الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المشروع الرياضي.. كيف نفهمه؟

11 أكتوبر 2012
كنت أتمنى لو أملك بين يدي إحصاءات دقيقة لعدد المرات التي كان فيها لمجالس إدارة منتخبات أو نوادٍ عربية الشجاعة، لتقف أمام الملأ وتعترف بكل أخطائها وتقر بعجزها، وبالتالي تضع ختماً أو توقيعاً على وثيقة الاستقالة، وتترك لغيرها المكان والمقود والمصير، تقرر فيه برؤية مستحدثة وبمنظومة تدبير مختلفة. الخيبات والإقصاءات والهزائم ليس لها، بنسبة 99 بالمائة، ضحايا غير المدربين، فهؤلاء هم من يعلقون في الساحات العمومية، ترمى عليهم كل المصائب، وهم من يدفعون الثمن في الغالب، ثمن أخطاء لم يرتكبوها أصلاً، لذلك لا تتغير الحال في الغالب إلى ما هو أفضل مع استبدال مدرب بآخر، قد يكون هناك انقشاع في سماء الحزن، ولكنه انقشاع لا يدوم إلا للحظات، إذ تعود السماء مجدداً لتتلبد بغيوم الجهل والمكابرة والإصرار على ذات منظومة العمل التي لا تقوم على المطابقة ولا على الملاءمة. في ثقافة الاحتراف التي لا يعرف أغلب مسؤولينا الرياضيين كنهها وجوهرها، هناك باستمرار الحديث عن مشروع رياضي يتوافق عليه داخل مجلس إدارة النادي أو الاتحاد، مشروع يصمم ويصاغ على أساسين، أولهما أن يكون المشروع مستوحى من العمق التاريخي والمرجعي للنادي، بحيث لا يحرف هويته الرياضية، وثانيهما أن يتمثل هذا المشروع بشكل جيد السياقات الزمنية والرياضية التي يأتي فيها، إذ أن الرهان الأكبر هو إعطاء النادي القدرة على التنافس داخل محيطاته المحلية، الجهوية أو القارية. والطبيعي أن هذا المشروع الذي يكون بالأساس عاكساً لنضج مجلس إدارة النادي أو الاتحاد الذي أبدعه، هو ما يحدد (بروفايل) الربان الفني، المدرب الذي سيعمل على تنزيل المضمون الفني للمشروع. ولأن منظومة العمل المؤسسة على استراتيجية بثلاثة أبعاد، القريب والمتوسط والبعيد فيها، لا يمكن أن تؤدي ما هو منتظر منها في الأعراف الاحترافية إلا باحترام الاختصاصات وضبط خط السير، فإن الارتباط بمدرب أو الانفصال عنه يخضع لمعايير صارمة، فلا يمكن اللجوء إلى مدرب لا يلبي الحاجات الفنية الملحة، كما لا يمكن الانفصال عن مدرب إلا بعد أن يتأكد علمياً وليس عاطفياً أن هذا المدرب عاكسته الظروف ليقدم ما يستطيعه، وأنه لم تعد هناك طاقة للصبر على الهزائم، ما دام أن الاختيار الذي وقع عليه لم يكن اعتباطياً. وبشعور عميق بالمسؤولية عند وقوع الفشل، إما لسوء تدبير أو تهور في التفكير، نجد أن إدارات نوادٍ واتحادات هناك بأوروبا، حيث يسود النظام الاحترافي، قد قدمت استقالاتها، وقد أفلس المشروع. هذا بالذات ما أتمنى أن نستورده من الاحتراف الأوروبي، جوهر الأشياء وليس قشورها. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©