الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيه آر: الصور مساحة مناورة بين الموضوع والمتلقي

جيه آر: الصور مساحة مناورة بين الموضوع والمتلقي
24 أكتوبر 2011 09:15
«إن حقيقة أن أبقى غير معروف، تعني أن بإمكاني عرض أعمالي أينما شئت»؛ هكذا بدأ المصور الفرنسي تونسي الأصل جيه آر حديثه عن مشروعه الكبير “فضاء التصوير”، التابع لمعرض “تعابير إماراتية”، الذي انطلق مؤخراً في جزيرة السعديات بتنظيم من شركة الاستثمار والتطوير السياحي، وسيستمر مدة ثلاثة أشهر. جيه آر اسم مستعار لفنان تونسي الأصل فرنسي الجنسية، يؤمن بأن عمله هذا رسالة لكل الأوطان، بحيث يمكن لكل شخص نحو العالم استعمال هذا المشروع في التعبير عن قضاياه الإنسانية والاجتماعية والسياسية أيضا، بالتقاط صور وإرسالها إلى الموقع ليتم نشرها، وهكذا يفتح مجالا كبيرا لأن يصبح كل فرد في المجتمع ناقلا للخبر عن طريق الصورة، والصور بالتالي تعرض على شكل معارض بأحجام كبير على الطرقات والقطارات، والأماكن العامة، صرخة مرئية يعتبر جيه آر الصور صرخة يوصلها المصور الذاتي لكل العالم، كما يراها من جهة أخرى فرصة لمقاربة ما يجري في العالم من أحداث وتقريبها لكل بقعة على أرض الأرض، وغالبا ما يتوارى خلف الأضواء، ويرفض جيه آر تسليط الضوء عليه كشخص، ليترك لأعماله الفرصة للحديث عنه، بحيث يفضل تسليط الضوء عن أعماله وهدفه وليس لشخصه. وفي سياق الحديث عن فضاء التصوير، يقول جيه آر “الفكرة أن نخلق تواصلا بين الناس في مختلف العالم للتعبير عن قضاياهم، بحيث يمكنهم التقاط صور لمواضيع معينة، ويتم إرسالها على البريد الإلكتروني، بحيث يمكن استعمال هذه الصور في معارض”. ويضيف “هذه الصور الضخمة تعرض على المباني والقطارات والجسور، وبذلك لنلفت أنظار المتلقي، بهدف أن يرى كل منا الآخر، نحاول استقطاب انتباه الجمهور ممن لا يزورون المتاحف عادة”. ويتحدث جيه آر الذي تمزج أعماله بين الفن والحركة، حيث يتعامل مع مفاهيم الالتزام، والحرية، والهوية، والحدود، عن أن مشروعه يفتح مساحة لتعبير الناس عن مشاعرهم، ويؤكد “أحاول مساعدة الناس على تحقيق أحلامهم في كل أنحاء العالم”. ويشير جيه آر إلى أنه أبدع مشروع “الفن المتسلل”، والذي يظهر على شكل صور شخصية ضخمة أو صور لعيون كبيرة موضوعة على المباني في ضواحي باريس، وعلى الجدران في الشرق الأوسط، وعلى القطارات في كينيا، وفي الأحياء الفقيرة في البرازيل، وعن هذا الفعل الفني، يقول إنه “ليس هناك أي مكان للفصل بين الفنانين والمتلقين”. ويوضح أنه كثير الأسفار إلى أماكن بعيدة، غالباً ما تشكل خطراً عليه، حيث يدخل المجتمعات، ويصادق السكان ويعمل معهم كنماذج ومتعاونين، ويركز في مواضيعه على الوجوه، مستخدماً عدسة واسعة الزاوية قياس 28 مم، ليبدع صوراً مكشوفة ومضحكة ووجدانية وحقيقية، تعكس وجدان وروح كل الأشخاص العاديين، هذه الصور الملصقة على جدران المباني والجسور والقطارات والحافلات والأسطح، تواجه الجمهور وتفرض عليه التفاعل معها. شهادات الصور يقول جيه آر إن الغرض من ذلك هو نقل حقائق بشهادات الصور، ويعتبر الصور ناطقة أكثر من أصحابها، هكذا يفرضها على المتلقي، ويضيف “إنني أعمل على نقل الصور الفقيرة إلى الأحياء الغنية، وأنقل ما يجري في مكان ما من العالم لمكان آخر، وذلك بغرض التفاعل، فهناك من لا يدري عن الفقر والجوع الذي يعيشه البعض، هكذا أنقل هذه الحقائق الصادمة عن طريق الصور، حيث لا يتوقعها أحد، فمثلا صور من ضواحي باريس الفقراء تعرض في الأحياء البرجوازية، وصور للمجتمعات المتحاربة على طرفي الجدار الذي يفصل بينهما”، لافتا إلى صورة عبارة عن عينين وسيارات شرطة محروقة من سيدي بوزيد مكان انطلاق الشرارة الأولى في الثورات العربية، ويترك عادة جيه آر مساحة مفتوحة للقاء بين الموضوع بطل اللوحة والمتلقي لإثارة التساؤلات. ويعتبر جيه آر أن “الشارع أكبر صالة عرض للفن في العالم”، مشيرا إلى أن لكل شخص الحق في التعبير عن قضاياه الاجتماعية أو السياسية من خلال هذا المشروع. ويشرح جيه آر الفكرة التي سيقدمها في منارة السعديات، والتي ستسمح للجمهور بالتفاعل معه من خلاله، حيث ابتكر لوحة تركيبية من مشروع “إنسايد أوت” و”فضاء التصوير” الذي يمتلكه، وحول “إنسايد أوت” (من الداخل إلى الخارج)، يقول “هو مشروع فني مشترك يحول رسائل الهوية الشخصية إلى أعمال فنية، بحيث أطلب من الجميع استخدام صور فوتوغرافية بالأسود والأبيض لاكتشاف وكشف وتبادل الصور والقصص غير المحكية لأناس من مختلف أنحاء العالم، وستوضع هذه الصور التي يتم تحميلها رقمياً على ملصقات، وتعاد إلى مرسليها لعرضها في إطار مجتمعاتهم، وبإمكان الأشخاص المشاركة كأفراد أو جماعات، ويمكن وضع الملصقات فقط ضمن أماكن محددة في منارة السعديات”. ويضيف “إنسايد أوت” هو نتاج تعاون بين زوار المعرض وبيني، وهي لوحات كبيرة الحجم عبارة عن ملصقات، بحيث يمكن لكل شخص يرغب في ذلك أن يدخل هذا الفضاء، ويصور نفسه، وبعدها يكتب اسمه الأول والثاني، وعنوانه البريدي، على الكمبيوتر وبعد دقائق تخرج الصورة من أعلى هذه الغرفة، ويسمح للزائر بالاحتفاظ بها، أو إلصاقها على منارة السعديات، وفي المقابل يسمح ضمنيا لجيه آر استعمالها في أماكن أخرى”. إضاءات على مسيرة جيه آر يمتلك جيه آر أكبر صالة فنية في العالم، فهو يعرض بحرية في شوارع العالم، لاستهداف الجمهور الذين لا يزورون المتاحف عادة، وتمزج أعماله الفنية بين الفن والقانون، والحديث عن الالتزام، والهوية، والحرية، والحدود. بعد أن وجد كاميرا في قطارات الأنفاق في باريس، قام بجولة في شارع الفن الأوروبي، متتبعاً الأشخاص الذين يوصلون رسائلهم عبر الجدران، ثم بدأ العمل مراقباً للناس ورحلة الحياة للمحرومين الذين يعيشون في أقبية باريس وعلى أسطح مبانيها. في العام 2006، أنجز مشروع “صورة الأجناس”، وهو عبارة عن صور شخصية لسكان الضواحي المهمشين، والتي وضعها في أشكال ضخمة في الأحياء البرجوازية في باريس. وأصبح هذا المشروع “رسمياً” عندما قامت بلدية باريس بوضع صور جيه آر حول مبناها. في العام 2007، نظم مع ماركو معرض “وجهاً لوجه”، وهو أكبر معرض تم تنظيمه على الإطلاق. وقد قام جيه آر بوضع صور شخصية ضخمة لأشخاص من إسرائيل وفلسطين وجهاً لوجه في ثماني مدن فلسطينية وإسرائيلية، وعلى جانبي الجدار العازل. وعلى الرغم من رأي الخبراء بأن هذا المشروع مستحيل، استطاع جيه آر إنجازه بنجاح. في العام 2008، انطلق في جولة عالمية طويلة لعرض مشروع “المرأة”، وهو مشروع أكد من خلاله على كرامة المرأة التي غالباً ما تكون هدفاً للصراعات، في الوقت نفسه، أبدع مشروع “تجاعيد المدينة”، في خطوة لإظهار سكان المدينة وتاريخ وذاكرة البلد من خلال التجاعيد، وقد اختار الفنان المدن التي شهدت تغيرات مثل قرطاجنة في إسبانيا، وشنغهاي، ولوس أنجلوس. في العام 2010 تم عرض فيلمه “النساء أبطال” في مهرجان كان ضمن مسابقة الكاميرا الذهبية. في العام 2011 حصل على جائزة “تيد” التي أتاحت له الفرصة لتمني أمنية لتغيير العالم. كما قام مشروع “من الداخل إلى الخارج”، وهو مشروع فني عالمي مشترك يتيح للناس من جميع أنحاء العالم فرصة لالتقاط الصور ونشرها دعماً لفكرة أو مشروع أو عمل ما، وتبادل الخبرات فيما بينهم. قام جيه آر بإنجاز مشروع “الفن المتفشي”، حيث نشر صور مباني الأحياء الفقيرة حول باريس، على الجدران في الشرق الأوسط، وعلى الجسور المهدمة في أفريقيا، وفي الأحياء الفقيرة في البرازيل. الناس الذين يعيشون على الحد الأدنى يكتشفون أشياء لا لزوم لها على الإطلاق، وهم لا يرونها فقط بل يصنعونها. وأصبحت بعض النساء المسنات عارضات أزياء ليوم واحد، وقام بعض الأطفال بدور الفنانين لمدة أسبوع. في ذلك المشهد الفني، ليس هناك أي مكان للفصل بين الفنانين والمتفرجين. وبعد هذه المعارض المحلية، تم نقل الصور إلى لندن ونيويورك وبرلين وأمستردام، حيث رآها كل شخص في ضوء التجربة الشخصية الخاصة به.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©