السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفجير أنقــرة يعمق أزمـة أردوغـان قبل الانتخابات

تفجير أنقــرة يعمق أزمـة أردوغـان قبل الانتخابات
16 أكتوبر 2015 05:12
إسطنبول، أنقرة (رويترز) باستثناء بيان اختيرت كلماته بكل دقة لتحض على الوحدة، كان الرئيس رجب طيب أردوغان هادئاً على غير العادة، بعد أسوأ تفجير تتعرض له تركيا على الإطلاق. فيما سبق ذلك من أحداث لم يكن أردوغان، أكثر الزعماء إثارة للشقاق في تركيا الحديثة، يتردد في الهيمنة على محطات الراديو والتلفزيون في أوقات الأزمات، لشد أزر أنصاره المتحمسين، ومهاجمة خصومه، بالقدر نفسه دفاعاً عن الدولة. لكن التفجير الانتحاري المزدوج، الذي أدى إلى مقتل ما يصل إلى 128 شخصاً، في لقاء جماهيري نظمه مؤيدون للأكراد ونشطاء يساريون يوم السبت الماضي، قبل ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات، أطلق شرارة انتقادات، استهدفت إدارة أردوغان، في الوقت الذي تخوض فيه تركيا صراعاً في جنوب شرق البلاد، حيث يتركز الأكراد إلى جانب تأثيرات الحرب الأهلية السورية المتزايدة عليها. وبالنسبة للموالين لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي لجماعة الإخوان، والذي أسسه، كان التفجيران مؤامرة جديدة من جانب قوى تلقى دعماً من الخارج لتقويض الدولة التركية وإلحاق الضرر بمكانتها في الشرق الأوسط. أما بالنسبة لخصومه، ومنهم حزب الشعوب الديمقراطي المعارض المؤيد للأكراد الذي استهدفه التفجيران، فإن الأيدي في إدارته ملطخة بالدماء لفشلها على صعيد الاستخبارات في أفضل الأحوال، وللتواطؤ في محاولة لإذكاء النعرة القومية في أسوئها. وقال مصدر أمني رفيع: «التحقيقات تتركز على داعش على الرغم من أن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو قال خلال الساعات التي أعقبت التفجيرين: «إن أياً من الجماعات المتشددة قد تكون مسؤولة عنهما سواء داعش أو الفصائل الكردية أو اليسار المتطرف». وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجمات سابقة بل إنه انتهز بعض الفرص، وأعلن مسؤوليته عن أعمال لم ينفذها مباشرة. ولم يصدر عن التنظيم إعلان بالمسؤولية عن تفجيري أنقرة، ويرى المتشككون أن الجماعة كبش فداء ملائم. ويرى المقربون من أردوغان في الهجوم محاولة محسوبة لإضعافه، في وقت اختلت فيه استراتيجيته في سوريا القائمة على السعي للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، والحد من مكاسب الأكراد على الأرض، بسبب التدخل الروسي لدعم الأسد. وقال بيكولي من شركة تينيو: «كثيرون في تركيا سيشكون أن قوى سرية مؤيدة للحكومة ربما كانت متواطئة بشكل أو بآخر في إطار «استراتيجية توتر» تهدف إلى تخويف الناخبين، من أجل دعم برنامج أردوغان القائم على إعطاء الأولوية للقانون والنظام والأمن». وقالت مدرسة تدعى سيلين (32 عاماً)، وهي تشارك في احتجاج مناهض للحكومة في أنقره يوم الأحد: «كيف يمكن لقنبلة كبيرة كهذه أن تنفجر في وسط عاصمة هذا البلد؟». وأضافت: «لابد أن جهاز المخابرات والشرطة ومسؤولي الأمن مشغولون بالعثور على من يرسلون تغريدات تهاجم أردوغان والزج بهم في السجون». وقال سنان أولغن، الباحث الزائر بمركز كارنيجي أوروبا ورئيس مركز إدام للإبحاث في إسطنبول: «إن بعض المتعاطفين مع حزب العدالة والتنمية ربما يتشككون في ولائهم بعد تفجيري أنقره. وهذا يعني أن حزب العدالة والتنمية في رأي معظم المحللين سيفشل في استعادة الأغلبية التي فقدها في انتخابات يونيو الماضي، بعد أن ظل يحكم البلاد وحده من دون شريك لأكثر من عشر سنوات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©