الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرس الثقافة المرورية في نفوس الأطفال مسؤولية تتحملها الأسرة والمدرسة

غرس الثقافة المرورية في نفوس الأطفال مسؤولية تتحملها الأسرة والمدرسة
24 أكتوبر 2011 09:16
تبرز القضايا المتعلقة بسلامة الأبناء خاصة الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية الأولى، كقضية أساسية تؤرق الأمهات وتثير قلقهن من حيث آليات الأمن والسلامة المتبعة في المدرسة والحافلة، وكيفية التعامل مع الشغب سواء داخل المدرسة أثناء اللعب أو خلال انتظار الحافلات المدرسية، وعدم الالتزام بالنظام في الحافلات وعند الصعود والنزول منها، وكيف يمكن تحقيق الأمن والسلامة للطفل داخل المدرسة. يتركز جل تفكير الأمهات وحرصهن على حماية الطلاب والطالبات الصغار، خلال اليوم الدراسي خارج المنزل وحتى العودة بالسلامة إلى منزله. وأكثر ما يشغل الأمهات هو تلك الحوادث التي تحدث للأبناء قبل صعود الحافلات أو النزول منها أو خلال عبور الطريق، وأحياناً تلك التي تقع داخل الحافلات بسبب عدم توافر النظام وبسبب شغب الصغار. تنمية الوعي إلى ذلك، تقول جلاء أحمد، الأخصائية الاجتماعية في إحدى المدارس بالدولة «من المهم تنمية الوعي المروري لدى الطفل بصورة منظمة ومدروسة، وهو مطلب ضروري لوقاية الطفل من المخاطر المرورية، لأن الطفل الذي يشارك المشاة في الحركة المرورية لا يملك مهارة الناضجين، ولا المعارف المرتبطة بإرشادات وقواعد المرور، ولا الخبرات الضرورية التي تمكنه من تقرير الأوضاع المرورية، ولا السلوكيات التي تكفل أمنه وسلامته». وتضيف «للمدرسة دور مهم وفعال في تربية النشء وتعليمه وتثقيفه بالجانب المروري، ويتمثل دورها في غرس آداب المرور في نفوس الطلبة واحترام رجال المرور، كما أنه من واجب المدرسة القيام بتثقيف الطلبة مرورياً وتعليمهم كيفية انتظار الحافلة، وكيفية الصعود والنزول منها بالتنسيق والتعاون مع الشرطة»، مشيرة إلى أن المطلوب من المدرسة اختيار الأماكن المناسبة لانتظار الطلبة للحافلات سواء في المناطق السكنية أو قرب المدرسة، وعلى المدرسة أيضاً مراقبة سلوكيات أبنائها الطلبة من قبل مشرفين ومشرفات، أثناء فترة الانتظار وأثناء الصعود والنزول من الحافلة. من جهتها، تقول أم عبدالله، ولية أمر، إنه «من المهم أن تقوم الأمهات بالتعاون مع إدارة المدرسة بتطبيق تمارين صعود ونزل آمنين من الحافلات مع الطلاب والطالبات الصغيرات من عمر ست إلى عشر سنوات، وأن يقمن بتعليم الصغار بأماكن وضع الحقائب التي تكون في أحيان كثيرة، سبب وقوع الحوادث والإصابات داخل الحافلات، وأيضاً لا بد من وجود تدريبات عملية لهيئة ووضعية الانتظار والركوب». تواصل مطلوب تقول أم عبدالله الضنحاني، عضو مجلس أمهات، إنه «لا بد من وجود تواصل بين الأمهات والآباء والهيئة المدرسية من أجل أن لا يتعرض الطلاب أو الطالبات لحوادث داخل أسوار المدرسة نتيجة الشغب أو وجود صغار عدوانيين، خاصة أن الاتفاق على توفير السلامة داخل المدرسة أمان للأطفال، وقد بدأت تلك الحوادث في التدني نتيجة ما تقوم به مجالس الأمهات من جهود مع الجهات المختصة». وتذكر أم عبدالله أنه حتى لو وضعت دوريات أو مشرفين ومشرفات داخل الحافلات، إلا أن الطلاب أنفسهم ولقلة الخبرة بسبب عمرهم الصغير ربما يتسببون أحياناً في وقوع بعض الإصابات داخل الحافلات نفسها أو خارجها بعد نزولهم منها نتيجة اللعب والتدافع. وتقول أم حسن الحمادي إن هناك دراسات تؤكد أن تحقيق السلوك المروري وغرس الوعي بحركة المرور وآلياتها واجب ضروري تقع مسؤوليته في المقام الأول على الأسرة ثم على عاتق المؤسسة التربوية، مشيرة إلى أن التربية المرورية في مجال رياض الأطفال تربية بصرية وسمعية وحركية واجتماعية، وتنمي المهارات المرورية لدى طفل الروضة ثم طفل المدرسة، وعلى الأمهات تنمية القدرات الذاتية لحواس أبنائهن الحركية والمعرفية والوجدانية، وتعويدهم على التعاطي مع مكونات البيئة كالطرق وإشارات المرور والتوعية بآداب المرور وقواعده ونظمه. وتضيف أنها مطمئنة لإجراءات إدارة الروضة لأنها لا تسمح لأي طالب بالخروج، حتى يأتي ولي الأمر ويتسلمه من داخل المدرسة، أما من يستقل الحافلة فإن هناك مشرفتين داخل كل حافلة، ولكل واحدة مهمة خاصة بها، لافتة إلى أن الأمهات يعملن على إكساب الأبناء سلوكيات مرغوبة وإيجابية، ومنها الالتزام وآداب الصعود والهبوط من المركبات وتنمية قدرات خاصة بهم، مثل سرعة رد الفعل والتحكم والانتباه وكيفية تفادي الأخطار وتقدير المواقف. تجنب العراك والد الطفلة عائشة سالم بن عبيد، وهي في الروضة، يقول إنه لا بد أن يتعلم الطفل عدم التعارك مع الأطفال العدوانيين، لأن ذلك ربما يؤدي لإصابات خطيرة، والأهم أن يتعلم أن المعلم أو مدير المدرسة هو الأب الذي يمكنه اللجوء إليه للتحدث عن مشكلته، كما يمكن للأسرة أن تناقش القضايا المرورية بأسلوب مبسط إن كان أبناؤهم يستقلون الحافلات المدرسية، ويترجلون منها دون أن يكون في انتظارهم أحد، والأفضل وضع الطلاب مباشرة في تجربة أو مواقف مرورية صعبة ومعقدة تتطلب حسن التصرف وسرعة البديهة لتحليل المواقف وإيجاد الحلول لها. وتقول مريم عبيد، لديها أبناء يستقلون الحافلات، إن «هناك فوضى تعم المكان خاصة عند توقف الحافلات قرب المدارس، بسبب تسرع بعض أولياء الأمور لأخذ أبنائهم والعودة سريعاً على المنزل، ما يتسبب بعرقلة السير، ولذلك مطلوب وضع دراسة هندسية لكل مواقف المدارس ضمن الخطط عند التأسيس، أو حتى بعد قيامها، وذلك من أجل أن يدخل الجميع من مدخل ويخرجون من منفذ آخر. وتعتقد أن ذلك سيكون رادعاً لمن لا يلتزم بالنظام لأن البعض يعتقد أنه الوحيد المشغول ولذلك هو دائماً على عجلة، ويرغب في الدخول والخروج بأبنائه قبل الواقفين في الانتظار بنظام. وتتابع «تبرز هذه المشكلة في ساعات الذروة الصباحية وفي فترة الظهيرة أي عند بدء وانتهاء ساعات الدوام الرسمي، حيث يتزامن مع انتقال الموظفين والطلبة في وقت واحد، مما ينتج عنه زيادة ملحوظة وكم هائل من المركبات في الطرق خلال تلك الفترتين، ولأن البعض في عجلة فإنهم يتجاوزون السرعة في الطرق والأماكن القريبة من المدارس، إلى جانب اختلاط الحافلات المدرسية بالمركبات الخاصة بأولياء الأمور، وتكدسها في أماكن معينة وبالذات عند البوابات أو وقوفها بوضعية غير منتظمة عند المرافق المدرسية خاصة في أوقات الدخول إلى المدرسة أو الخروج منها». الازدحام أمام المدارس أم عدنان علي تقول قد يتسبب الازدحام أمام المدارس في تعريض الطلبة لبعض المخاطر المرورية واحتمالات الدهس، وبالذات الطلبة المسجلين حديثاً في المدارس من منطلق قلة إدراكهم، وعدم تأقلمهم مع البيئة المدرسية الجديدة عليهم، وقد تقع حوادث مؤسفة ومؤلمة نتيجة لذلك، بسبب تهور بعض سائقي المركبات أو نتيجة جهل الطلاب، مشيرة إلى أن الطفل يفتقر إلى ما تتطلبه التربية المرورية من توافق القدرة العضلية والعصبية والقدرة على سرعة رد الفعل الحركي والسلوك الحركي السليم. كما أن حجم الطفل المفرط في البدانة أو الذي تنقصه الكفاءة البدنية أو الصحية أو الحركية قد يؤثر ذلك على الناحية الانفعالية التي قد تؤثر بدورها على ثقته بنفسه، وعلى رد فعله في المواقف المرورية أو إثر أي حادث طارئ فيتعرض للخطر، لذلك يعتبر دور البيت وأولياء الأمور الدور الأكبر في النصح والإرشاد بحكم قربهم من أبنائهم. وتضيف «من هذا المنطلق يجب عليهم ارشادهم إلى كيفية عبور الطريق والالتزام بالقواعد المرورية، وعليهم تبصير أبنائهم بمخاطر الطريق بالعمل على شرحها لهم، وإيضاح مخاطر اللعب أو الجري على الطرق، وحتى استخدام الدراجات الهوائية التي لا تتوافر فيها اشتراطات السلامة، وغير ذلك من السلوكيات السلبية سعياً لتجنبها». وتطالب أم عدنان أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم إلى المدارس بتقديم موعد التحرك من المنزل بوقت كاف تجنباً لتجاوز السرعة والتسبب في مضايقة الآخرين وإرباك الحركة المرورية بالسرعة فوق الحد المقرر لها، ناصحة بعدم إنزال أبنائهم على حافة الطرق أو بعيداً عن مدارسهم حرصاً على سلامتهم. تدافع الأطفال شهناز ممرضة تعمل في إحدى المدارس، وهي أم لأطفال يتعلمون في مدارس أخرى غير المدرسة التي تعمل فيها، تحدثت عن قائدي المركبات وما يجب عليهم أثناء مرورهم بالقرب من المدارس، وهو أخذ الحيطة والحذر عند قيادة مركباتهم خاصة عند الاقتراب من المدارس وأماكن تجمعات الطلبة، وكذلك عند مشاهدتهم لحافلة أخرى متوقفة قرب الشارع سواء لنقل أو لإنزال الطلبة، لافتة إلى أن المطلوب منهم التخفيف من سرعتهم والاستعداد للتوقف التام فور حدوث أي طارئ، وعلى قائدي الحافلات التقيد بالأنظمة والقوانين المرورية، والانتباه أثناء القيادة وعدم السرعة الزائدة. وتشير شهناز إلى تجمهر الطلبة بالقرب من الشوارع لانتظار الحافلات التي تقلهم من وإلى المدارس، وتعتبرها قضية مرورية خطيرة ربما تسبب كارثة، ولهذه الظاهرة سلبيات كثيرة على السلامة المرورية وتعرض سلامة الطلبة للخطر، خصوصا إذا ما طالت فترة الانتظار لأن بعض الطلبة يقومون باللعب والجري في الشوارع. وتضيف «يعتبر تدافع الطلبة أثناء الصعود والنزول من الحافلات سبباً في كثير من الأحيان إلى سقوط الطلبة وخاصة الصغار منهم كما يتعرضون للإصابات التي ربما قد تؤدي إلى مخاطر صحية وعاهات مزمنة، كما يقوم بعض الطلبة بالصعود والنزول من الحافلة قبل التوقف التام للحافلة وهذا بدوره يعرض سلامة الطلبة للخطر».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©