البساطي ومطرود في «الكلمة»
جاء العدد الجديد من مجلة “الكلمة” حافلا كالعادة بالعديد من المواد الثرية. حيث ينعي إلى الواقع الثقافي العربي رحيل الكاتب الكبير محمد البساطي، ويخصص الملف الإضافي عنه، يقدم فيه العديد من حواراته، ومجموعة من الشهادات والدراسات عنه. كما ينعي المسرحي العراقي قاسم مطرود ويقدم دراسة لأحدث إنجازاته.
يفتتح الناقد الدكتور صبري حافظ باب دراسات بـ”محمد البساطي.. وجع الفقد المضاعف”، وفيه شهادة طويلة يستعيد فيها الأمشاج التي يتضافر فيها الشخصي مع النقدي. ويسعى الباحث المصري ممدوح فراج النابي في دراسته “من سكونية البطل الى حركية المجتمع” إلى طرح تأويل جديد لرواية قديمة ومحيرة لنجيب محفوظ، يخرج بها نسبيا عن سياق روايات المرحلة التي كتبها فيها. وفي مقاربته “الفلسفة الشاعرة” يتناول الباحث التونسي مصطفى القلعي كتاب زهير الخويلدي “لزوميّة العود على بدء”، فيشير إلى العلاقة الجدلية الدائرة فيه بين الشعر والفلسفة. بينما يكشف الناقد المغربي حسن مخافي في دراسته لحضور بارت في النقد المغربي، والعربي من ورائه، وتأثيره عليهما. وتعود الباحثة السودانية خديجة صفوت في “ديمقراطية العبيد والشرق الأوسط الجديد” إلى ما جرى أثناء اجتياح “إعصار كاترينا” للجنوب الأمريكي لتكشف كيف تتغلل بنية القهر والإفقار في الأسس التي يقوم عليها المجتمع الأمريكي. أما الناقد المسرحي أحمد بلخيري فيكتب عن “تهشيم التقليد في “مراسيم الأزمنة” للمسرحي العراقي الراحل قاسم مطرود. المسرحي الأردني منصور عمايرة يقدم استقصاءاته التنظيرية حول أنطولوجيا الظاهرة المسرحية العربية في دراسته “المسرح “النص/ العرض” والوسائط”.
وتنشر “الكلمة” ديوانا شعريا من فلسطين “قصائد المنفى” للشاعر حسن العاصي. كما نقرأ في العدد الجديد قصائد للشعراء: رامي ياسين، مصطفى سعيد، آمال عواد رضوان، صلاح عليوة، بليغ حمدي اسماعيل.
باب سرد يحتفي برواية من العراق للروائي محمد علي النصراوي موسومة بـ”البرقيل” حيث يستثمر الروائي في روايته الأولى تاريخ العراق القديم وأساطيره برموز الخلق والموت. وتنشر “الكلمة” قصة طويلة عبارة عن رواية قصيرة للكاتب بلزاك وتحمل عنوان “التحفة الخفية”. وكذلك قصة جديدة للكاتب العراقي سلام ابراهيم وصوص لكل من منصور الصويم، إسلام أبو شكير، سالم أبو شبانة.
باب النقد يفتتحه الباحث رشيد عويدة بالسؤال حول “المثقف العربي وإشكالية الماهية والتباس الأدوار”، ويقرأ الشاعر العراقي علي البزاز المقيم في المغرب في “عقاب الخطيئة الأولى كان شكلا أولا ثم مضمونا ثانيا” كتاب تودوروف وما يدور فيه من النقاش حول طبيعة العلاقة بين الجمالي وبين الواقع، بينما يناقش نصير الخزرجي “جديد العروض في هندسة العروض من جديد”، وتتناول الكاتبة اللبنانية مادونا عسكر أسس “فن الحوار”، ويتناول الكاتب الاسباني خافيير مارياس “سبع مسوغات لعدم كتابة الرواية وواحد لكتابتها”، ويرصد مأمون شحاذة “عملية سيناء في الفايسبوك”، وحول واقع الآن والهنا الفلسطيني يكتب جواد بولس “لكل عملة وجهان”، بينما يربط هاني حجاج في “نزع الثوب الثقيل” بين مفهوم “التعرية” ومصطلحات تعود لنظرية الأدب. وتستعيد الباحثة أثير محمد علي في باب علامات سلامة موسى وهو يشرح مقولة “من هو الكاتب العظيم”.
عدد اليوم
