السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

20 نتيجة كارثية في المونديال تؤكد عمق «الفجوات الفنية»

20 نتيجة كارثية في المونديال تؤكد عمق «الفجوات الفنية»
21 أكتوبر 2013 23:23
محمد حامد (دبي)- على العكس مما يقوله بعض خبراء كرة القدم والمحللين الذين أصروا على أن الفروق الفنية والمهارية ليست كبيرة بين منتخبات العالم في الفئات العمرية الصغيرة، في إشارة إلى أن مونديال الناشئين تحت 17 عاماً يجب أن يشهد منافسة مثيرة على إيقاع التكافؤ بين غالبية المنتخبات، تأتي النتائج لتقول عكس ذلك بصورة واضحة، فقد شهد مونديال الصغار على مدار تاريخه حوالي 20 نتيجة ثقيلة، بل كارثية بمفاهيم كرة القدم، حيث تراوحت هذه النتائج بين فوز أحد المنتخبات بالستة وبين سقوط آخر بـ 13 هدفاً، وهو ما حدث في مباراة إسبانيا أمام نيوزيلندا في مونديال 1997 الذي أقيم في مصر، وانتهت لصغار «لافوريا روخا» بـ 13 هدفاً أي أكثر من «درزن» كامل. هزائم ثقيلة لصاحب الأرض هزيمة «أبيض الناشئين» بالستة أمام منتخب «السامبا الصغير»، ليست الأولى في تاريخ المونديال لأصحاب الأرض، فقد شهد مونديال 1999 سقوط نيوزيلندا بالخمسة على يد أوروجواي وغيرها من الهزائم قبل الخروج من الدور الأول، وتكرر السيناريو بصورة قاسية في مونديال ترينداد وتوباجو 2001، فقد تلقى أصحاب الأرض هزيمة قوامها 6-1 على يد «صغار السامبا» أيضاً في مشهد يكاد يتطابق مع ما يحدث في النسخة الحالية. الفروق موجودة عبدالله صقر، مدير الإدارة الرياضية بنادي الشباب، والمسؤول السابق عن أكاديمية النادي، يملك رؤية فنية خاصة عن المراحل السنية وطبيعة المنافسة فيها، كما حرص على افتتاح أكاديمية كروية تحمل اسمه «أكاديمية عبدالله صقر الرياضية»، مما يؤهله لطرح رؤية فنية ونفسية أكثر عمقاً حول ظاهرة النتائج الثقيلة في مراحل الناشئين، على العكس مما قاله البعض من أن هذه المراحل ليس بها فروق فنية واضحة بين اللاعبين. في البداية قال صقر: «مخطئ من يقول: إن الفارق في المستوى ليس كبيراً بين منتخبات العالم وكياناتها الكروية في مراحل الناشئين، فالتاريخ يقول: إن هناك نتائج ثقيلة في مونديال تحت 17 عاماً، وغالباً ما تحقق منتخبات مثل البرازيل ونيجيريا وإسبانيا انتصارات كاسحة على المنتخبات الأقل في المستوى، وعلى الرغم من أن هزيمة «أبيض الناشئين» بسداسية مقابل هدف أمام البرازيل يعد من النتائج القاسية، إلا أن المشكلة الأساسية التي يتجاهلها البعض هي اتساع قاعدة الممارسة الكروية في البرازيل، فهذا المنتخب الذي يشارك في مونديال الإمارات تم اختياره من بين آلاف بل ملايين اللاعبين في هذه المرحلة السنية، وهو الأمر الذي ينطبق على نيجيريا مثلاً وغيرها من دول العالم، أعتقد أن اتساع قاعدة الممارسة من الأمور الحاسمة في هذا الإطار». وقال صقر: «الفروق ليست فنية فقط، بل بدنية وتكتيكية أيضاً، فاللاعب البرازيلي يعيش في أجواء مشبعة بثقافة كرة القدم، وهو يشاهد المباريات على أرض الواقع، وينخرط في أجواء تنافسية حقيقية مع النادي أو الأكاديمية التي ينشط بها، ولا يكتفي بمشاهدة النجوم عبر التلفاز مثل الناشئ العربي، ما أقصده أن البلاد المتقدمة كروياً مثل البرازيل وغيرها بها أجواء ملهمة للأجيال الجديدة، ومن ثم لا توجد مفاجأة في عمق الفجوة بين البرازيل وغيرها على مستوى الناشئين والشباب». ولدى سؤاله عن رؤيته لتطوير قطاع الناشئين على المستوى المحلي، قال صقر: الإمارات أصبحت من الدول صاحبة التجارب الناجحة في هذا المجال، لدينا منتخب كبير أصبح من أفضل المنتخبات على المستويين الخليجي والآسيوي، بفضل الإعداد الجيد لعناصره منذ أن كانوا صغاراً، كما أن المنتخب المشارك في مونديال الإمارات حالياً ليس بهذا السوء، فقد كان الهدف الثاني لهندوراس من نقاط التحول القاسية في مساره بالبطولة، وفي حال كنا نجحنا في الخروج بالتعادل لكانت الأمور مختلفة كلياً الآن، خاصة أن صغارنا شعروا بالهزيمة نفسياً بعد مباراة هندوراس، وجدول المباريات كان قاسياً بجعلهم يواجهون البرازيل في المباراة الثانية». وتابع مدير الإدارة الرياضية بنادي الشباب: “يجب أن نستمر على اهتمامنا بالمراحل السنية، ومن بين الأشياء المهة ابتعاث المدرب المواطن إلى الأكاديميات العالمية بصورة منتظمة، وألا يحدث ذلك بمبادرات فردية من المدربين، أو تحركات محدودة من الجهات المسؤولة عن كرة القدم، سيكون من المفيد جداً أن نحرص على تطوير مدرب المراحل السنية بأفضل صورة ممكنة». سداسيات وسباعيات السامبا تثير الذعر لم تكن سداسية صغار السامبا في شباك السلوفاك أو في مرمى الأبيض الإماراتي في النسخة المونديالية الحالية، هي الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة في مسيرة البرازيل المبهرة على مستوى الناشئين، فقد تمكنت البرازيل من سحق ترينداد وتوباجو 6-1 في مونديال 2001، وفازت 6- 0 على قطر في نسخة 2005 المونديالية، و6-1 على كوريا الشمالية عام 2007، لتحقق البرازيل بذلك الفوز بالرقم 6 في 5 مباريات بالمونديال الصغير، كما نجح البرازيليون في الفوز بالسبعة على نيوزيلندا في مونديال 2007 أيضاً. جيل خليل وعموري دبي (الاتحاد)- رفض عبدالله صقر مقارنة الجيل السابق الذي يتصدر المشهد الآن مع المنتخب الأول، والجيل الصغير الحالي، مؤكداً أن المواهب الفردية تقول كلمتها دائماً، بالإضافة إلى الإعداد الجيد وغيرها من العوامل، مشيراً إلى أن مارادونا ظل بالنسبة له هو اللاعب الأكثر موهبة في العالم، إلى أن جاء ميسي بعده بسنوات طويلة، مما يؤكد أن الكرة لا تقدم لاعباً أو جيلاً موهوباً كل يوم، وإن كانت هذه المقارنة ليس مقصوداً منها التقليل من شأن أبيض الناشئين الحالي، والذي واجه ظروفاً صعبة على مستوى عدم إدراك الفارق بين المباريات الودية التي حقق فيها نتائج جيدة، وبين المواجهات الرسمية التي عادة ما تشهد ضغوطاً كبيرة، كما شدد على أن الهزيمة أمام هندوراس كانت قاسية معنوياً، وهي نقطة التحول السيئة في مسار الأبيض بالمونديال. وتوقع صقر أن يظهر الأبيض بصورة جيدة أمام سلوفاكيا في ختام مشواره، شريطة ألا يطالبه أحد بالفوز، بل بتقديم الأداء الجيد، والتعبير عن قدراته الحقيقية لا أكثر ولا أقل، مضيفاً: “صغارنا لديهم ما هو أفضل، وفرصة إثبات الذات لا زالت قائمة، سواء في البطولة الحالية أو فيما بعد، لا يجب أن نتعامل معهم بطريقة قاسية، فهذا الكيان الكروي الصغير لا زال في البدايات، يجب أن يستمتعوا ويتحرروا من الضغوط في المباراة الأخيرة لكي يظهروا بالأداء الجيد لتحسين الصورة». هزائم وسقوط بالسبعة والثمانية والتسعة والـ13! دبي (الاتحاد)- تكررت الخسائر بالخمسة والستة في مونديال الناشئين على مدار تاريخه في كثير من المناسبات، وهو ما يجعل لإحصاء الهزائم التي تبدأ من7 أهداف فأكثر أهميته في ظل تكرار ظاهرة السقوط المدوي. فقد فازت أوروجواي على نيوزيلندا في النسخة الحالية بالسبعة، وفعلها السوفييت على حساب المكسيك في عام 1987 بالنتيجة ذاتها، وكررتها إسبانيا أمام كوبا ولكن بنتيجة 7-2 في مونديال 1991، وسحقت نيجيريا كندا بـ 8 أهداف في نسخة 1993، وسحقت كولومبيا منتخب فنلندا 9-1 عام 2003، ولكن النتيجة الأكبر في تاريخ المونديال الصغير يسجلها التاريخ للإسبان الذين قهروا نيوزيلندا بـ 13 هدفاً دون مقابل في بطولة 1997 في مصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©