الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأطفال في أميركا.. ضحية انتشار الأسلحة

الأطفال في أميركا.. ضحية انتشار الأسلحة
16 أكتوبر 2015 05:09
واشنطن (أ ف ب) قضى في الفترة الأخيرة أطفال في الثانية عشرة أو الثامنة أو في شهرهم الخامس حتى بالرصاص في الولايات المتحدة، في سياق حوادث صادمة تظهر خطر انتشار الأسلحة النارية وعدم تحمل البالغين مسؤولياتهم. وفي هذه الأحداث المأساوية المتكررة، يلعب سوء الحظ دورا لكن السبب الرئيسي هو الإهمال، كما أظهرت الحادثة التي وثقتها صحيفة «ذي ريبوسيتوري أوف كانتون» المحلية في أوهايو. فقد دعي شقيقان في الثانية عشرة والحادية عشرة إلى جلسة رماية وهي من النشاطات السائدة في البلاد. وقد ترك مسدسا على إحدى الطاولات، فأخذه الشقيق الأصغر وأطلق الرصاص، فسقط أخوه أرضا بعدما أصابته رصاصة في الرأس. كذلك نقلت وسائل الإعلام حادثة مقتل فتاة في الثامنة من العمر في ولاية تينيسي بعدما اطلق جارها البالغ من العمر 11 عاما النار عليها. وسبب المأساة مجرد شجار بسيط بين الولدين حول كلب صغير، فقرر الصبي حسم المسألة ببندقية والده من عيار 12 ميلمترا التي لم تكن موضوعة في خزنة مقفلة. وكانت دراسة أجرتها في العام 2000 مجلة «أميركان جورنال اوف بابليك هيلث» في أوساط الأسر التي فيها أطفال وأسلحة، أظهرت أن أكثر من 40% من هذه الأسر لا تزود أسلحتها بصمام أمان ولا تضعها في خزائن مقفلة. وبعد 15 عاما، لا تزال هذه المشكلة قائمة بالرغم من حملات التوعية المتعددة التي أطلقتها جمعيات الضغط من أجل الأسلحة وتلك المعارضة لها. ويعيش اليوم ثلث الأطفال الأميركيين في أسر لديها سلاح واحد على الأقل، كما أن ثلثي الأطفال يعلمون أين يخبئ أهاليهم أسلحتهم، حتى لو كان البالغون مقتنعين بالعكس. لكن إخفاء الأسلحة ليس سوى جزء بسيط من المشكلة، إذ إن الحوادث تحدث أينما كان لأن الأسلحة منتشرة كثيرا. ويقول ديفيد همينواي الخبير في جامعة هارفارد إن «وفيات الأطفال بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة هي أعلى بكثير من تلك المسجلة في بقية البلدان المتقدمة بسبب كثرة الأسلحة المنتشرة وتساهل القوانين في هذا الخصوص». وليس من المستغرب أن يشارك قاصرون في الثانية عشرة من العمر في جلسات رماية برصاص حي، بالرغم من خطورة هذه النشاطات بالنسبة إلى الصغار. ففي أغسطس 2014، كانت فتاة في التاسعة من العمر تحمل مسدسا عندما قتلت خطأ مدربها على الرماية في ولاية أريزونا. وبعد أربعة أشهر، قتل طفل في الثانية من العمر والدته في ولاية آيداهو (الشمال) عندما تمسك بالمسدس الذي كانت تحمله في حقيبتها في متجر كبير. وقد أثارت تلك الحوادث الصدمة في الولايات المتحدة وفي الخارج أيضا، لكن الأمور لم تتغير كثيرا. وعاد هذا النقاش مجددا إلى الواجهة إثر حادثة وقعت في جامعة في ولاية أوريجون أغاظت الرئيس باراك أوباما. لكن إدارته تبدو عاجزة عن الحد من انتشار هذا النوع من الجرائم في المدن الأميركية الكبرى، حتى لو كان الأطفال يدفعون الثمن الأغلى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©