السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الجودو»..التفرغ أو «التجنيس»

«الجودو»..التفرغ أو «التجنيس»
5 نوفمبر 2014 22:10
أمين الدوبلي (أبوظبي)- بدأت لعبة الجودو مسيرتها رسمياً فبراير عام 2001، عندما صدر قرار تأسيس الاتحاد من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ويوجد مقر الاتحاد في أبوظبي بجوار نادي أبوظبي الدولي للفروسية، وبالتالي فهي لا تزال رياضة حديثة في الدولة برغم أنها بدأت في العالم منذ أكثر من 80 عاماً. وشق الاتحاد طريقه من خلال وضع برامج مدروسة لتطوير اللعبة منذ نشأتها، فسبق غيره ودخل المدارس عبر مراكز التدريب منذ عام 2003، ونجح في تأسيس أكثر من 15 مركز تدريب في مختلف الإمارات، ومدهم بالمدربين لنشر اللعبة، لتوسيع قاعدة ممارستها، ويبلغ الآن عدد ممارسيها في الدولة على مستوى المنافسة أكثر من 700 لاعب، وذلك في مختلف المراحل السنية، ولم تأخذ اللعبة فترة طويلة حتى بدأت في تحقيق الإنجازات على المستويات الخليجية منذ عام 2005، ولكنها حققت قفزة نوعية في عام 2013، ففي هذا العام حسم الاتحاد أمره، وأعلن رأيه، حيث قرر أن الواقعية هي الحل المناسب للوصول إلى العالمية، ولا سيما في ظل غياب المناخ الملائم لصناعة البطل وفقاً للمعدلات العالمية، وهو الذي يقوم على ركيزتين أساسيتين، هما التفرغ مع تأمين مستقبل اللاعب أو اللاعبة، وتطبيق المعدلات التدريبية العالمية، ومن أجل ذلك، وبعد فشل مساعي التفرغ، أطلق الاتحاد رؤيته إما التفرغ أو التجنيس، ولجأ للخيار الأوقع الذي لم يجد غيره، بشجاعة تستحق التقدير، متخطياً كل الحواجز النفسية، ومستفيداً من التوجه العالمي، فقد قام بتجنيس 3 لاعبين هم فيكتور في وزن تحت 73 كجم، وتوما في وزن تحت 81 كجم، وإيفان في وزن تحت 100 كجم، ليوفر البيئة الاحترافية التي تنسجم مع المعدلات الدولية، وخلال عام واحد من هذا القرار نجح الاتحاد في حصد إنجاز عالمي في بطولة العالم بروسيا أغسطس الماضي من خلال تحقيق ميداليتين برونزيتين. ولا يجد الاتحاد أي غضاضة في الإعلان عن ذلك، مؤكداً أن الرياضة أصبحت تخضع للعولمة، وأن كل دول العالم تستفيد من التجنيس، وأن أميركا وألمانيا وبريطانيا واليابان وفرنسا وأستراليا برغم تعداد سكانها الكبير تستفيد من هذه الميزة، كما تستفيد منها دول أخرى في المنطقة ويسمح بها الاتحاد الدولي للعبة. وتعتبر مسألة التفرغ، وتأمين مستقبل اللاعب أهم عوائق اللعبة، ومن بعدها تأتي مسألة الحاجة للمعسكرات الخارجية المناسبة، وتوفير فرص الاحتكاك الدولي، وهي المشكلة التي بدأ يتغلب عليها صناع القرار في الاتحاد بتنظيم البطولات الكبرى، والمشاركة في المعسكرات الخارجية، وجلب بعض الأبطال العالميين لإقامة دورات تدريبية شبيهة بالمعسكرات هنا لفترات محددة من أجل نقل خبراتهم لأبناء الإمارات. ولدى الاتحاد طموح مشروع بتحقيق ميدالية أولمبية في دورة ريو دي جانيرو عام 2016، ويعد مسؤولوه بذلك صراحة، نظراً للنتائج التي يحققها اللاعبون الثلاثة الذين تم تجنيسهم، وذلك بعد خضوعهم لبرامج تدريبية مخطط لها بشكل علمي ومدروسة لمدة عام كامل، وما استتبع ذلك من حدوث نقلة نوعية في أدائهم، ونتائجهم. ومن أبرز إنجازات الجودو حصد ذهبية غرب آسيا للناشئين عام 2008 في لبنان، وذهبية بطولة العرب للشباب باليمن في نفس العام، وذهبية بطولة الخليج للرجال عام 2008 أيضاً في الدوحة، وفضية بطولة الرجال بالكويت عام 2009، وذهبية غرب آسيا للشباب عام 2011. ومنذ عام 2012 بدأت تتضاعف قيمة الإنجازات على ضوء العمل التراكمي، حيث توجت اللعبة بـ 7 فضيات و6 برونزيات في بطولة الخليج بالكويت، وفي عام 2013 جاء حصاد ميدالية ذهبية وأخرى برونزية في بطولة إولان باتور الكبرى بمنغوليا، ثم فضية وبرونزية جائزة باكو الكبرى العلمية بأذربيجان، وبرونزية جائزة طشقند الكبرى بأوزبكستان، وذهبية وبرونزية في بطولة شينجداو الكبرى بالصين، وذهبية وفضية في بطولة الخليج بقطر، وفضية في البطولة العربية بالأردن، وذهبيتان في بطولة أبوظبي للجائزة الكبرى، وبرونزية في بطولة آسيا للشباب بالصين. وفي عام 2014 الفوز بذهبية الجراند بري بودابيست، وبرونزية الجراند سلام بباريس، وبرونزيتان في بطولة العالم بروسيا، وذهبيتان وفضية في بطولة الخليج للناشئين بالكويت، وبرونزية في بطولة آيبيك جراند سلام أبوظبي. من جانبه، قال ناصر التميمي، أمين السر العام للاتحاد: إن الجودو لعبة أولمبية عريقة، واختيرت الأفضل في أولمبياد 2012 بلندن نظراً لأنها أتاحت الفرصة لـ 35 دولة للمنافسة، كما أنها اللعبة الأوسع من حيث الانتشار الجغرافي في العالم، لأن الاتحاد الدولي يضم 202 دولة. وأضاف: «حصول لاعبين من 35 دولة على ميداليات في الجودو يؤكد أن المنافسة محتدمة في العالم، وأن القوة ليست مركزة في مكان واحد، مشيراً إلى أن مشكلة اللعبة عندنا هي نفس مشكلة باقي الألعاب، وهي عدم وجود رؤية واقعية للرياضة، وعدم وجود استراتيجية محددة. وتابع: «لا نعرف إذا كانت تريد الهيئة أن تكون هذه اللعبات محترفة أم نصف محترفة، أم غير محترفة، فإذا كانت تريد إحراز ميداليات والمنافسة لابد أن توفر البيئة المساعدة على ذلك، وهي التفرغ، وتأمين مستقبل اللاعبين واللاعبات، ويجب أن تأخذ اللجنة الأولمبية، والهيئة العبرة والمثل فيما حدث بأسياد كوريا الأخيرة، حيث إن الميداليتين اللتين أحرزتهما الإمارات بلعبتين أولمبيتين هما ألعاب القوى والرماية، تحققتا عن طريق الشيخ جمعة بن دلموك في الرماية، وعلياء سعيد في ألعاب القوى، وكلاهما متفرغ، ومستقبله مؤمن، ونحن نريد أن نوفر هذا النموذج في كل اللعبات، وأظن أن اللجوء لخطوة التجنيس كانت ضرورة، ومن ينتقد هذا التوجه العالمي تجاوزه الزمن بمئة عام، ولا يجب أن يكون موجوداً في القرن الحادي والعشرين. وأوضح: «حز في نفسي أن لعبة الجودو لم يتم السماح لها بالمشاركة في اليوم الأولمبي المدرسي، وعندما سألنا في العام الأول لليوم الأولمبي الجهتين المشرفتين عليه وهما اتحاد الرياضة المدرسية، واللجنة الأولمبية، جاءنا رد مؤسف وغريب لم يتوقعه أحد، وهو أن اتحاد الرياضة المدرسية لا يعرف أن لعبة الجودو موجودة وتمارس في المدارس، برغم وجود مراكز تدريب الجودو داخل المدارس نفسها». وتابع: «تقبلنا هذا الوضع أول سنة، لكننا في السنة الثانية كان الأمر مستفزاً للغاية عندما خرج أحد مسؤولي اتحاد الرياضة المدرسية، وقال: إن الجودو لا تتوافر فيه شروط المشاركة في اليوم الأولمبي المدرسي، برغم أننا لدينا دوري في المدارس منذ 4 سنوات، ومراكز تدريب، وعدد كبير من الطلبة والمدربين، والحكام، ولدينا أكثر من 700 لاعب في مختلف مراكز التدريب على مستوى الدولة، وهو رقم جيد باعتبارها رياضة فردية جديدة لم يمض عليها 14 عاما، في نفس الوقت أنها رياضة قتالية قوية، يمتنع الكثير من الآباء عن السماح لأبنائهم بممارستها ظنا منهم بأنها تمثل خطراً عليهم، وهذا غير صحيح. ترويسة - 2 تبلغ ميزانية الاتحاد 5 ملايين درهم سنوياً، مصدرها الدعم الحكومي بواقع 4 ملايين درهم، ومليون درهم من الاستثمار. ترويسة - 1 تأهل حميد الدرعي إلى أولمبياد لندن عن طريق النقاط، وحقق فضية البطولة العربية باليمن عام 2010، ونال برونزية الأسياد عام 2009. حميد الدرعي: «الفردية» طريقنا إلى إنجاز أولمبي (أبوظبي - الاتحاد) أكد اللاعب الدولي حميد الدرعي (22 عاماً) أن الوصول إلى العالمية أهم طموحاته في اللعبة، مشيراً إلى أن مثله الأعلى هو الأسطورة المصري السابق محمد رشوان، الذي رفع قيمة الروح الرياضية علي قيمة الإنجاز الأولمبي. وقال: «اللعبة تنتشر في الدولة بشكل جيد، من خلال مراكز التدريب، لكنها تحتاج إلى المزيد من الاهتمام، لأنها لعبة أولمبية، وفرصة الدولة في تحقيق إنجازات فيها كبيرة، إذا نجحنا في إعداد بطل أو بطلين، أو بطلة، لأن الألعاب الفردية هي الطريق السريع لتحقيق الميداليات الأولمبية في الوقت الحالي لأي دولة، وفيها يمكن اختصار الزمن بالمزيد من العمل». وتابع: «أعتبر أن أهم إنجازاتي هي التأهل لأولمبياد لندن، ومن جهتي أشكر الاتحاد على الرعاية والدعم الذي ألقاه من خلال توفير فرص التدريب، والاحتكاك الخارجي، والداخلي، وأظن أن مجلس إدارة الاتحاد لا يدخر أي جهد في السعي باللعبة للوصول إلى العالمية، وأتمنى أن تحظى اللعبة بالمزيد من الانتشار على مستوى الدولة، لأن اتساع القاعدة في الممارسة يتيح لنا فرص الاختيار الأفضل. علي الدرعي: ساعات التدريب تحدد مستوى الإنجاز (أبوظبي - الاتحاد) أكد علي الدرعي اللاعب السابق، أن الرياضة أصبحت علماً، وأن الإنجازات لا تتحقق إلا بعدد ساعات التدريب، وبرامج الإعداد التي تتواكب مع المعدلات العالمية، مشيراً إلى أن أي الاتحاد يريد أن يحقق إنجازاً عالمياً لابد أن يعد لاعبيه لمدة سنة كاملة، لأنه يستهدف في البداية الوصول إلى المستوى العالمي، ثم تخطيه بعد ذلك، والتفوق عليه، وأن يتضمن برنامج إعداد السنة على معسكرات مغلقة، ومشاركات خارجية وداخلية، وجرعات تدريبية متباينة على يد خبراء تدريب عالميين. وقال الدرعي، وهو بطل الخليج على مستوى الشباب والرجال عام 2007، وصاحب المركز الثاني في بطولة العرب بسوريا عام 2005، والمركز الثالث في البطولة العربية بالأردن: «الإمارات تملك المواهب، لكن اللاعبين لا يملكون التفرغ، ولا تتوفر لهم فرصة الانقطاع لمدة سنة للتدريب فقط، مرتين وثلاث مرات يومياً». وأضاف: «اللعبة تسير بشكل جيد في الإمارات، لكنها من الممكن أن تحقق قفزات نوعية وإنجازات عالمية إذا توفرت برامج الإعداد المناسبة، وإذا اتسعت قاعدة الممارسة بما يتيح اتساع فرص الاختيار للأكفأ، وحينما كنت لاعباً كانت كل الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، إلا مسألة التفرغ». راشد الحوسني بطل ذهبي معجب بكوجا أبوظبي (الاتحاد) يعتبر راشد الحوسني (11 عاماً)، اللاعب الياباني كوجا نجمه المفضل ويتمنى أن يكون مثله في المستقبل، وقد فاز الحوسني الشهر الماضي بذهبية بطولة الناشئين للخليج بالكويت، وقال عن الانجاز: «نعم توقعت الفوز بالميدالية الذهبية، لأنني تدربت كثيراً، خصوصاً في المعسكر الأخير قبل السفر بأكثر من شهر، وكنت أتوقع الفوز في كل المباريات، وفوزي بالذهبية لم يأت من فراغ، خصوصاً أن المنافسات كانت قوية جداً، وتحديدا في الأدوار النهائية، وفي المباراة النهائية نفسها أمام بطل السعودية كانت المباراة حماسية، مليئة بالندية والإثارة، وتغلبت عليه بالتركيز. وأضاف: «في أيام الدراسة أتدرب يومين فقط أسبوعياً، وفي الإجازات أتدرب 3 أيام، وأذهب للمدرسة بصورة طبيعية في أيام التدريب ، وأعود في الثانية بعد الظهر، لأقوم بعمل واجباتي الدراسية، ومذاكرة دروسي، ثم تأخذني والدتي لصالة التدريب في الخامسة، وأعود في المساء لاستكمال برنامج يومي العادي، وأنا أحب اللعبة جداً، وأشعر بذاتي عند ممارستها، مشيراً إلى أن لعبة الجودو وراثية في عائلته، قائلا: «أنا وأشقائي الثلاثة نلعب الجودو، فأحمد يلعب تحت 14 سنة، وحمدان تحت 6 سنوات، ويوسف تحت 8 سنوات، وكلنا نعشق اللعبة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©