الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القلمون... جبهة القتال السورية المقبلة

القلمون... جبهة القتال السورية المقبلة
21 أكتوبر 2013 23:48
تتأهب الأطراف المتنازعة في الحرب الأهلية الطاحنة في سوريا لفتح جبهة قتال رئيسية خلال الأسابيع المقبلة، مع توقعات باحتمال امتداد القتال إلى لبنان. ويستعد جيش النظام السوري، المدعوم من قبل مسلحي «حزب الله» في لبنان، لشن هجوم لإخراج الفصائل المعارضة من منطقة القلمون، وهي منطقة استراتيجية من الجبال القاحلة تقع بين دمشق وحمص، بالقرب من الحدود الشرقية للبنان. ويدرك المعارضون ذلك ويستعدون للدفاع عن أرضهم التي تعد نقطة انطلاق أساسية للهجمات. «نحن نستعد للهجوم علينا في القلمون. لقد نحّت الفصائل خلافاتها جانباً واستعدت للهجوم الذي نعلم أنه آتٍ» هذا ما يقوله خالد، وهو لبناني سني من سهل البقاع حارب مع المعارضة السورية منذ بدء الثورة ضد نظام الأسد. ويتوقع المقاتلون السوريون واللبنانيون أن يبدأ الهجوم خلال الشهر المقبل، بينما تتوقع مصادر قريبة من «حزب الله» أن يبدأ مباشرة عقب إجازة عيد الأضحى التي انتهت يوم الخميس. ولكل من نظام الأسد وقوات المعارضة مصالح في السيطرة على منطقة القلمون بالذات. فهي تمثل، بالنسبة للأسد، شرياناً حيوياً يربط دمشق بحمص وميناء طرطوس على البحر المتوسط، بوابة الجبال الساحلية التي تمتد شمالاً إلى اللاذقية، معقل العلويين في سوريا. كما أن سيطرة النظام على القلمون ستساعد في عزل مناطق من الحدود الشرقية للبنان، التي تخدم قوات المعارضة في سوريا مثل عرسال، وهي بلدة على الحدود اللبنانية تلعب دوراً مهماً في دعم المعارضة السورية.أما بالنسبة للمعارضين المسلحين، فالسيطرة على القلمون ستعقد أهداف النظام لإنشاء ممر بين العاصمة والساحل، كما أنها بمثابة قاعدة انطلاق مفيدة للمعارك الدائرة على الحواف الشمالية والشرقية لدمشق. وسيتمكن المقاتلون من الوصول بسهولة إلى عرسال للراحة Mالعلاج من الجروح وزيارة ذويهم. وكان من المتوقع أن يشن النظام هجومه على القلمون في أوائل الصيف عقب سقوط القصير، وهي بلدة يسيطر عليها المعارضون وتقع على الحدود الشمالية مع لبنان، في هجوم استمر 17 يوماً بقيادة «حزب الله». وذكر مقاتلو الحزب في مطلع شهر يوليو أنهم نفذوا مهام استطلاعية في منطقة القلمون وتم وضع الخطط لطرد قوات المعارضة. وربما تم تأجيل الهجوم على القلمون بسبب القتال المرير الذي دار في الأشهر الأخيرة في الأحياء الشمالية والشرقية من دمشق. ومع ذلك، فقد بدا الهجوم الذي طال انتظاره على القلمون أمراً وشيكاً على نحو متزايد. وقد ناقش السياسيون اللبنانيون المتحالفون مع نظام الأسد الهجوم القادم، وحذروا من تورط «حزب الله» فيه. وحذر رفعت عيد، رئيس الحزب الديمقراطي العربي، من أن بعض الفصائل السورية المعارضة، يمكن أن تستهدف إذا انضم «حزب الله» لمعركة القلمون. وقد استغل المعارضون أشهر الصيف لبناء قواتهم في منطقة القلمون، ولاسيما الجماعات «الجهادية» المدربة والمسلحة على نحو جيد. وتوجد «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» والجماعات السلفية المتشددة مثل أحرار الشام، ولواء التوحيد ولواء الإسلام، وفقاً لمصادر عديدة. ووفقاً لتقرير دبلوماسي أعدته سفارة أوروبية في بيروت، فإن المعارضين لديهم ما يقرب من 5000 مقاتل في منطقة القلمون منذ بضعة أشهر. وأضاف التقرير أن أعداد المسلحين تتجاوز حالياً 40 ألفاً، معظمهم ينتمون إلى الفصائل الإسلامية المتشددة. كما أن بعض المعارضين لديهم خط إنتاج للأسلحة والذخائر وأسطوانات الهاون والقذائف التي يجري تصنيعها في مسابك ببلدة يبرود. وقالت مصادر دبلوماسية في بيروت إنه يجري تصنيع قواذف هاون، كما بدأ إنتاج الذخيرة الخاصة ببنادق كلاشنكوف «إيه كي-47». وعلاوة على ذلك، فقد تمكن المعارضون من اقتحام مستودعات ذخيرة الجيش السوري في القلمون والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وكميات أيضاً من الصواريخ المضادة للدبابات. ومن ناحية أخرى، يسيطر جيش النظام السوري على سلسلة من القواعد في القلمون، من بينها منشآت كبيرة للصواريخ، مع مخابئ حفرت على جانبي الجبال في عدرا والناصرية. وهذه القواعد تتيح للجيش قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ومنع المسلحين من قطع طريق دمشق- حمص السريع. ويقول أبو عمر، أحد سكان عرسال، الذي يقدم الدعم اللوجستي لفصائل المعارضين السوريين إن «الجيش هنا قوي. إذا أطلقنا قذيفة واحدة عليهم، يردون علينا بإطلاق 400 قذيفة». وحتى بعض سكان المنطقة ليسوا داعمين تماماً لقضية المعارضة. فالمدن ذات الكثافة السكانية المسيحية، مثل معلولا، وصيدنايا ويبرود، تميل لأن تكون أكثر تسامحاً مع النظام وتشعر بالحذر من الميول الإسلامية المتزايدة للجماعات المعارضة. ويقول خالد، المقاتل اللبناني المتزوج من امرأة سنية من يبرود إن «سبعين في المئة من سكان يبرود يدعمون النظام، على رغم وجود المعارضين في البلدة. المسيحيون هنا لا يتداخلون معنا. كما أن بلدة فليطة تدعم النظام، ولذلك، فإن كل القرى المحيطة بفليطة يتم قصفها ما عدا هذه البلدة». وتعتقد مصادر قريبة من كل من «حزب الله» وفصائل من المعارضين السوريين أن اتصال عرسال اللوجستي القوي بمنطقة القلمون يعني أنه بمجرد بدء الهجوم سيمتد القتال إلى لبنان. فالمسارات العابرة للحدود التي تربط عرسال بمنطقة القلمون هي بمثابة شرايين الحياة للبلدة اللبنانية المحوطة فيما عدا ذلك من الشمال والغرب والجنوب بالقرى التي يسكنها الشيعة مع حضور قوي لـ«حزب الله». وإذا تمكن الحزب من قطع المسارات بين عرسال والحدود، فستصبح المدينة السنية معزولة. ومما يزيد من التوترات بين عرسال والقرى المجاورة التي يدعمها «حزب الله» مزاعم السكان أن المدينة السنية هي المسؤولة عن سلسلة الهجمات التي شنت على المناطق الشيعية، بما في ذلك الهجمات الصاروخية والقنابل المزروعة على جانبي الطريق. نيكولاس بلاندفورد محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©