الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأزمة اللبنانية تتحرك باتجاه الحل

الأزمة اللبنانية تتحرك باتجاه الحل
15 فبراير 2007 23:28
بيروت -''الاتحاد'': بعد مرور الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري على خير في لبنان، عادت الأنظار من جديد لتتركز على المرحلة المقبلة وما ستشهده من تحركات سياسية محلية وإقليمية ودولية لمعالجة الأزمة السياسية العالقة بين ''ناري'' الأكثرية والمعارضة· وخلافاً لكل الانباء التي تحدثت عن إلغاء الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى زيارته الى بيروت، أكدت مصادر مقربة من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لـ''الاتحاد'' أن موسى سيعود الى العاصمة اللبنانية على عجل وفي أي وقت يتلقى فيه إشارات إيجابية لمبادرته من طرفي الصراع· ونفت المصادر ما تردد عن أن موسى قرر عدم العودة وقالت: ''إن المتضررين من الحل يحاولون توظيف مهمة موسى لمآرب خاصة ولغايات معروفة الأهداف والغايات''· وعلمت ''الاتحاد'' من مصادر رئيس البرلمان نبيه بري، أن الأخير قرر الخروج من ''قوقعته'' وإحياء اتصالاته بأقطاب فريقي الأكثرية والمعارضة بحثاً عن مخرج للأزمة، وقالت إن خطاب زعيم الأكثرية النائب سعد الحريري الذي تضمن طرح المحكمة ذات الطابع الدولي كثابتة لديه مقابل الثلث الضامن للمعارضة في الحكومة، شكل بارقة أمل تلقفتها قوى 8 مارس بإيجابية· وأضافت مصادر بري أن خطاب الحريري لقي اهتماماً داخلياً وخارجياً، خصوصاً لجهة إعلانه جهوزية فريقه ''لكل قرار شجاع من أجل الحل في لبنان''، خلافاً لخطابي رئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع اللذين شكلا ''إعلان حرب''· ونسبت جريدة ''السفير'' اللبنانية الى قيادي وصفته بـ''الكبير'' في ''حزب الله'' لم تذكر اسمه القول: ''إن المعارضة تلقفت دعوة الحريري لاتخاذ قرارات شجاعة بإيجابية وهي ترى (اي المعارضة) انه إذا كانت الشجاعة تقضي من قوى 8 مارس الخوض جدياً في موضوع المحكمة فهي جاهزة لذلك وأعلنت أكثر من مرة موافقتها على المبدأ''· وأكد القيادي نفسه بأن ''المعارضة هي أهل للشجاعة ولكنها كانت تأمل وما تزال بأن يلاقي الحريري شجاعة الآخرين، لاتخاذ مواقف شجاعة وأن يلاقي مطالب المعارضة بدءاً بحكومة الوحدة الوطنية وصولاً الى الانتخابات النيابية المبكرة''· وسط هذه الأجواء، عادت حرارة الخطوط الهاتفية للعمل بين قيادات من الأكثرية وأخرى من المعارضة بعيداً عن الأضواء الإعلامية، يتوقع أن تبرز نتائجها في وقت لاحق باتجاه تبادل الأفكار حول إمكانية بلورة مشروع للحل الذي كان يجري العمل عليه عبر المسعى السعودي - الإيراني، وتوقعت المصادر السياسية المراقبة في بيروت أن يشكل بري الرافعة المطلوبة لإنتاج التصور المطلوب لهذا التوجه، بالتنسيق والتوافق مع الحريري· وحذرت المصادر في الوقت نفسه من إمكانية ممارسة حلفاء الحريري ضغوطات عليه لحمله على التراجع عن طروحاته وإبقاء الأزمة في ''الثلاجة'' وقالت: ''إن على زعيم الأكثرية عدم التأثر بما يحاول بعض حلفائه فرضه عليه لإجهاض اي حل وعدم تراجعه عن ثوابته التي شكلت مبادرة إيجابية كانت مفقودة في الوقت الضائع، لاسيما وان خط الاتصال المفتوح بين قريطم وعين التينة يمكن من خلاله تقريب وجهات نظر الفرقاء للوصول الى حل ''لا غالب ولا مغلوب'' ينقذ البلاد من الانزلاق الى الفتنة· ودعا عضو كتلة ''تيار المستقبل'' النائب عاطف مجدلاني ''حزب الله'' وحلفاءه الى عبور الخط الفاصل بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح للالتقاء مع قوى 14 مارس على المحكمة الدولية للوصول الى الحقيقة والعدالة· واعتبر ان الوضع في لبنان لا يمكن ان يستمر على ما هو عليه وقال: ''ننتظر خطوة إيجابية من ''حزب الله'' ومن الرئيس بري للتلاقي والتوافق الجدي والمباشر''· وفي هذا الإطار، تمنى النائب بطرس حرب من جميع الفرقاء الخروج من المواقف التي وصلوا اليها مؤخراً والتلاقي بحثاً عن حلول للأزمة، لان الحل ينبع من الداخل ولأن اللبنانيين إذا لم يكونوا قادرين على إيجاد الحل، فلن يكونوا جاهزين لتلقف أية مبادرة من الخارج لتطويرها· واعتبر حرب في تصريح أمس أن المعطيات السياسية لا تشجع على أن الأمور وجدت حلولاً، خصوصاً في موضوع المحكمة الدولية· داعياً الرئيس بري الى اتخاذ مبادرة عبر تشكيل لجنة من الاختصاصيين لتقديم ملاحظاتها وبحث تعديلات يمكن إدخالها على نظام المحكمة الدولية، وإذا حصل ذلك يصبح بالإمكان الولوج نحو حل لباقي القضايا وقيام حكومة وحدة وطنية تعطي المعارضة فيها الثلث الضامن بعهدة رئيس البرلمان· وكشف عضو تكتل ''التنمية والتحرير'' التي يترأسها بري النائب ميشال موسى أن الأيام التي سبقت إحياء الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري كانت قد قطعت شوطاً مهماً على مستوى البحث عن مخارج وأن الأجواء كانت تفاؤلية وجدية حول كل المواضيع الخلافية· وامل موسى ان يستأنف الحوار خلال الأيام المقبلة، مشدداً على ضرورة ان يترافق مع هدوء في الخطاب السياسي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©