الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وفاق للتاريخ

5 نوفمبر 2014 22:59
عندما يجلس خير الدين ماضوي إلى نفسه وقد زالت عنه كل الهواجس وسكن بداخله ذلك البركان الحارق، الذي كان يرمي على الفكر حمما كثيرة كلها خوف على احتراق الأمل والحلم، عندما يعيد فتح عينيه على حقيقة أنه أصبح اليوم رمزاً لإنجاز كروي كبير في تاريخ أبناء سطيف، وعندما يصل إلى حقيقة الإعجاز الذي كتبه وهو يقود وفاق سطيف الجزائري إلى لقبه الأفريقي الثاني بعد الأول الذي تحقق قبل 24 سنة، ولم يكن ماضوي قد تخطى عتبة 13 ربيعاً، عندما يسمع بلا رجع صدى تراتيل الفرح، التي غمر بها المدينة المشتهرة بنافورتها والنسر الأسود يحلق عالياً بلقب الأبطال الأفارقة ويصبح أول نادٍ جزائري يصل إلى كأس العالم للأندية، سيدرك كم كان سيكون خاطئاً لو أنه انصاع قبل أشهر لتوبيخ الضمير المستتر عندما خسر وفاق سطيف معه أربع مباريات في الدوري الجزائري، وفعّل قراره بالاستقالة من العارضة الفنية. يحسب لحسان حمار رئيس نادي وفاق سطيف أنه كان من طينة مختلفة ومن معدن لا يشبه في شيء معدن رؤساء كثيرين ممن يمسكون اليوم برقبة أندية عربية، عندما لم يهتز له رمش واحد وفريقه يسقط كما حال كل الأندية في مستنقع النتائج السلبية، فقد رفض مطاوعة مدربه الشاب خير الدين ماضوي على ما عزم، وأصر عليه بالبقاء لأنه يرى بصفاء ذهن المسؤول المتحرر من الضغوط والرافض للحلول السهلة، ما لم يكن يراه ماضوي، وهو في حالة من القهر. كان وفاق سطيف في ذاك الوقت بالذات قد تمكن من عبور حاجز القطن الكاميروني في ثمن نهائي عصبة أبطال أفريقيا، ما كان يعني أنه أطل على دور المجموعتين، وعندما تكون القوى التقليدية قد تخلفت عن هذا الدور لظرف قاهر نعرف طبيعته، فإن ذلك يعني أن الوفاق أمام فرصة لا تعوض، فالأبواب مشرعة نسبيا لصناعة الإنجاز الكبير. مضى خير الدين العاشق والحالم بالعبقري بيب جوارديولا، في طريقه وهو يشعر تدريجياً أنه آخذ في الإقتراب من الحلم الكبير، وعندنا عبر إلى الدور نصف النهائي، ونجح في الإجهاز على العنيد مازيمبي تحسس ذلك الضوء النيزكي الموصل إلى مراتع الأساطير، وأبداً لم يخلف ماضوي ولا لاعبوه ولا كل أبناء سطيف موعدهم مع التاريخ في النهائي أمام المشاكس فيتا كلوب بأداء ملحمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©