الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإماراتيون نجحوا في إرساء نموذجهم الخاص بتجاوز مفهوم المستحيل

الإماراتيون نجحوا في إرساء نموذجهم الخاص بتجاوز مفهوم المستحيل
15 فبراير 2017 23:35
علي العمودي (أبوظبي) استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعد ظهر أمس، وبحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، محاضرة بعنوان «اتساع آفاق التكنولوجيا والسياسات الحكومية: زوال مفهوم المستحيل» ألقاها كينت ووكر، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون القانونية والسياسات والاعتماد والسلامة لشؤون مؤسسة جوجل الخيرية بشركة جوجل. استهل ووكر محاضرته، التي شهدها عدد من الوزراء والمسؤولين والحضور، بالإعراب عن سعادته بالتواجد في العاصمة أبوظبي للمرة الأولى، وما شاهده من معالم التقدم والتطور، وهو ما لم يكن موجوداً من قبل، والتي يعتبرها المتابع من أمور الخيال العلمي التي أصبحت واقعاً ملموساً، بفضل قناعة بزوال المستحيل وتطور العلوم، ولاسيما البرمجيات، ونجاح أبناء الإمارات في إرساء نموذجهم الخاص بتجاوز مفهوم المستحيل. وقال: إن تلك الإرادة والتطور المطرد ساهما في انتقال العديد من المجتمعات -كما حصل في وادي السليكون وكذلك في أبوظبي والإمارات- من الزراعة إلى الصناعة وبناء المستقبل. متسائلاً: «من منا كان يتخيل وجود وادٍ كوادي السليكون بما يرمز إليه من تقدم في البرمجيات وصناعاتها، وكذلك من كان يتخيل وجود برج خليفة كمعلم عالمي وقيام مجتمع مزدهر يحتضن أكثر من 150 جنسية». مضيفاً بأن الإمارات أصبحت تمثل نموذجاً ملهماً يستهوي ويجتذب آلاف الشباب العربي الذين يفضلون العيش والعمل في الإمارات عوضاً عن التوجه إلى الولايات المتحدة أو ألمانيا، وذلك في تجربة قريبة من نموذج وادي السليكون، والذي قال عنه الراحل ستيف جوبز مؤسس شركة أبل: «إن أكثر من نصف الذين يعيشون في ذلك الوادي جاؤوا من خارجه». واستعرض المحاضر إسهام العلماء العرب منذ تواريخ موغلة في القدم في قيادة البحوث العلمية، مشيراً إلى دور ابن سينا وابن خلدون والخوارزمي الذي ارتكز على نظرياته علماء البرمجيات، باعتباره أول من طرح فكرة المكان الفارغ، وهي الأساس في هذا العالم المعرفي، كما ارتبط اسمه باللوغاريتمات التي ساعدت شركات مثل جوجل، وساهمت كذلك في تطوير وسائل الذكاء الاصطناعي. ومضى ووكر قائلاً: «إننا نقف اليوم أمام منعطف مهم، فقد أصبحنا نعيش في عصر تتسارع فيه وتيرة الابتكارات، نظراً إلى تلاقي مجموعة من القوى في الوقت المناسب، وكل منها مليء بالوعود والتحديات، متناولاً محاور متعددة». وقال: إن إتاحة التكنولوجيا للجميع أدت إلى التأثير التمكيني للإنترنت، والتي تعد قوة توازن عظيمة، مشيراً إلى الدور المتعاظم للمنصات التكنولوجية والتي أدت إلى تحول كبير في اقتصاداتنا وسلوكنا الاجتماعي، ناهيك عن تمكين المستخدمين وإمتاعهم. مشيراً إلى ارتفاع متوسط الأعمار من 31 عاماً مع الثورة الصناعية إلى أكثر من 70 عاماً في عام 2010 ومع الثورة التقنية. وفيما يتعلق بالتأثير الهائل للذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي، قال المحاضر: «شيئاً فشيئاً يغدو الذكاء الاصطناعي الجهاز العصبي لحضارة المستقبل، لقد أصبح الذكاء الاصطناعي منتشراً في كل مكان، وبات بالإمكان الآن الوصول إلى التعليم الآلي عبر «الحوسبة السحابية» والتي توفر خدمات سريعة وسهلة الاستخدام، فالتطبيقات الرئيسية اليومية مثل البحث والترجمة باتت تستخدم التعليم الآلي عبر «الحوسبة السحابية»، وهذه التقنيات وجدت لتبقى وستشكل عامل تغيير شامل». وقال: أما بخصوص الابتكار في التعليم، فإنهم يقولون إن الإنسان كائن صانع للأدوات، وقد صنعنا أدوات مدهشة، أصبحنا نطبق نهج «ستيم» STEM في التعليم والذي يركز على توظيف الحقول العلمية الأكاديمية الأربعة، أي «العلوم والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات» في التعليم، كما لا يمكننا إغفال أهمية علوم الكمبيوتر والبرمجة في اقتناص الفرص المستقبلية، فبرمجة الكمبيوتر تعد من أهم المهارات المستقبلية وأكثرها قيمة. أما عن مستقبل العمل، فقال ووكر: «لا شك بأن محصلة القوى الثلاث السابقة تؤثر على طريقة حياتنا وعملنا، ففي سنة 1850 كان متوسط عدد ساعات العمل الأسبوعية 70 ساعة، ثم أصبح 60 ساعة في سنة 1900، ثم أصبح 50 ساعة في سنة 1950، ثم 40 و35 ساعة في بعض الدول في سنة 2000، فكيف ستكون الحال بالنسبة لأطفالنا؟ ربما 20 ساعة مع نهاية القرن الحالي؟ هل ستفي التكنولوجيا بوعودها في تولي المهام دون أن تقلص من الوظائف؟ وأوضح أن التكنولوجيا ذات بعد أخلاقي، «فطريقة تصميمنا للأدوات تؤثر على أسلوب حياة الناس، وهناك علاقة معقدة بين التكنولوجيا التي يستند إليها الاقتصاد وبين البنية الاجتماعية لهذا الاقتصاد». وقال المحاضر: إن سؤال اليوم هو: ما دور الحكومات فيما يجري؟ لذلك فإنه وفقاً للممارسات المثلى حول العالم يجب على الحكومات تحفيز المجتمع وإثارة حماسه، وقال:«إنه من الضروري بناء تحالف قوي بين القطاع العام والقطاع الخاص والأفراد لتحقيق النتائج المنشودة وتنفيذ الاستراتيجية بنجاح». وكذلك استحداث وسيلة فعالة لتقديم الخدمات تكون قادرة على إسعاد المواطنين باتباع طرق مبسطة لتخصيص الخدمات الحكومية والارتقاء بها. ودعا ووكر إلى تبني السياسات ذات التوجه المستقبلي من خلال تقبل الفشل وعدم الاستسلام من الوهلة الأولى، يجب على السياسات مراعاة حق الفشل، وإطلاق المبادرة من جديد، ثم تعديلها، ثم إعادة إطلاقها، مما يساعد بعد ذلك على تعزيز المعرفة النظرية التي تم اكتسابها خلال العملية. كما دعا إلى تقبل المشاركة، وقال:«يجب على السياسات تسهيل وتشجيع المشاركة من أجل الاستفادة من أفكار الأجيال السابقة والمستقبلية». كما دعا الحكومات إلى استشراف المستقبل من خلال بناء أسس رقمية صلبة لأقوى وأضخم صرح «افتراضي في العالم» بما يتيح للسياسات التعامل مع الواقع الجديد (الذكاء الاصطناعي، التعليم الآلي، موظفو المعرفة، التمكين، البناء للمواطنين... إلخ). وقال ووكر: هذه مسائل صعبة، ولكنها عبارة عن اختبار يبين جدية الحكومات، مشيراً إلى تجربة حكومة دولة الإمارات في بناء أطر سياسات تعود بالنفع على المجتمع وتدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يشكل نموذجاً يحتذى للمنطقة وما حولها. وفي ختام المحاضرة أجاب ووكر على أسئلة الحضور الخاصة بمستقبل التوسع في توظيف الذكاء الاصطناعي، وكذلك مستقبل العملة الإلكترونية والتنافسية والسياسات لضمان الخصوصية مع اختلاف الثقافات، بما يضع حدوداً لضمان التحكم في التقنيات المستخدمة والاستفادة من التطبيقات المبتكرة، مؤكداً صعوبة التنبؤ بما ستقودنا إليه التكنولوجيا خلال العقد المقبل لأنها سريعة التطور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©