قد يدفعه إلى مستويات متدنية جديدة. وقال نبيل فرحات الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية، إن العدوى التي أصابت السوق السعودي بانخفاضه الحادة على خلفية سهم موبايلي، فضلاً عن تراجع جديد في أسعار النفط، أصابت المستثمرين بحالة من الخوف، ودفعتهم إلى البيع غير العقلاني. وأضاف أن عمليات البيع قادها مستثمرون مؤثرون في الأسواق من خلال امتلاك كميات كبيرة من الأسهم، وعمدوا إلى استغلال حالة الذعر في أوساط المستثمرين، بطرح كميات كبيرة من الأسهم للبيع، بهدف دفع السوق للهبوط بحدة، والعودة للشراء من جديد. وأوضح أنه لا يوجد مبرر للاندفاع نحو البيع غير العقلاني الذي كبد المستثمرين خسائر كبيرة، وذلك استناداً إلى معطيات اقتصادية إيجابية، منها أن الأسهم تعطي حالياً عائداً يصل إلى 5,5 %، مقارنة مع الفوائد على الودائع المصرفية، حيث وصلت الفائدة بين البنوك إلى القاع، فضلاً عن قوة الاقتصاد الوطني، وتراجع التأمين على سندات كل من أبوظبي ودبي إلى مستوياتها التاريخية، ذلك أن التأمين على سندات أبوظبي أقل من السعودية، وعلى سندات دبي أقل من قطر، مما يؤكد على عدم وجود أي مشاكل اقتصادية داخلية تبرر مثل هذا التراجع الحاد. وقال فرحات إن أداء الشركات المدرجة في أسواق الإمارات، كما أظهرت نتائج الربع الثالث، لا تبرر الاندفاع وراء البيع غير العقلاني، حيث يتوقع أن ترتفع أرباح الشركات خلال العام الحالي بنسبة 38 %، وأن تنمو التوزيعات النقدية بنسبة 29 %، إضافة إلى توزيعات شركة إعمار الناتجة عن أرباح اكتتاب إعمار مولز والبالغة 9 مليارات درهم. وأكد أن الهبوط القوي أتاح فرصاً استثمارية مغرية للمستثمرين الأذكياء الذين يجدون في مثل هذه الأجواء فرصا جيدة للدخول بالتقاط الأسهم عند مستويات سعرية كان الجميع ينتظرها منذ فترة، مشيراً إلى مثل يتداوله مدراء محافظ الاستثمار المحترفون، مفاده أن المستثمر الذكي يحقق أموالاً من الأغبياء، في إِشارة إلى اقتناص الفرص التي تتوافر وقت الهبوط الحاد وغير المبرر للأسواق. وأضاف أن المستثمرين الأجانب كانوا أكثر ذكاءً، حيث اقتنصوا فرصاً جيدة في جلسة الأمس، كما تظهره إحصاءات سوقي أبوظبي ودبي الماليين، حيث حقق الاستثمار الأجنبي صافي شراء في السوقين بقيمة 61 مليون درهم، ليترفع صافي الشراء منذ بداية العام إلى 7,7 مليار درهن بواقع 3,9 مليار في سوق أبوظبي، و3,8 مليار في سوق دبي المالي. وقال فرحات: «ليس هناك مبرر للارتباط مع أسواق العالمية والسوق السعودي، وكذلك المخاوف من تراجع أسعار النفط على أسواق الأسهم، ذلك أن السوق السعودي له وضعه الخاص الذي يختلف تماماً عن سوق الإمارات، ذلك أن مضاعف الربحية في أسواقنا أفضل بكثير، وتقل عن السوق السعودي بنحو 20 % وعن السوق الأميركي الذي يتطلع إليه المستثمرون كل لحظة 30 %». ومن حيث التحليل الفني، قال فادي الغطيس، المحلل الفني لشركة ثنك للدراسات المالية، إن مستويات 4370 - 4385 نقطة في سوق دبي المالي ستكون مفصلية في تعاملات اليوم، وأي كسر لها سيقود السوق نحو مستويات متدنية جديدة، لن تكون مبررة على الإطلاق، ربما تصل بالمؤشر إلى مستوى 3750 نقطة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©