رأس الخيمة (الاتحاد) - يُظهر أغلب اللاعبين المشاركين في كأس العالم تحت 17 سنة «الإمارات 2013» حذراً كبيراً وتروياً لا مثيل له عند الحديث عن طموحاتهم في هذه البطولة وما يجري في جميع أنحاء الملعب. هذا أمر منطقي، ما دمنا نتحدث عن صبية يجرون مقابلات صحفية للمرة الأولى في حياتهم.
غير أن أكوستا فرانكو يخرج قليلاً عن هذا الخط أثناء حديثه مع «الفيفا» ضمن سلسلة الحوارات التي ينجزها الموقع حول أولئك الذين يتوقع لهم أن يتقمصوا دور البطولة في هذه النهائيات، فقد اعترف مهاجم أوروجواي أن لديه هدفاً واضحاً هنا في الإمارات، فهو يطمح لاعتلاء صدارة هدافي النهائيات.
بواقع ثلاثة أهداف في مباراتين «الثالث كان من الأهمية بمكان هذا الأحد، حيث منح لا سيليستي التعادل ضد كوت ديفوار في آخر لحظة»، يسير هذا المهاجم على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك الهدف، حيث أوضح في هذا الصدد: «نعم، صحيح، أنا ما زلت متشبثاً بما قلته في السابق، وهذه البداية التي حققتها تُعتبر مثالية بالنسبة لي. أنا سعيد جداً بمساعدة الفريق على حصد النقاط، وأتمنى أن تستمر الأمور على هذا المنوال».
شراكة جيدة
في الشوط الأول ضد بطل أفريقيا، فشلت أوروجواي في تكرار ما قامت به في أول مباراة على مدى 90 دقيقة ضد نيوزيلندا، حيث ضغطت وضربت بلا هوادة لتحقق الفوز بنتيجة 7 - صفر.
فقد كان اندفاع لا سيليستي قوياً للغاية واستمر دون توقف، حيث بدا هذا الأسلوب مختلفاً كل الاختلاف عن ذلك الذي ميز منتخبات هذا البلد في مختلف الفئات العمرية على مدى الأعوام الأخيرة، خاصة في المكسيك 2011، ومؤخراً في كأس العالم تحت 20 سنة تركيا 2013».
ويبدو أن لاعب قلب الهجوم يستفيد من دعم ثلاثة زملاء مرموقين يحيطون به، وهم ألان منديز ومارسيو بينيتيز ولياندرو أوتورمين، مما يسهل من مأموريته في مواجهة دفاعات الخصوم. ذلك أن رفاقه الثلاثة يناورون المدافعين ويشتتون تركيزهم مما يمهد الطريق لأكوستا من أجل الاختراق وإنهاء الهجمات.
وقال أكوستا في هذا الصدد: «إن فريقنا فعال جداً في الهجمات المرتدة، ولكنه يتميز أيضاً بانسجام كبير بين صفوفه. هنا، الجميع في خدمة الجميع. هذا يسهل الأمور على الفريق. لقد حظيت بفرصة اللعب في بطولة أميركا الجنوبية مع ألان، إنه اللاعب الذي أعرفه أكثر والذي أتفاهم معه أكثر، لكني منسجم أيضاً مع لياندرو وبينيتيز، مع بينيتيز لعبت مباراة واحدة في بطولة أميركا الجنوبية، ولياندرو بدأ يتكيف مع أجواء الفريق».
وأمام كوت ديفوار، اضطر المدرب إلى البحث عن بدائل لإدراك التعادل، حيث أجرى جميع التغييرات الثلاثة، لكنه قرر الاحتفاظ بأكوستا فوق أرض الملعب، واضعاً ثقته في هداف بطولة أميركا الجنوبية، وإن لم تكن مهمته سهلة أمام حارس المرمى البارع سيك دياباجاتي، الذي أنقذ شباكه من رأسية بديعة سددها نجم لا سيليستي.
معجزة
تحلى مهاجم أوروجواي الشاب بالصبر الحليم، على غرار الهدافين الكبار، حيث ظل يثابر ويكابد ويجاهد حتى اللحظة الأخيرة من عمر الوقت بدل الضائع عندما تهيأت له فرصة جديدة ولو أنها لم تكن بالسهلة أبداً، ففي محاولة لتشتيت الكرة، ذهبت تسديدة المدافع شريف جيموه مباشرة إلى البديل لويس دألبيناس، قبل أن تتهيأ لأكوستا في وسط المنطقة، ليطلق تسديدة محورية اخترقت الشباك ومنحت البهجة لرفاقه وأعضاء الجهاز الفني.
وعلق على ذلك الهدف مبتسماً: «في الحقيقة، لا أعرف كيف حدث ذلك، كانت معجزة، حيث وصلت الكرة إلى قدمي، في الوقت المناسب والمكان المناسب، لم أكن أتوقعها أبداً، نعم، يجب على المهاجم أن يكون دائماً في المكان المناسب وفي الوقت المناسب».
ومع ذلك، فإن أكوستا لا يحتاج دائماً إلى «البركة» لهز الشباك، فهو قادر أيضاً على صنع الفرص بنفسه، وعلى أي حال، فإنه بحاجة إلى مواصلة تألقه أمام المرمى وتصيد الفرص للتنافس مع خصوم من العيار الثقيل، مثل كيليشي إيهيناتشو النيجيري والثنائي البرازيلي موسكيتو وناثان، الطامحين بدورهم للتربع على قمة الهدافين.
وختم أكوستا بالقول: «هناك العديد من اللاعبين الجيدين في هذه البطولة، وهذا أمر لا يمكن إنكاره.. أعرف أني سأحصل على فرصتي، وأتمنى أن أستغلها أفضل استغلال».
عدد اليوم
