الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكاية «النحاتين الثلاثة» تترجم إلى رواية فنية في طابع بريدي

حكاية «النحاتين الثلاثة» تترجم إلى رواية فنية في طابع بريدي
24 أكتوبر 2011 09:16
المرأة تعني له الليل والنهار، وموجودة في جميع أعماله.. امرأة، حبيبة، صديقة ولادة بكل ما تحمل من معان إنسانية شاملة. إنه النحات اللبناني العالمي ألفرد بصبوص، أحد الإخوة الثلاثة الذين أثبتوا أن موهبتهم الفريدة من رحم واحد، ميشال الأكبر وألفرد ويوسف الأصغر، ومؤخرا وتكريمه له حتى بعد وفاته، استضاف مجلس النواب اللبناني منحوتاته، كما عملت وزارة المالية على إصدار طابع رسمي لبناني من فئة الخمسة آلاف ليرة لبنانية للأخوة بصبوص. احتفالاً بأهمية هذا الحدث التاريخي، أقامت عائلة النحّات ألفرد بصبوص ومؤسسة ألفرد بصبوص مأدبة غداء في حديقة متحف ألفرد بصبوص في قرية رشانا، حيث استقبلت على السجّاد الأحمر نواباً ووزراء لبنانيين، سفراء وفنانين مصممي أزياء وعدد من الشخصيات الاجتماعية ومحبي الفن. كما حضر الحفل حشد من أهل الصحافة والإعلام اللبناني. ذكرى ودعم كلمة ترحيب وشكر وجّهها فادي ألفرد بصبوص للبرلمان اللبناني والمشرفين على ترميمه وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري والنائب أنطوان زهرة وهشام ناصر والدولة اللبنانية لإصدار طابع بريدي رسمي باسم الإخوة بصبوص على هذه البادرة المهمّة لمسيرة والده النحّات ألفرد بصبوص، ولعائلة بصبوص ككل، ولهذه المناسبة قدّم فادي بصبوص منحوتات من أعمال ألفرد بصبوص لكلّ من النائب أنطوان زهرا والسيّد هشام ناصر صاحب الشركة الدولية للتصميم والهندسة وهو أيضاً جامع تحف فنيّة كعربون شكر وتقدير من مؤسسة ألفرد بصبوص. وحضرت حفل الغداء كارين خوري، ممثلة مؤسسة “جود” التي تُعنى بالأطفال المصابين بمرض السرطان، حيث قدّم غادي بصبوص للمؤسسة منحوتة أطلق عليها والده لقب منحوتة “الأمومة” كما أعطى الصلاحية للمؤسسة بعرضها للمزاد العلني في أحد حفلاتها الخيرية يعود ريعها لمعالجة الأطفال المصابين بمرض السرطان، وذلك كذكرى لوالده الذي توفي متأثراً بمرض السرطان. تقول ماري بصبوص، رفيقة درب ألفرد صاحب الإحساس “ألفرد فنان عالمي أفتقده وأذكر تضحيته بعمله، فهو لم يهتم سوى بإرضاء نهمه الفني، كنت معجبة بنشاطه وعمله حيث كان يعمل لست ساعات في النحت وهو عمل شاق، حتى وهو بعمر الـ80 سنة”. تتابع “كنت معه في كل منحوتة ومنذ بدئه برسمها على الحجر يأتي ليسألني عن الخطوط. تعلمت منه ثقافة النحت فقط ولكني لم أكتسب مهارات النحت الحقيقية”. تذوق الفن لألفرد ولد وبنت، فادي وزينة. تقول الزوجة “فادي معجب بأعمال والده ويهتم بتقوية أعماله تجاه الناس كون ألفرد لم يكن يهتم بتسويق أعماله. واستطاع فادي أن يوصل ألفرد إلى العالمية من خلال الدولة وتعريف المهتمين على مكنونات ذلك المتحف الخاص. فادي يتذوّق فن النحت لكنه ليس نحاتاً. أما ابنتي زينة فهي رسامة وموهوبة”. “بعد خمس سنوات من رحيله، هو من كرّمنا”، يقول فادي ألفرد بصبوص، ويضيف أن والده أخذ حقه كفنان من نفسه، عبّر هو عن فرحه وإحساسه فأرضى ذاته وكرّمها ولم يكن يعلم أنه كرم الإنسانية. ويتابع “في ظل غياب دولة فعلية تشرف على المتاحف وعدم وجود متحف للفن الحديث، وكوني ورثت من والدي أعماله، كان هدفي وضع هذه التحف في راشانا لتكون مزاراً للشعب اللبناني والعالمي”. وعن تكريم مجلس النواب لوالده، يقول فادي “أنا راض وأشكر القيمين الذين بإرادتهم شجعوا أول مشروع لتلتفت الدولة ويصبح المجلس متحفاً بتوقيع ألفرد”. ولم يكن النحت بالنسبة لفادي مهنة بقدر ما كان عالماً يكتشفه كل يوم. يقول “بقيت لفترة طويلة من الزمن بعيدا عن والدي، وبعد رحيله عشت المنحوتات في محيط فني والخبرة بدأت تتنامى”. اليوم تضمّ مؤسسة ومتحف ألفرد بصبوص حوالي 3000 ماكيت لم تنفّذ بعد ويسعى فادي لضمّها إلى المتحف ذكرى ووفاءّ لوالده. تشجيع النحت عن ميزانية وزارة الثقافة التي تقدمها لمشاريع ومتاحف تعنى بفن النحت في لبنان، تقول مندوبة وزارة الثقافة اللبنانية إلى متحف ألفرد بصبوص أمل منصور إنها بالفعل قليلة نسبياً، وتضيف أن هناك نية لدى وزارة الثقافة اللبنانية برفع نسبة الموازنة العامة للاهتمام بمثل هذه المشاريع. وتقول “يشكل مثقفو وفنانو لبنان ثروته الحقيقة، ومقتنيات وزارة الثقافة تلقى الاهتمام من الوزير والمدير العام عمر حلبلب ومسؤولة المعارض في الوزارة الفنانة التشكيلية ديما رعد لأنها من ضمن اختصاصها الاهتمام بترميمها ونشرها عبر الأسابيع الثقافية التي تنظمها الوزارة في العالم”. أما فيما يتعلق بعرض منحوتات ألفرد بصبوص، فتقول “مبادرة جيدة من رئيس مجلس النواب نبيه بري بتكريم المثقفين والنحاتين ولا سيما ألفرد بصبوص حيث تزينت جدران مجلس النواب الجديد بهذه المنحوتات وبعض المقتنيات لدى الوزارة في محاولة لتشجيع نشر الفن اللبناني في لبنان والعالم”. من جهته، يرى الإعلامي وليد عبود أن راشانا في مرحلة من المراحل في أوائل السبعينيات أخذت حقها على الصعيد الثقافي، لكن الأحداث الأخيرة والحرب اللبنانية جعلت شمال لبنان أقل أهمية من جبل لبنان، مما خفف من وهجها. واليوم انطلاقاً من اهتمام مجلس النواب والوزراء، استطاعت أن تعود راشانا بلدة ألفرد بصبوص إلى سابق عهدها الثقافي، لتشكل بقعة ضوء فنية مهمة، وإحدى أهم الإشعاعات الثقافية في لبنان على مستوى العالم كونها الفريدة والوحيدة في العالم التي ولدت ثلاث أخوة نحاتين، أورثوا ثمانية من أولادهم المهنة. ويقول عبود “لم تعد قصة نحات ومنحوتة بل رواية عائلة فنية وبلدة مبدعين زرعت لبنان في قلب التألق الثقافي العالمي”. ويقول عبود “فن النحت حاله حال فن الرسم بل أصعب، كون النحت فيه من الرسم وتغيير المادة وقولبتها وفق رؤية فنية، كذلك تطويع المادة الصعبة للإبداع البشري حيث يتحول الصخر والخشب والمعدن وبقدرة إنسان وببعد فني إلى كيان وتتم أنسنتها وهنا الإبداع والتألق”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©